شعار قسم مدونات

متى يأتي الربيع؟

blogs - family

هل نستطيع أن نخرج بعد كل أزمة أنقى؟ أوسع قلبا؟ وأنضج رأيا؟ وأسمى خلقا؟

‏هل حقا نملك القوة الكافية لمواجهة الحياة بكل مغرياتها؟ قد يكون الإغراء عقلا أو جسدا في هيئة إنسان! أو منصبا أو مالا أو أبسط من ذلك بكثير!

‏قد يكون الإغراء فكرة فاسدة في ثوب أبيض! أو لحظة غياب مقدس! أو سجدة لصنم ما!

‏قد يكون الإغراء تفسيرا لآية وافق هوى أو تأويلا لقول وافق رغبة! أو تبريرا لسرقة وافقت حاجة! أو كشفا غيب العقل في غياهب اللذة!

‏قد يكون الإغراء لحظة غياب الذات وسط الآلاف! لحظة توهمك أن كل هؤلاء لا يمكن أن يكونوا مخطئين!

‏قد يكون الإغراء لحظة سقطة خصمك تقتنصها لتبرز أنت! قد يكون الإغراء لحظة ضعف صديقك تقتنصها لتتخلى عنه وتظهر أنت!

‏كيف نقاوم كل ذلك؟

 

وكيف نواجه الحياة نقاوم الشرور في أنفسنا.. وغيرنا وندفعها.. دون أن نخسر ذواتنا؟ دون أن نتوحش؟

‏ترى لو غيبنا الأنا عن كل تلك المشاهد! هل سنقع في الفخ؟ ما دور الأنا في كل ما نرى حولنا من مشاهد ظلم فاضح أو فساد كبير أو ترد أخلاقي؟

ترى لو كنا نملك المعرفة الكافية لنسأل.. هل هذا حقيقي أم وهم؟ أكنا نقع في الفخ؟

‏ماذا عن الله الذي يرانا ويغيب عنا.. حين نكذب حين نظلم حين نسرق حين نعلو.. حين نشتهر.. حين ننتهك الحرمات.. حين نملك.. حين يملؤنا الشباب..

 

‏ماذا عن عهودنا التي قطعناها عن قسم القانوني والطبيب والصحفي.. عن شهادتنا أن لا إله إلا الله؟

ماذا عن المعارف حين تنسلخ عن الغايات العليا! وتنحصر بغايات أرضية آنية؟

‏كيف لشعوب مسلمة من مسلماتها الإيمان بالله واليوم الآخر أن تصبح غاياتها منحصرة في الدنيا، لا يكاد الله أو خوف من حسابه يكون حاضرا إلا قليلا!

‏أيعقل أن يظهر غياب الرقابة والقانون أن الله غائب في أفعالنا وأقوالنا وعند وعودنا وسداد ديننا وتعاملاتنا.. إلا قليلا.

 

‏هل كنا نحتاج أكثر من حب الآخر الذي لا نراه ولكن نرأف به وتقوى الله لندفع الظلم عن أنفسنا وعن غيرنا؟ لنقول كلمة حق لصديق لقريب لخصم لبعيد؟

‏هل نحتاج أكثر من حب الآخر وتقوى الله لكي لا نكذب على من وثقوا بنا؟ لكي لا نبيعهم الوهم؟ وسعادة كاذبة سرعان ما ستغادرهم؟

 

‏أين هي الشمس تملأ السماء بنورها وتكاد لا ترى من كثرة الحجب؟

‏أين هو الماء الزلال ينحدر من أعالي الجبال لا يكاد يرتوى من مورده؟

‏أين هي الأشجار راسخة جذورها إن هبت رياح غادرتها لم تزدد بعد هبوبها إلا ثباتا؟

‏أين هو الربيع أما لهذا الخريف من نهاية! وإلى متى ستظل تسقط الأوراق صفراء من ذبول ويبس؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.