شعار قسم مدونات

إدراك الجزيرة وساكنيها

blogs - sunset

لم أكن أعلم عند انضمامي لمنصة الجزيرة للتدوين، أن تدوينتي سوف تسمى "قضية " أو أنه يوجد تصنيف للتدوينة، فقد كان كل ما يشغل بالي كيف سأقتحم هذه المنصة بكلماتي المبعثرة وأفكاري التائهة. من سيراني وأنا بجانبي قامات تكتب عن الدين والحرب من سيراني وأنا أكتب جنباً إلى جنب مع تلك الفلسطينية الثائرة أو هذا الشيخ الذي آتاه الله من فضله فيض من الكلمات الصريحة والأفكار الواضحة.
 

هل أنا أنانية لأني سألجأ للكتابة للتعبير عن نفسي في الوقت الذي يستخدم فيه الجميع المنصة للتعبير عن الحرب والسلام والدين والتربية والتنمية حتى من يشاركون تجاربهم الشخصية يشاركون الكثير والكثير من التفاصيل النفسية والشخصية المبهرة بقليل والقليل من الكلمات.
 

الحب مسئولية وإبقاؤه ونجاحه عمل شاق مرهق… لكننا نأبى أن نعترف ثم نسقط في الشكوى عند ضياعه.

لكني سأكتب على أي حال فلقد سئمت أن تبقى كلماتي طي دفاتري أو أن أكتب لقراء وهميون لم يمروا أبداً على أي من مدوناتي الثلاث اللاتي لم أشاركهن قط مع أي أحد! سأكتب لأني قرأت مقولة كافكا بأن: "الكتابة هي انفتاح جرح ما" لذلك سوف أفتح جروح أفكاري هنا وكذلك علاجها، فربما يعبر من لديه نفس الجرح وقد ينفعه أحد أدويتي.

أول أدويتي لترتيب أفكاري هي معرفة الفرق بين المعرفة والإدراك وقد التمست الفرق في العديد من التفاصيل حولي. 
أولها: "اللهم لا تكلني لنفسي طرفة عين"
في أشد أوقات ضعفي وتيهي وحرماني، وجدتني لا أشعر سوى بأني لا أريد الاتكال على نفسي، لا أريد الاعتماد عليها إطلاقاً وليس لأني من أفضل المتوكلين على الله سراً وجهراً ولكن لأن نفسي أرهقتني حينها فقط أدركت أن رسول الله قد أوتيَ جوامع الكلم أوَ لم أكن أدركها؟ لا كنت أعرفها. كنت أعرفها من دروس التربية الدينية وسرد الشيوخ لصفات النبي الكريم ولكني أدركتها حين لجأت لها وحدي، حينما استطاعت خمس من الكلمات شرح جبال من الأسى بداخلي.

ثانيها: "العلاقات الناجحة تحتاج أكثر من الحب"
كم من مرة ذكر لي خطيبي أن الحب هو التضحية وكم من مرة حفظت شعارات تقول أن العلاقة الصحية يوجد بها الكثير من استثمار الوقت والجهد بل أيضاً احتفظت بنسختي من إحدى رواياتي المفضلة -رواية أنا الخائن- بجانب سريري لفترة طويلة لأطلع على اقتباس يقول فيه البطل: "الحب مسئولية وإبقاؤه ونجاحه عمل شاق مرهق… لكننا نأبى أن نعترف ثم نسقط في الشكوى عند ضياعه"، ولكني لم أدرك كل هذه المعاني إلا عندما أوشك حبي على الضياع حينها فقط كان الدرس قاسياً وكان ألم المسؤولية ألمين.

ثالثها: "لحظة الإدراك"
من المثير للسخرية أني لطالما علمت الفرق بين المعرفة والإدراك من مدربين التنمية البشرية ودكاترة الطب النفسي ومما قرأت في مجال علم النفس ولكني إنسان لا يدرك سوى بالتجربة ولا يبني قناعاته سوى نفسه، فعزيزي العابر تعلم بالتجربة الحكيمة ولا أستطيع أن أجزم أنه يوجد شخص كل تجاربه حكيمة ولكن يوجد من يستطيع أن يستفيد من الألم ويغير قناعاته بعد التجربة بكل ما استطاع من مرونة فتتحول التجربة إلى تجربة حكيمة وآخر كلامي سلاماً على الجزيرة وساكنيها وعابري الطريق فيها.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.