شعار قسم مدونات

الأحقية التاريخية في فلسطين (3)

blogs - فلسطين

بداية أتمنى مراجعة التدوينات السابقة:

الأحقية التاريخية في فلسطين (1)

الأحقية التاريخية في فلسطين (2)

 

عصور ما قبل التاريخ:

سكن العرب الكنعانيون أرض فلسطين منذ عصور ما قبل التاريخ (أي عصر ما قبل القراءة والكتابة) وقد استقروا وبدؤوا باستصلاح الأرض والزراعة وبناء البيوت وهو ما لم يكن دارجا في تلك الفترة وقد وجدت آثار وأدوات زراعية تعود لفترة لم يكن فيها اليهود أصلا وهذا يدلل أن هناك سكانا سبقوا الجميع في الحياة على هذه الأرض.
 

التطور الإنساني:

وصل تطور الحياة في فلسطين إلى مرحلة "الدويلات" في بداية العصر البرونزي (3200 ق.م – 2000 ق.م) وهي وجود تكتل سكاني وبيوت ومزارع واستقرار، ثم تطور الكنعانيون بعد ذلك لمرحلة التمدن، حيث أسس الفلسطينيون أول مدينة في تاريخ الإنسانية وهي مدينة أريحا وسميت "حضارة جريكو" كما ذكرت وأثبتت ذلك الحفريات الأثرية، ازدهرت الحياة التجارية والصناعية وتم سكب البرونز والمعادن وظهور المعتقدات الدينية والزخارف الفنية على الأدوات، ومرحلة "المدينة" كانت أرقى ما وصل له البشر في التطور في تلك الفترة.
 

في إحصائية بعهد محمد علي وضحت عدد اليهود في فلسطين فوجد أن نسبة اليهود لا تتجاوز 2% حيث بقيت فلسطين فارغة من اليهود منذ هزيمتهم أمام الرومان

الوجود الفلسطيني:

استمر الوجود الفلسطيني بالتمدد والانتشار وبناء مراكز وتجمعات أخرى على الساحل الفلسطيني وعلى مدار تلك العصور كانت فلسطين محط أطماع المحتلين فكانت تتعرض للاحتلال بين الفينة والأخرى وأحيانا كان الاحتلال يمتد لقرون لكن في ظل وجود فلسطيني مستمر.
 

سكن فلسطين الرومان والفرس ووصل اسكندر الأكبر حدود غزة واحتلها الصليبيون وغيرهم فهل نقول أن فلسطين رومانية مثلا؟ أو هي تتبع بلاد فارس؟ بالتأكيد لا لأن السكان الأصليين ما زالوا موجودين وكل هذه الأعراق كانت عابرة لا يمكن نسبتهم للأرض ولا نسبة الأرض لهم أبدا.
 

معركة أريحا:

تتحدث الروايات اليهودية عن معركة قاد فيها يوشع بن نون اليهود واقتحامهم لأريحا التي كان يسكنها الكنعانيون في ذلك الوقت، فقاموا بتدميرها وإحراقها وعلى الرغم من أن الرواية نفسها تؤكد وجود سكان سبقوهم إلى الأرض وتتحدث عن ملك يدير مملكة كنعان إلا أن أبحاث البريطانية كاثرين كينون ذكرت أنه لا يوجد أثر لحرق حدث في أريحا في الفترة التي تذكرها التوراة.
 

بنو إسرائيل لم يبنوا حضارة قط ولم يصلوا في تطورهم الإنساني للمستوى السائد في تلك الأرض وهذا واضح في الأبحاث والدراسات الأثرية التي وجدت أدوات تعود للفلسطينيين منذ العهد البرونزي لكنها لم تجد شيئا يعود لليهود.

بعد ألفي عام:

عام 1839 زار "موسى مونتفيوري" أحد اثرياء اليهود محمد علي وفاوضه ليسمح ببناء قرى ومساكن لليهود ولم تتم هذه الاتفاقية ولكن بدعم من مونتفيوري قامت الدولة في عهد محمد علي بعمل إحصائية توضح عدد اليهود في فلسطين فوجد أن نسبة اليهود لا تتجاوز 2% حيث بقيت فلسطين فارغة من اليهود منذ هزيمتهم أمام الرومان. والذين كانوا يسكنون فلسطين وقت الإحصائية كانوا من يهود الأندلس الذين هربوا مع المسلمين عام 1494 عندما سقطت الدولة الإسلامية.
 

يحاول اليهود إثبات وجود هيكل سليمان المزعوم مكان المسجد الأقصى وقد توصلوا لإثباتات -افتراءات- من خلال علم الآثار التوراتي ولكن علم الآثار الحقيقي نفى وجود أي آثار ترجع إلى بني إسرائيل حتى أيامنا هذه رغم الحفريات الهائلة التي يقوم بها الاحتلال في القدس وأسفل المسجد الأقصى وفي عدة مواقع في فلسطين.
 

يتضح مما سبق التالي:

* الوجود الفلسطيني لم ينقطع أبدا على أرض فلسطين منذ وجودهم الأول حتى في فترة أي احتلال.

* الوجود الإسرائيلي الذي كان محدودا في فترة معينة وبأماكن معينة وقليلة. ودائما ما كانوا يخرجون من الأرض وينتهي وجودهم تماما ثم يعودون على أمل إقامة دولة لهم على أرض فلسطين.

* أول وجود لليهود على أرض فلسطين كان بعد عام 1460 قبل الميلاد حسب رواية التوراة نفسها.

* أول إقامة وحكم لليهود كان في عهد القضاة وكان قصيرا في تجمعات صغيرة.

* كانت نسبة اليهود بسيطة جدا مقارنة بالسكان الأصليين "الكنعانيون"

* بنو إسرائيل لم يبنوا حضارة قط ولم يصلوا في تطورهم الإنساني للمستوى السائد في تلك الأرض وهذا واضح في الأبحاث والدراسات الأثرية التي وجدت أدوات تعود للفلسطينيين منذ العهد البرونزي لكنها لم تجد شيئا يعود لليهود.

* كان السكان الأصليون يزيدون وينتشرون في ظل تناقص بني إسرائيل جراء الحروب والهجرة المستمرة.

* الأدلة التاريخية التي يعتمد عليها الإسرائيليون ضعيفة وتحمل تناقضات كفيلة بنسف أحقيتهم كاملة.

كانت تلك سلسلة تتحدث حول الأحقية التاريخية في فلسطين لخصت عدة مواضيع في تدوينات بسيطة.
 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مصادر مهمة:

* محاضرات الدكتور نهاد الشيخ خليل الأستاذ في قسم التاريخ والآثار بالجامعة الإسلامية.

* موقع الرواية الفلسطينية 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.