شعار قسم مدونات

الخِلاف يُفسِد للوُدّ قضية..

blogs - عدم إعجاب
من قال إن الخلاف لا يفسد للود قضية! بل يفسد ويلغي جميع المشاعر الإيجابية التي قد تكون بيننا.. يفسد عندما تؤيد وتبارك شخصًا قتل أمي وأبي وعائلتي.. يفسد عندما تبارك شخصا هدّم منزلي ببراميل متفجرة، يفسد عندما تبارك شخصا حرق صغار مدينتنا بالفسفور وأقام بأجسادهم النحيلة مقابر جماعية.. يفسد في كل مرة تمجده في الوقت الذي يعتقل فيه البنات وينكل بالشباب ويعذب الشيوخ..

الخلاف يفسد للود قضية عندما تؤيد وتدافع عن شخص مجرد من الإنسانية حرق ما يقارب عشرة آلاف إنسان في وقت لا يتجاوز ساعتين.. شخص ساذج لا يفقه من السياسة أو تولي الحكم شيئا سوى القتل والنهب والاعتقال إضافة إلى الشحاتة .. شخص لا يمكن أن تصف تفاهته الكلمات، شخص حتى عارٍ من أدنى مقومات الحاكم.. يفسد عندما تباركه في الوقت الذي تعاني دولته من ارتفاع نسبة الأمية وازدياد مستوى الجهل والتغييب الثقافي والسياسي..

الخلاف يفسد للود قضية عندما تدافع عن أشخاص وأسماء تُعلَن عمالتهم مع دولة الاحتلال والكيان الصهيوني المجرم على الملأ، ويفتخرون بكونهم أداة لقتل أبناء شعبهم وكل من يحاول المساس بأمن ذلك الكيان.. يفسد عندما تبارك أشخاصا يأسرون أخي وأختي وأمي وأبي فقط لمجرد رفضهم للاحتلال أو ربما ترددهم على المساجد أحيانا.. يفسد عندما تسحج للتنسيق الأمني الدنيء الذي يقوم على دماء وأشلاء قامات وأبطال شعبنا ممن رفضوا الذل والهوان..

الخلاف يفسد للود قضية عندما تحارب الإسلام باسم القومية في كل فرصة تراها مناسبة، فقد بدأت تحيد عن طريق حرية الرأي، يفسد فما عاد يعنيني طرحك للرأي والرأي الآخر.

الخلاف يفسد للود قضية عندما توافق حكومة شخص تقوم قواته بتطهير عرقي عند أول فرصة توهب لهم في حروبهم وقتالاتهم أيًا كانت طائفة المقتول وأيَا كان توجهه، وأيَا كانت أفكاره، فالقاتل بلا شك مجرد من الإنسانية ولا يحمل صفات البشر وبني الإنسان.. بل هم أشبه بالحيوانات مع كامل احترامي للحيوانات.

الخلاف يفسد للود قضية عندما تؤيد وتدعو بطولة العمر للّذين يضخون الملايين إن لم تكن المليارات مراعاة لمصالحهم وتفكيك المفكك من بلادنا.. بغض النظر عن قتلنا أو سحقنا أو حتى مسحنا عن وجه الأرض.. يفسد عندما تباركهم في المجالس رغم معرفتك بأنه لا تكاد تلمح بقعة مليئة بالدماء إلا وترى لهم فيها بصمة وموضع قدم..

الخلاف يفسد للود قضية عندما تحارب الإسلام باسم القومية في كل فرصة تراها مناسبة، ويمكن أن تؤثر في عدد أكبر من الشباب.. يفسد.. فأنت في هذه اللحظة بدأت بمساس عقيدتنا ومصدر فخرنا الأول، بدأت تحيد عن طريق حرية الرأي بل بدأت تتعدى الخطوط الحمراء، يفسد فما عاد يعنيني طرحك للرأي والرأي الآخر، إذ أنك بالأصل لا تحترم ديني ومعتقدي..

الخلاف يفسد ويفسد ويفسد.. استماعي لرأيك يخلق نوعا من احترام الآراء، ولكن هذا لا يعني بالضرورة بأني أحبك، ولا يعني الاحترام لشخصك، فأنت تسقط من عيني في كل مرة تدافع فيها عن ظالم أو قاتل..

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.