شعار قسم مدونات

تركيا وثأر الغرب باختصار

blogs - تركيا في الأمم المتحدة
تركيا اليوم وتركيا الأمس؛ اختلاف عميق بين الماضي القريب الحاضر والمستقبل المشرق الذي يرى فيه الأتراك بذرة العمل الجبار الذي قام به أبناؤها لدخول مصاف الدول المتقدمة وسيادة نفسها وازدهار إنتاجها واقتصادها، ليحملها حلم العرب والمستضعفين إلى قائمة الدول الأولى في عدة مجالات، ولا ننسى أيضا وقوف تركيا في وجه الديكتاتورية العربية التي قامت بقتل الآلاف من أبناء شعوبها من أجل السلطة وبتحريض أو سكوت دول الغرب الديمقراطية محبة السلام والمدافعة عن الحرية المزعومة.. متحدية بذلك قانون الغاب الذي تحكم به هذه الدول، على غرار الاتحاد الأوروبي الذي يلعب دورا كبيرا في تسيير العالم وفق ما يراه ويضع القوانين للتوازنات الدولية والإقليمية…

وربما لاحظ الناس كما لاحظت أنا، أن الغرب يكن الهمجية والاحتقار للأمم الأخرى، ويتكاتف مع بعضه حين يشعرون بالتهديد، عل عكسنا، مزقتنا الصراعات بكل أنواعها.. تركيا منذ أن أفشلت الانقلاب الذي حيك لها بليل، وهي تدفع ضريبة محاولتها الخروج من عنق زجاجة العالم الخفي الذي تحكمة قوى الظلام السفلي التي تظهر العدل والمساوات والحريات وتبطن تعطشها الشديد لموارد غيرها ومكتسباتهم سواء المادية أو الحضارية…

لنكن صريحين يوما مع أنفسنا، ولنتعض من الماضي الأليم الذي لحق بالعرب والمسلمين لقرون… تلون الغرب برداء الحرية والديمقراطية؛ تكشفه أول محاولة لنزع غطاء الذل من الأوطان العربية والمسلمة، ليكشر المارد الخفي عن أنيابه ملتهما المحاولات اليائسة من جهة، ومنصبا من جهة أعوانه ليفرضوا القيود على أوطانهم كما نراه في مصر وتونس..

أفزعت أوروبا من تحركات تركيا الداخلية والخارجية، فكنت لها العداء، وعادت إلى مخيلتها قوة الدولة العثمانية التي كانت عقدة من عقد الغرب وكابوسا لقرون.

ألم يأت اليوم الذي تقف فيه الأمم العربية مع بعضها لرد هذا المارد؟ ألم يحن وقت الدفاع عن تركيا التي دافعت عن الشعوب العربية في الخمس سنوات الأخيرة؟ إذن هل تركيا فعلا مقبلة على فجر جديد في علاقتها مع الاتحاد الأوروبي؟ هل تصل الأمور إلى ما لا يحمد عقباه؟ هل ستسمح تركيا الجديدة لعودة السيد الأوروبي لقيادتها؟

إن وصف أردوغان للهولنديين ببقايا النازية والفاشية لهو عين المنطق وقمة الكلمات والتعبير… لو أن أحدا من الساسة العرب والمسلمين فعل ما فعلته هولاندا ومنعت وزراء أوروبا من دخول أراضيها لقامت الدنيا وما قعدت، ولكانت كل أوروبا في عداء معها، ولا توالت التصريحات وأنزلت العقوبات.

أوروبا أعجبها ما توارثته من قرون وخاصة منذ سقوط الأندلس وتهجير المسلمين، أعجبها سقوط الهوية ولعق أحذيتها وتدخلها في شؤون العرب، وظنت أن الوضع إلى نهاية الزمن سيكون كما هو وسيضل إلى الأبد.

أفزعتها تحركات تركيا الداخلية والخارجية، فكنوا لها العداء، وعادت إلى مخيلتهم قوة الدولة العثمانية التي كانت عقدة من عقد الغرب وكابوسا لقرون.. هذا هو الثأر الأوروبي يا سادة عسى أن ياتي فجر تفوح منه رائحة الحرية لتركيا.. الحرية للعرب. 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.