شعار قسم مدونات

لكي لا تخونك "امرأة"

blogs - betrayal
نعم.. نعم.. أنا أتحدّث عن تلك المرأة التي خطرت في ذهنك الآن! لكي لا تخونك امرأة.. المسألةُ سهلةٌ جدًا! فقط عليك أن تفعل التالي.. يجب أن تكون ذكيًا جدًا.. وفي بعض المواقف يجب أن تتخلّى عن ذكائك.. وتدع بعض الأمورِ بأن تمر بسلامٍ، دون أن تقف طويلًا!

 

يجب أن تكون رقيق المشاعر.. وأحيانًا ذو مشاعرٍ قاسية.. وأن تكون وسيمًا جدًا ذو وجهٍ طفولي.. وأحيانًا ذو ملامحٍ خشنةٍ جدًا.. ويجب أن تكون وريثًا لثراءٍ فاحشٍ وذو نفوذٍ أيضًا.. وأحيانًا يجب أن تكون فقيرًا مكافحًا.. وتُحاول أن تمزّق الحياة بقوة يديك!

 

ويجب أن تكون صفاتك الوراثية نقيّةً جدًا.. ولا مجال لأي خللٍ فيها! ويجب أن تتمتع بصحةٍ عالية.. "يجب ألاَّ تمرض" وأن تكون مُستعدًا للتواجد معها فوق أي أرضٍ وتحت أي سماء! وأن تبقى بجانبها دومًا ووقتك بأكمله لها.. وأحيانًا يجب أن تكون شخصًا ذو عملٍ كثير، مُنشغلًا أكثر.. وبالكاد تستطيع هي أن تراك! وأن تُسافر بعيدًا بعيدًا عنها.. وتكون حاضرًا قريبًا جدًا منها!

 

يجب أن تعرف كيف تُرتّب الحديقة التي تجلس بها.. وأن تجعلها تبدو تمامًا كـ حدائق هولندا! وأن تعرف كيف تُعدّ لها كوبًا رائعًا من القهوة كل صباح وتضع بجانبها وردةً جوريّة..

ويجب أن يكون لديك جسدٌ ذو عضلاتٍ ضخمة.. وأحيانًا يجب أن يكون جسدك نحيفًا.. أو رشيقًا جدًا! وأن يتجاوز طول قامتك تلك الشجيرة التي بجانب سيارتك.. حتّى يتسنى لها التمتّع بـ رؤية قوامك وأنت تُغادر! وأن تكون عينيك ساحرتين.. ولسانك ألذُّ من العسل.. ويجب أن تكون لديك حُنجرةٌ ذهبية.. ذو صوتٍ فخمٍ جدًا.. صوتٌ يُبعثر أُنوثتها! وأن تكون جادًا أكثر.. ومرحًا أكثر وأكثر! وأن يكون لديك ذقنٌ مُرتّب.. وأحيانًا يجب أن تكون ذقنك مُهملة.. وفي بعض الأحيان يجب أن تكون حليقًا تمامًا! وأن تكون هادئ الطباع.. وأحيانًا يجب أن تكون شخصًا كالنار التي لا تنطفئ!

 

ويجب أن تعرف العزف على آلة البيانو بتمكّن، الجيتار بمهارة.. أو أن تُصبح لها موسيقارًا.. ويجب أن تكون كاتبًا ساحرًا..  شاعرًا رائعًا.. رسّامًا أروع! أو أن تكون لاعب كرة قدمٍ ماهر.. أو بطلًا في الرياضة التي هي تُحبها! وأن تُصبح أميرًا.. حارسًا.. أمينًا لمملكتها..

 

ويجب أن تتذكر تاريخ يوم ميلادها.. وتتذكّر الساعة التي وُلدَت بها أيضًا.. وتاريخ أوّل لقاءٍ بينكما والساعة التي رأيتها بها لأوّل مرة.. والمكانَ والزمانَ وكُل تلك التفاصيل الصغيرة! ويجب أن تعرف كيف تُصفِّف شعرها.. وما اللون المُناسب لشعرها.. وأن تختار لها فساتينها بعناية.. وتختار ماركة ولون أحمر شفتيها بإتقان! وفي بعض الأحيان يجب ألاَّ تعرف عن أمور النساء أي شيء!

 

ويجب أن تكون طبيبًا.. وأن تكون مُحاميًّا.. وأن تكون مُهندسًا مُحترفًا وتُرتّب تفاصيل حياتها بأناقة.. وأن تعرف كيف تُعيد إصلاح تلك الأجهزة التي بجوارها إن لزم الأمر! ويجب أن تكون دقيقًا.. مُنظمًا في حساباتك اليومية.. وأحيانًا.. يجب أن تكون مُسرفًا جدًا.. للحد الذي لاحد لها! ويجب أن يكون لديك حلٌ فوريّ.. لكل مُشكلةٍ تحدث لها

 

ويجب أن تعرف كيف تستخدم الحاسوب بشكلٍ احترافي وأن تتعامل مع التقنية الحديثة أولًا بأوّل.. ويجب أن تتحدّث بلغات عديدة.. وتتغزّل بها بـ اللغة الإيطالية! وأن تعرف كيف تُرتّب الحديقة التي تجلس بها.. وأن تجعلها تبدو تمامًا كـ حدائق هولندا! وأن تعرف كيف تُعدّ لها كوبًا رائعًا من القهوة كل صباح وتضع بجانبها وردةً جوريّة..

 

ويجب أن توقظها بهدوء.. وتهمس في مسامعها: أُحبك.. أُحبك.. أُحبك.. تهمس كـ نسمة ربيعٍ عابرة.. حتّى تتفتّح رموش عينيها كـ زهرة الأوركيد السوداء! ويجب ألا تترامى أي دمعةٍ منك أمامها.. وأحيانًا يجب أن ترى دموعك بين الحين والآخر.. حتّى تطمئن هي، بأنه مازالت لديك مشاعر!

 

ويجب ألا تشتكي من أي كدمةٍ تعرّضت لها في جسدك.. وفي بعض الأحيان يجب أن تتألم وتخبرها بذلك.. حتّى يتسنّى لها التلذذ في معالجتك بـ يديها! وأن تكون رائحة جسدك خالية من ضجيج العطور.. وفي بعض الأحيان يجب أن تكون رائحتك تفوق رائحة عطرها! وأن يكون لون جسدك، بشرتك.. أسمرًا كـ لون القهوة العربية.. وأحيانًا يجب أن تكون ذو بشرةٍ بيضاء مُشرقة! وأن تكون عنيفًا جدًا.. وأحيانًا يجب أن تكون رومانسيًا جدًا.. ذو سيطرةٍ هادئة!

 

ويجب أن تكون عاقلًا في تصرفاتك.. وفي بعض الأحيان يجب أن تُفاجئها بتصرفاتٍ غير مُتوقعة.. تصرفاتٍ جنونيةٍ مُتهورة.. تتجاوز حدود الاستيعاب! وأن تكون منطقيًا أحيانًا.. وخياليًا أحيانًا أُخرى! وأخيرًا..  "يجب أن تكون كـ جبريلٍ بين الملائكة"!

 

والآن.. هل رأيت يا سيّدي.. المسألةُ سهلةٌ جدًا!.. "إن المرأة المقصودةُ هُنا، سوف تخون.. مهما فعلتَ، مهما كُنتَ، مهما تمكّنتَ، مهما حاولت! ستخونك بأُمنياتٍ.. بنظراتٍ.. برغباتٍ.. بـ نزواتٍ.. بمقارناتٍ.. بتعمّدٍ.. أو من دونِ تعمّد" ولكن لا تنسى أبدًا.. أنا أتحدّث عن تلك المرأة التي خطرت في ذهنك قبل قليل!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.