إن الناظر إلى الساحة السنية في لبنان وواقع أبنائها يجد ساحتها تحمل تركيبة معقدة… فليس لها منبر موحد جامع للصف والكلمة.. ورغم حساسية الأحداث التي تزج بتلك الساحة تجد بدلا من الموقف الواحد عشرات المواقف التي تحمل في طياتها تناقضا في المبادئ وطريقة التعامل مع الواقع…
من هذا المنطلق تداعى بعض العلماء والدعاة منذ سنوات عدة لتأسيس هيئة علمائية تحمل اسم "هيئة علماء المسلمين في لبنان" فكانت ولادتها متزامنة مع واقع مرير يمر على الساحة اللبنانية التي تأثرت وما زالت تتأثر بالأحداث السورية…
صعوبات كثيرة وضغوطات كبيرة تعرضت لها الهيئة منذ تأسيسها، فقد تم تفجير مسجدين لأحد أبرز أعضائها (مسجد التقوى ومسجد السلام) سقط خلالها عشرات الضحايا. |
الهيئة كما تصرح دائما ليست بديلة عن دار الفتوى المرجع الرسمي للدعاة والعلماء والمشرفة على دور العبادة بل هي كما تقول جاءت مكملة لدور الدار.. وبما أن الصف الإسلامي في لبنان مشتت، تؤكد الهيئة أنها تعمل على توحيد صفوف المسلمين وإزالة أسباب الفرقة والاختلاف وتقريب الرؤى فيما بينهم..
كما أنها خلال مسيرتها في السنوات الماضية لا تتخلى عن أي قضية أو مشكلة أحدثت جدلا عند الرأي العام، جاء ذلك في بيانها التأسيسي وترجمته عمليا فيما بعد… فتراها ترفع الصوت عاليا بمواقفها الجريئة، بل في كثير من الأحيان يكون صوتها وحيدا في بعض القضايا الحساسة… ومن أهم ما سعيت إليه الهيئة وأشارت إليه في صياغة أهدافها هو العمل على كشف المخططات المعادية للإسلام والتصدي لها بشتى الوسائل القانونية.. بالإضافة إلى ترشيد الخطاب الإسلامي في لبنان وإبراز خصائص الشريعة الإسلامية بكمالها وسماحتها.. وتضع نصب عينيها دعم القضايا العادلة والمحقة..
صعوبات كثيرة وضغوطات كبيرة تعرضت لها الهيئة منذ تأسيسها، فقد تم تفجير مسجدين لأحد أبرز أعضائها (مسجد التقوى ومسجد السلام) سقط خلالها عشرات الضحايا… ومن المواقف الحساسة إطلاق النار على الموكب الرسمي للهيئة خلال المعارك التي حدثت في جرود عرسال سابقا، والذي نتجت عنه إصابات خطيرة… ولا شك أنها تعرضت لحرب إعلامية أثرت على الرأي العام.. بالإضافة إلى كثير من الأحداث الحرجة والحساسة التي أثرت على الساحة اللبنانية والتي سنتطرق للحديث عنها كل على حدة في مقالات مقبلة نسلط الضوء من خلالها على الواقع العام للساحة الوطنية والسنية على وجه الخصوص…
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.