شعار قسم مدونات

هل يوجد عدوان جديد على غزة؟

blogs - hamas

أينما وجد الاحتلال وجدت المقاومة، ومن الطبيعي استمرار حالة السجال بينهما حتى زواله وانقشاعه.
هل يوجد عدوان جديد على قطاع غزة؟ إن لكل قرار سياسي ظروفه ومتطلباته الخاصة، هل قيادة الكيان الصهيوني السياسية قادرة على اتخاذ قرار دخول معركة جديدة مع غزة؟
 

إن عوامل اتخاذ القيادة السياسية الصهيونية قراراً يجيز الدخول في عمل عسكري ضد غزة ضئيل، للأسباب الآتية:
1) لم يعد يؤمن نتنياهو في الوقت الراهن بجدية العملية العسكرية ضد غزة، وبات اليوم أذكي من أن تورطه الأصوات المنادية لذلك.
2) في زيارة نتنياهو لأستراليا ولقاؤه نظيره "مالكوم تيرنبول"، كان قد قدم خلال مباحثاتهما مقترحاً لنشر قوات حفظ للسلام في غزة، وبهذا توجه حقيقي لديه بنزع غزة التي أرهقته عن كاهليه.
3) سمعنا في الآونة الأخيرة عن اقتراحات لوطن بديل في سيناء، ويعتبر هذا اقتراح سياسي حتى وإن لم يتحقق إلا أن وجهة الكيان الصهيوني الرسمية باتت واضحة.
4) على الرغم من إتهام القيادة السياسية والجيش من قبل المراقب العام في تحقيقات العدوان الأخير على غزة بفشلهم وتقصيرهم في حربهم، إلا أنه تحدث عن إمكانية تجنبها لو تم تخفيف الحصار عن القطاع.
5) موافقة النواب الصهاينة على مقترح إنشاء جزيرة مائية قبالة سواحل غزة لسد احتياجاتها.
6) "إسرائيل" تتجهز لمعركة خارج الحدود:

أ‌- حزب الله لا يزال يشكل خطراً على دولة الكيان، فأي حلول في المنطقة ستكون إيران خارج حدودها، ستعمل طهران على خلط أوراق المنطقة بتوجيه حزب الله صواريخه تجاه (إسرائيل)، وهذا ما يدفع (تل أبيب) على اختراق الأجواء السورية وضرب أي دفعة صواريخ تشعر بأنها في الطريق إلى لبنان.

ب‌- وضمن عملية التجهيز لهذه المعركة، توجيه الطائرات الحربية (الإسرائيلية) على مدار الساعة داخل أجواء سيناء وضرب أهداف عديدة لها؛ في السعي منها لتأمين المنطقة الجنوبية القريبة لمفاعل ديمونا النووي.
 

ضمن السعي لخلق الظروف المخففة للحصار، قيام وفد لحماس في الآونة الأخيرة بزيارة خارجية في سبيل دراسة الحلول السياسية والعمل على تحقيقها وتخفيف الحصار المستمر منذ عشرة أعوام.

نفس السؤال للمقاومة الفلسطينية، هل القرار يصب في بدء معركة عسكرية جديدة مع الاحتلال الصهيوني؟
في كثير من الأحيان لا تفضل المقاومة بدء المعركة مع العدو الصهيوني لعدم امتلاكها مقومات عسكرية تتصدى للآلة العسكرية الصهيونية، وكذلك تفضل تحقيق عنصر المفاجئة في فصول العملية العسكرية وليس بالضربة الأولى، وهناك توجه سياسي في قطاع غزة لإيجاد الحلول السياسية وتخفيف الحصار عن قطاع غزة، والعمل على تطوير العلاقات الثنائية الفلسطينية المصرية، وهذا ما يفسر توجه وفود عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي بشكل متكرر لجمهورية مصر والتي كان آخرها زيارة نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، والقيادة السياسية في قطاع غزة تعمل جاهدة على استثمار التجاوب المصري مع مطالب الشعب الفلسطيني في غزة.
 

ضمن السعي لخلق الظروف المخففة للحصار، قيام وفد لحماس في الآونة الأخيرة بزيارة خارجية في سبيل دراسة الحلول السياسية والعمل على تحقيقها وتخفيف الحصار المستمر منذ عشرة أعوام. ولا بد الإشارة هنا أن قرار الذهاب لعملية عسكرية جديدة من عدمه يبقى قراراً تنظيرياً، وأن الميدان دائماً يكون له كلمته، لذلك تبقى جميع الخيارات مفتوحة، فالحرب ليس كما يصورها بعض الصهاينة أنها ستكون في الربيع، وكذلك ليس كما يتم تَصور أن لا عملية عسكرية قادمة، لهذا نشاهد استمرار المقاومة في تجاربها للصواريخ وأيضاً استمرار المناورات العسكرية للكيان.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.