فماذا لو كنا قضينا يوماً داخل القبيلة..!؟ هل كنا إذا قيل لنا حي على الجهاد ينفر منا الرجال وتدفعهم النساء وتلاحقهم دعوات الكبار والأطفال، أم أننا كنا سنسمع من يقول "إحنا مالنا، واعد عن الشر وغنيله، وأرضنا وقبيلتنا سالمة وآمنة وبنقيم فيها الشرع والحمد الله ف لية الإزعاج" أم كنا سنرى من يظهر أمامنا يحدثنا عن مجاهدة النفس وفقط ويُذكرنا بموعد حلقة "فقه الطهارة "؟ !
الأزمة الحقيقة تكمن بداخلنا، بداخلنا نحن…فانشغالنا بأنفسنا لدرجة ألهتنا عن أمتنا فأصبحت مشاكلنا الشخصية والحياتية تجعلنا نهرول على المصحات النفسية |
والنساء هل كانت ستجهز الأمتعة والذخائر وتظهر من أنفسها قوةً تثبت بها الفؤاد أم كانت ستبدأ في نوبة الصياح والبكاء قائلة "هتسبنا لمين من بعدك.. انت عايز أولاد يتيتموا وانا أترمل "؟! والآباء والأمهات هل كانوا سيبثون في أولادهم روح العزة والكرامة والنخوة وقول الحق أم أنهم تحت مظلة خوفهم سيقولون "امشى جواة الحيط.. ومش شرط تصلي كل يوم في مسجد القبيلة.. أو خفف لحيتك شوية.. أو بمعنى أصح تنازل عن أي مظاهر تدل على انتمائك" هل كنا سنقف صفًّا في وجه الظالمين لنشهد بقول الحق على الخائنين، أم سنكتفي بدعوة مرة ف العام أن يهلك الله الظالمين ويحررنا!
وأثناء الصراع بين عقلي والذاكرة إلا أن عقلي أبى تذكيري ببعض المواقف التي شهدنا فيها اصطفاف الناس لقول الحق ولكن سُرعان ما عادت بي الذاكرة هل كنا إذا كتب الله لنا نصراً سنرده لله وحده ونتبرأ من حولنا وقوتنا؟! هل كنا سندافع من أجل كلمة الله حقاً أم سندافع من أجل شخص أو جماعة أو بلد؟! يا قومِ لن يعود النصر والعزة إلا بإعادته في أنفسنا أولا ً "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ " يا قومِ ليست الأزمة في نوع السلاح أو العدد أو العَتاد فالله تكفل لنا بهذا وتاريخنا شهيداً على ذلك.
الأزمة الحقيقة تكمن بداخلنا، بداخلنا نحن…فانشغالنا بأنفسنا لدرجة ألهتنا عن أمتنا فأصبحت مشاكلنا الشخصية والحياتية تجعلنا نهرول على المصحات النفسية، وفى كل يوم وليلة نرى مشاهد القتل والتشريد أمام أعينا ولم تحرك بنا ساكناً !فاللهم ابعث فينا رجالاً كأرطغرل وأمثالة ليحيوا قلوبنا ويعيدوا لديننا عزته… " وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ "
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.