شعار قسم مدونات

الرنتيسي وأبو جهاد.. جمعتهما البندقية وذكرى الشهادة

blogs - hamas

ربما لم تكن صدفة موافقة تاريخ اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي مع ذكرى استشهاد خليل الوزير "أبو جهاد"، ليغدو 16و17 إبريل من كل عام، ذكرى يحيي فيها الفلسطينيون، سيرة اثنين من أهم قادة الشعب الفلسطيني. وتتبع موجز لتاريخ الرجلين، يظهر كيف اتفقت سيرتهما في كثير من مواطنها، فكلاهما آمنا بالمقاومة المسلحة طريقاً وحيداً لمواجهة الاحتلال، ولقيا ذات المصير.

ولد الشهيد خليل الوزير عام 1935، أما عبد العزيز الرنتيسي فولد عام 1948، في فلسطين المحتلة، وهاجر كلاهما قسراً إلى قطاع غزة بعد نكبة عام 1948م.
 

التربية والقيادة
انتخب أبو جهاد عام 1951م، أميناً لسر المكتب الطلابي التابع لـ"الإخوان المسلمين" في غزة، واضطر -مع بعض شباب الإخوان- إلى تفادي اعتقالات النظام المصري وقتها ضد الإخوان إلى تشكيل تنظيم وطني فلسطيني يواصل العمل المسلح ضد الاحتلال سمّي لاحقاً حركة "فتح". وعلى ذات النسق، ترأس الدكتور عبد العزيز الرنتيسي تنظيم الإخوان المسلمين في مدينة خانيونس في بداية الثمانينات، وشارك في تأسيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عام 1987م. وشكل الرجلان علامةً فارقةً في قيادة الثورة الفلسطينية فكما كان أبو جهاد رمزاً وطنياً، وقائداً ثورياً تقلد مناصب عدة في حركة فتح والعمل الوطني، غدا الدكتور الرنتيسي رمزاً تاريخياً وقائداً مؤثراً في حركة حماس.
 

الاعتقال والإبعاد

على الرغم من أن أبو جهاد يكبر الرنتيسي عمراً بـ 13 عاماً، ويفصل بين تاريخ استشهادهما 16 عاماً، فإن سيرتهما تزخر بالنضال في سبيل القضية الفلسطينية.

إضافة إلى اعتقال الرنتيسي عدة مرات وإمضائه سنوات في سجون الاحتلال، تعرض هو وأبو جهاد لظلم ذوي القربى، فاعتقلت السلطات المصرية خليل الوزير عام 1954م، على خلفية عملية فدائية ضد جنود الاحتلال المتمركزين على تخوم غزة. ثم أُبعد عن قطاع غزة بسبب نشاطه العسكري وإصراره على المقاومة، في حين لم يكن حال الرنتيسي بأفضل من الوزير، فرغم فشل الاحتلال في تثبيت إبعاده مع قادة حماس إلى مرج الزهور، اعتقلته أجهزة السلطة شهوراً في سجونها لاقى فيها صنوف العذاب.
 

على طريق الشهادة
تعرض الدكتور الرنتيسي للعديد من محاولات الاغتيال، أهمها كانت عام 2003م، عندما قصفت طائرات الاحتلال سيارته في مدينة غزة واستشهد فيها اثنان من مرافقيه، وأصيب نجله أحمد بجراح خطيرة. وكذلك أبو جهاد تعرض لمحاولة اغتيال في دمشق عندما حاول عملاء الموساد تفخيخ سيارته، وتكررت محاولات تفخيخ سيارته في لبنان، كما قصفت طائرة "إسرائيلية" مبنى في بيروت عام 1975م، اعتقد الاحتلال أن المبنى يتواجد فيه أبو جهاد. وتمكنت وحدة من "الموساد" من اقتحام شقة أبو جهاد خلال إحدى زياراته لتونس واغتالته في 16/04/1988م، وفي 16/04/2004م قصفت طائرة "إسرائيلية" سيارة الدكتور الرنتيسي في غزة، فاستشهد مرافقه على الفور، ونقل هو إلى مستشفى الشفاء حتى استشهد في قسم العناية المكثفة.
 

على الرغم من أن أبو جهاد يكبر الرنتيسي عمراً بـ 13 عاماً، ويفصل بين تاريخ استشهادهما 16 عاماً، فإن سيرتهما تزخر بالنضال في سبيل القضية الفلسطينية واليقين بالدور الرئيسي للكفاح المسلح في مواجهة الاحتلال. فاجتمع الرجلان على فكرة التوحد على المقاومة واستشهدا من أجلها، لتكون دماؤهم نبراساً لمن بعدهم، وأفكارهم ترجيحاً لصوابية خيار المقاومة المسلحة، وهزلية الخيارات الأخرى.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.