شعار قسم مدونات

على أبواب اختيار التخصص

blogs - college

 يُقبل الطلاّب في نهاية المرحلة الإعدادية على اختيار مسار دراسيٍّ معيّنٍ لكي يلتحقوا به في المرحلة الثانوية، يؤهلهم هذا المسار إلى الالتحاق بكُليّاتٍ معينةٍ في المرحلة الجامعية، التي تعتبر بوابة الحياة المهنية، وفي هذه المدونة سأضع بين أيديكم ما أرى من وجهة نظري أنَّه يُسهِّل على الطالب عملية الاختيار ويساعده على اتخاذ القرار الصائب.

 

في البداية لابد أن نتفق أن قرار اختيار المسار الدراسي يعود للطالب، ويقتصر دورنا كآباء وأمهات ومدرسين وتربويين على النصح والتوجيه والإرشاد المبني على التجارب والأسس العلمية الصحيحة، وهو دورٌ مهمٌّ جدا جدا.

 

دعونا في الخطوة الأولى نذهب في مخيلة الطالب إلى عالم المهن، ونعرفه عليها، ونسمع منه ماذا يحب أن يعمل ويمارس مستقبلا؟ هل يميل إلى المهن الطبية أم الهندسية أم الإنسانية أم غيرها؟ هل يحب الحركة والتنقل والتغيير والتجديد؟ أم الثبات والترتيب والاستقرار والروتين؟ هل يحب العمل وحيدا خلف جهاز الكمبيوتر؟ أم يميل إلى العمل الجماعي ومخالطة الناس؟ وجميل أن يسمع الطالب في هذه المرحلة قصص مهنية ناجحة، ويسمع من بعض المتخصصين عن مهنهم وأعمالهم.

 

لا نريد أن نضخم القضية بحيث نسبب لطلابنا الارتباك، ولا نريد أن نتهاون بها فيكتشف الطالب حاجته لتغيير التخصص بعد مضي سنتين أو ثلاث من دخوله الجامعة، أو بعد تخرجه منها!

أما الخطوة الثانية فهي التعرُّف على ذاته أكثر، أي مهاراته وقدراته ورغباته وميوله، وذلك بمساعدة مرشدين وتربويين متخصصين، ولا بأس في هذه المرحلة أن يُكثِّف الطالب من الاستشارة والتفكير، فاكتشافُ الذات ليس بالسهولة التي نتوقعها.

 

في الخطوتين السابقتين، تعرَّف الطالب على المهن، وتعرف على قدراته ومهاراته ورغباته وميوله، ولن نختلف في ترتيب الخطوتين، فلا بأس أن تسبق إحداهما الأخرى.

 

في الخطوة الثالثة والأخيرة، يحصر الطالب المهن المتوافقة مع مهاراته وقدراته ورغباته وميوله، وبناءً عليه سيتعرف على التخصصات الجامعية التي تؤهله لممارسة هذه المهن، وبالتالي يقوم باختيار المسار الذي يقوده إلى هذه التخصصات.

 

لا بأس بعد حصر التخصصات التي يرغب الطالب بدراستها من أن يطَّلِع على خططها الدراسية في الجامعات، وعلى المواد والمساقات التي تُطرَح، أو أن يسأل من سبقوه بدخول هذا التخصص، هذا يعطيه مزيداً من الثقة بقراره. ونلخص ما سبق بالأسئلة التالية التي يوجهها الطالب لنفسه: ما هي قدراتي ومهاراتي ورغباتي وميولي؟ وما هي المهنة المتوافقة مع شخصيتي؟ وما هي التخصصات التي تسمح لي بممارسة هذه المهنة؟ وما هو المسار في المرحلة الثانوية الذي يقودني للتخصص الذي أريد؟

 

لا نريد أن نضخم القضية بحيث نسبب لطلابنا الارتباك، ولا نريد أن نتهاون بها فيكتشف الطالب حاجته لتغيير التخصص بعد مضي سنتين أو ثلاث من دخوله الجامعة، أو بعد تخرجه منها!

مرحلة اختيار التخصص سهلة بسيطة إذا رافقها شيء من الإرشاد والتوجيه الممنهج.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.