شعار قسم مدونات

جزائسطين!

blogs - algeria palestine
"فلسطين الشهداء فلسطين".. هتافٌ لطالما صدح به الجمهور الجزائري على مدرجات الملاعب وفي أغلب المباريات التي أقيمت فيها، فلا تقام مباراة على أرضية هاته الملاعب إلا كان لفلسطين الحصة الأكبر في الهتافات والحب الأعمق في قلوب المشجعين لكلا الفريقين، فأن اختلف الجمهور في تشجيع كل فريق فلا اختلاف في هتافاتهم لدعم فلسطين، والمشاهد لكل المباريات التي تقام على أغلب الملاعب لا تخطئ عينه علم دولة فلسطين على المدرجات وخاصة في المقابلات الدولية التي تقام خارج الجزائر.

في مباراة الحب التي جمعت بين فلسطين والجزائر العام الفائت، والذي كان موعدها 17 فبراير ذكرى يوم الشهيد الذي اختاره الاتحاد الجزائري لتقام فيها المباراة، وذلك لرمزية هذا اليوم وذكراه في بلد المليون ونصف المليون شهيد، كان للمباراة صدى قوي قبل موعدها و الذي دشنها الجمهور الجزائري على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك وسم" المنتخب _الفلسطيني " ويقصد به أن لا فرق بين الفريقين فهما منتخب واحد يحمل حب فلسطين وكتب كثير من المغردين الجزائريين بمناسبة هذه المباراة للمنتخب الجزائري يحذره مازحا من خطورة فوزه "إذا هزمتم الفريق الفلسطيني سنقتلكم، فلسطين يجب أن تفوز" وفي أثناء المباراة كانت هتافات الجمهور الجزائري لصالح المنتخب الفلسطيني في سابقة لم تحدث في أي مباراة جمعت بين فريقين، مباراة عبرت عن مدى الحب الذي يحمله الجزائري في قلبه لفلسطين ولكل ما هو فلسطين.. هنا الكرة كانت هي الهامش في هاته المباراة العلاقة كانت الأبرز بين شعبين يحملان نفس الروح ونفس الحب المتبادل.
 

إن الوجع الذي شعر به الشعب الجزائري والمعاناة التي ذاقها من ويلات الاستعمار هي نفس المعاناة التي يتذوقها الشعب الفلسطيني اليوم فهذا كان العامل المشترك بين الشعبين، ولا يشعر بوجعك إلا من ذاق نفس الوجع الذي ذقته، وهذا الذي يحدث مع كل جزائري تجاه كل فلسطيني اليوم.

لم تكن العلاقة على صعيد الملاعب فقط بل كانت الملاعب مناسبة فقط لتعبير عن هذا الحب العميق الذي يكنه الشعب الجزائري لفلسطين ولشعبها، فالشعب الجزائري تنفس حب فلسطين فلا تقام الأفراح إلا وعلم فلسطين بجانب العلم الجزائري، في كل الاحتفالات التي تقام على أرض الجزائر كان الهتاف لفلسطين الشهداء، في المظاهرات والمسابقات والاحتفالات والمناسبات كان لفلسطين الحضور الأبرز فيها، فلا ذوق لاحتفالية أو مناسبة بدون ذكر فلسطين أو بدون رفع علمها عاليا في سماء الجزائر.


الجزائر الذي تحدث على لسانها الراحل هواري بومدين
وتكلم نيابة عن شعبها في كلمة لخصت الحب الكبير والعلاقة العميقة والمكانة الرفيعة " نحن مع فلسطين ظالمة ومظلومة"  حب الجزائر للفلسطينيين هو حب بالفطرة ولأننا أكثر دولة عانت ويلات الاستعمار، نحن أكثر شعب يكره الكيان الصهيوني، انعتنا بكل الصفات لكن حذاري أن تقول لجزائري أنت يهودي، ستقوم قيامتك ولو من باب المزحة.. هذا ما قالته جزائرية وعبرت به لحبها لفلسطين في إحدى المواقع الالكترونية ويضيف آخر نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة. ليس شعار أطلقه الراحل هواري بومدين بل سياسة شعب ودولة مجسدة على أرض الواقع.


ولأنهم يعرفون أن الفلسطيني في الجزائر هو صاحب الدار واحنا ضيوف عنده "وتضيف أخرى" في منزلنا يوجد علم فلسطين معلق منذ نعومة أظافري كنت أحسبه علم الجزائر فجاء اليوم الأول في المدرسة ورأيت علم مغاير تماما، فعند عودتي سألت أبي لمن ذاك العلم فقال ذلك علم الجزائر رمز الشهداء وهذا علم فلسطين الحبيبة رمز الشهادة، 
هذا أول ما سمعته عن فلسطين، ويكتب آخر "إن فلسطين تجري مجرى الدم من عروق أبناء الشعب الجزائري وإن فلسطين قضيتنا المركزية فكلنا نتعلم حب فلسطين كحفظنا للفاتحة."


ولأن الأحرار يحبون بعضهم وإن اختلفت أجناسهم
وبلدانهم وفلسطين قضية الأمة وفطرة ولدنا بها ويقول آخر: لما كنت صغيرا، كان جدي رحمه الله يستمع يوميا لحصة إذاعية عنوانها "صوت الثورة الفلسطينية"، فكان يستمع باهتمام لما كان يذاع عن أخبار فلسطين، وغالبا ما يحدثني ويقول لي، هؤلاء إخواننا وهم يعانون كما عانينا نحن بالأمس، فكان جدي رحمه الله أول من زرع في قلبي حب فلسطين وحب القضية وحب الفلسطينيين.. ولن أنسى أيضا، ذلك اليوم الذي أعلن فيها قيام الدولة الفلسطينية من الجزائر، كانت حفلة وسقطت الدموع وسط العائلة ونحن نتابع خطاب القائد الراحل، ياسر عرفات، واليوم أنتم شرف الأمة، تحياتي لرجال المقاومة بكل فصائلها".


إن الوجع الذي شعر به الشعب الجزائري والمعاناة التي ذاقها من ويلات الاستعمار هي نفس المعاناة التي يتذوقها الشعب الفلسطيني اليوم فهذا كان العامل المشترك بين الشعبين، ولا يشعر بوجعك إلا من ذاق نفس الوجع الذي ذقته، وهذا الذي يحدث مع كل جزائري تجاه كل فلسطيني اليوم، الحب تجاه فلسطين دين يتعبد به الجزائري لربه،
وقضية فلسطين والاهتمام بها عبادة وجدت في قلب كل جزائري باختلاف انتماءاتهم السياسية، ولن تجد اختلاف بين جزائري وجزائري وإن اختلفت توجهاتهم الفكرية أو الحزبية أو العرقية في حبهم لفلسطين، ففلسطين عند الجزائري شيء مقدس وخط أحمر لا يمكن تجاوزه.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.