شعار قسم مدونات

حربُ القيم.. أشياءٌ لا تُذكر

blogs - myanmar

ملاحظة: هذا المقال ليس للتنبيه على الأحداث ولكن شعرتُ أنه من الواجب كتابته.

مقدمة:

يُقال بأنَّ الإنسان أرخصُ شيء على وجه الأرض، مع أنه هو من يضعُ قيمة الأشياء، ربما لهذا السبب هو أرخصها. قرأتُ ذات مرةٍ في أحد المواقع التي تُنشر الخُرافات، بأنه في أحد الاجتماعات السرية للقوى العُظمى في العالم.. اتفقوا جميعاً بالقضاء تدريجياً على سُلالة الإنسان باستثناء العِرق الأبيض، فبسبب ذلك كانت الحرب العالمية الأولى، والثانية، وربما الثالثة ولا أعلم هل نجحوا أم فشلوا، ولكن الأكيد بأنَّ البشر في تناقصٍ متزايد ولكن لم يكُن هذا هو محور الحديث.

 

في جميع الكُتب أو الرسالات السماوية وُضعت قيمةٌ وكرامةٌ للإنسان لا يُمكن لأحدٍ هدرها كائناً من كان ولأي عذرٍ كان، بل أنَّ الجميع أكدوا على ذلك وبدأوا في كتابة المُذكرات التي تنص على ذلك، وتحذير الجميع من التعدي على حقوق الإنسان، بل أنهم أيضاً وضعوا قوانين تحمي الحيوانات.. من يراقب من بعيد يشعرُ بالفرح والبهجة، بل وتجتمعُ دموعه في عينه من هول الموقف.

 

في أي دستور من أي دولة في العالم حتى عالمُنا العربي "العالم الثالث" تنصُ دساتيرهم التي لا يمكن الجزم بأنها موجودة على قانون يحمي حقَّ الإنسان وكرامة وحريته ومعتقداته.. إلخ. بل أنَّ الجميع مُتفق على ذلك حتى من أُهدرت كرامته، يتفق مع الجميع بأنَّ للإنسان كرامة!

 

المؤتمرات التي تناقشُ فيها حرية الإنسان وكرامته تخرسُ أفواهُها عند المَطالب الميئوسِ منها بضم الإنسان المُسلم تحت مُسمى الإنسانية لتشملهُ هذه الرَحمة المزعومة

نعم.. جميعنا نعلمُ بذلك ولكن في الغالب ما يُكتب أو ما يُسنّ من تشريعات وقوانين ماوُضعت إلا لتُخترق، كما يقول نابليون، لذلك هذه القوانين وُضعت للحُجة على وجوديتها وليست للتطبيق، للنظر قليلاً في حُرمة الإنسان وكرامته المزعومة، فمثلاً الهنود الحُمر قُتل منهم الملايين ولم يخرُج أحد وينكر على هذا الأمر.. أتعلمُ لماذا تم قتلهم؟ من أجل المعادن.. قُتل تقريباً ١٠٠ مليون إنسان من أجل المعادنِ وغيرها.. إذاً أين هي كرامة الإنسان؟ إذاً في الحقيقة نجد أن المعادن هي أغلى من الإنسان، والحُرب العالمية الأولى والثانية ماذا كان السبب في اندلاعهما؟ وكم قُتل فيهما؟ ولماذا قُتلوا؟ الأسباب كثيرة ولكن السبب الرئيسي في موت هذه الملايين هو أنَّ الإنسان أرخص ما على هذه الأرض.

 

عندما يكون الإنسان فقط إنساناً فإنه يكونُ رخيصاً وعندما يكونُ إنساناً ومُسلماً أيضاً فإنه لا يُعتبر رقماً يُذكر بل إنهُ أرخص من أن يُقال عنه رخيص.. نعم بهذه البساطة! الدم المُسلم يعتبر رخيصاً لأنه مسلم! فإذا كان للإنسانِ حُرمة فالمقصود بالإنسان وليس الإنسان المُسلم، فإنَّ المؤتمرات التي تناقشُ فيها حرية الإنسان وكرامته تخرسُ أفواهُها عند المَطالب الميئوسِ منها بضم الإنسان المُسلم تحت مُسمى الإنسانية لتشملهُ هذه الرَحمة المزعومة. قُتل الكثير في السنوات الأخيرة ولم ينطقْ أحدٌ بكلمة واحدة أو يحزن بل اكتفى البعض بالتعبير عن قلقهِم. في بورما مثلاً يموت الكثير من المسلمين ظُلماً من أجل تُهمة الإسلام أمام ناظر الجميع ولم يصرخ أحداً ويقول أين هي حرية الإنسان؟ يموتُ المسلم بدون ذنب من أجل أنهُ مسلم فقط.. فيصرخُ العالم في وقتٍ واحد: لماذا يُقتل وحيد القرن الأبيض، من أجل قرنه!

 

إلى روح الشُهداء في كل مكان.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.