شعار قسم مدونات

حماس بعد انتخاب السنوار رئيساً لمكتبها

blogs يحيى السنوار
انتهت الانتخابات الداخلية لحركة حماس مسفرة عن فوز الأسير المحرر يحيي السنوار برئاسة المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة، في فوز اعتبره كثيرون بمثابة مفاجأة مدوية لم تتوقعها أغلب القوى سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي.

وتعتبر كثير من القوى المحلية والإقليمية فوز يحيي السنوار برئاسة المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، بأنه اتجاه نحو سياسيات أكثر تشدداً من سياسيات سلفه إسماعيل هنية، الذي يتمتع بمرونة سياسية عالية جداً على عكس يحيي السنوار الذي جاء من خليفة عسكرية، فهو مؤسس جهاز مجد الأمني في عام 1988، والذي ساهم بشكل كبير في القضاء على كثير من المتعاونين مع الاحتلال في الانتفاضة الأولى، وكان السنوار أحد مؤسسي الذراع العسكري لحماس كتائب القسام قبل أن يتم اعتقاله من قبل سلطات الاحتلال عام 1988، بسبب رئاسته لجهاز مجد الأمني وتم الإفراج عن السنوار في صفقة وفاء الأحرار عام 2011 بعد قضائه لـ22 عاماً في سجون الاحتلال.

وسيواجه السنوار بعد انتخابه رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة العديد من الملفات الشائكة، وعلى رأسها علاقة الحركة مع إيران التي اتصفت بالجمود بعد قيام الثورة السورية عام 2011، وحسب تصريحات سابقة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج خالد مشعل، في إحدى لقاءاته على قناة الجزيرة، فإن هناك اختلافات وتباينات كبيرة بين قيادات الحركة بشأن العلاقات مع إيران، ويعتبر السنوار من المؤيدين لعودة علاقات مع إيران قوية ومتينة كما كانت قبل الثورة السورية، فإيران كانت من أهم الممولين والداعمين لحركة حماس سواء على الصعيد المالي والعسكري قبل الثورة السورية.

وقد تشهد الأيام القادمة تقاربا بين حركة حماس وإيران لإذابة الجليد عن العلاقات بين الطرفين، بعد ما أصابها الجمود جراء التدخل الإيراني في سوريا، والذي أثر بشكل كبير على العلاقات بين الطرفين.
وسيكون على السنوار استكمال الخطوات التي اتخذتها الحركة في اتجاه التصالح مع مصر، بعد القطعية بين الطرفين عقب انقلاب 3 يوليو، والتي اعتبرت حركة حماس عدوا لها جراء علاقاتها مع الإخوان المسلمين، والتي اعتبرها النظام منظمة إرهابية، وكانت إحدى التهم الموجهة لمحمد مرسي هي التخابر مع حركة حماس مما زاد في القطعية بين الطرفين.

السياسية الخارجية لحركة حماس ستشهد تغييرات جذرية بوجود السنوار، الذي يختلف في طبيعة تعامله في العديد من الملفات عن سلفه إسماعيل هنية، الذي يعتبر أكثر مرونة من السنوار الذي يميل إلى الحلول الواضحة والمباشرة.

وشهدت الفترة الأخيرة تحسنا في العلاقات بين الطرفين، وقد تحدث الدكتور موسى أبو مرزوق القيادي في حركة حماس عبر صحفته على فيسبوك بأن هناك انفراج في العلاقات مع مصر، وأن فترة القطيعة مع مصر انتهت وإلى الأبد.

وأما على الصعيد المحلي، فالسنوار له موقف متشدد من السلطة الفلسطينية، مما سيؤثر بشكل سلبي على المصالحة الفلسطينية المتعثرة أصلاً، وسيكون السنوار أقل انفتاحاً في العلاقات مع السلطة الفلسطينية على عكس سلفه إسماعيل هنية الذي يعتبر أكثر مرونة في العلاقة مع السلطة الفلسطينية.

ومن أهم الملفات التي تنتظر السنوار بعد توليه لقيادة الحركة في قطاع غزة، ملف أسرى جنود الاحتلال الموجودين لدى الحركة، وكيفية إنجاز صفقة وفاء أحرار جديدة على غرار صفقة وفاء الأحرار الأولى التي تمت عام 2011، والتي أفرج فيها عن 1100 أسير فلسطيني من سجون الاحتلال وعلى رأسهم يحيي السنوار.

وترى وسائل الإعلام الإسرائيلية فوز السنوار برئاسة المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة أمرا غير مبشر لإسرائيل بشكل عام، فهو يعتبر من الصقور حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، وسيكون إنجاز صفقة تبادل أسرى أصعب بسبب تواجد رجل يعتبر من أشد الكارهين للاحتلال الإسرائيلي، ويميل إلى أشد أنواع الشدة في مواجهة سلطات الاحتلال.

وعلى هذا فإن السياسية الخارجية لحركة حماس ستشهد تغييرات جذرية بوجود السنوار، الذي يختلف في طبيعة تعامله في العديد من الملفات عن سلفه إسماعيل هنية، الذي يعتبر أكثر مرونة من السنوار الذي يميل إلى الحلول الواضحة والمباشرة دون مراعاة كبيرة للحسابات والمناورات السياسية، التي لا يتميز بها الرجل جراء الخلفية العسكرية التي ينتمي إليها والتي لا تعترف بالحلول الوسطى بل الحلول المباشرة والواضحة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.