شعار قسم مدونات

عودوا إلى مقاعدكم.. براءة مبارك!

blogs - Mubrk
في مسلسل قيامة أرطغرل، شاهدنا كيف أن السيد "غوموشتكين" من قبيلة "الدودورغا" والسيد "كورد أوغلو" من قبيلة "كايلار"؛ كلاهما قُطعت رقبته بالطريقة نفسها، فهل استحقا هذا الجزاء وتلك العقوبة؟ بالنظر في سيرة هذين الرجلين، نجد أن كلاهما سلك طرقا ملتوية ومنحرفة من أجل الوصول إلى السلطة والزعامة المنفردة، "كورد أوغلو" تحالف مع عدو لطالما أذاق قبيلته ويلات من النكبات والفتن، وأخذ منه دعما كافيا ليقوم بانقلاب عسكري دموي اعتقل على إثره "سليمان شاه"؛ السيد الشرعي للقبيلة وأسرته، وأخلص رجاله المعلم "ديلي دمير"، أما السيد "غوموشتكين" فقد سلك طريقا قدم فيه الكثير من التنازلات، وتورط في العديد من الأعمال القذرة، كاستغلال أخته "ايتولون" وابنته "غونجاجول" ومداهنته ونفاقه وتملقه لرجال الدولة السلجوقية الأقوياء، أمثال الأمير "سعد الدين كوبيك"، والغدر بالسيد الشرعي لقبيلة "الدودورغا" "كوركوت" وابنه السيد "توتكين". الغريب في الأمر أن كلا الرجلين كان له ماضٍ مشرِّف، قدما فيه تضحيات كبيرة وهذا ما أريد أن أفصِّل فيه قليلا.

السيد محمد حسني مبارك شارك في حرب العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر عام 1973 والتي انتصرت فيها مصر المدعومة عربيا على الكيان الصهيوني، وبمرور الوقت قدم السيد مبارك الكثير من التنازلات، وبتتابع السنين تورط في العديد من الأعمال القذرة، إلى أن أصبح الحليف القوي والكنز الاستراتيجي للكيان الصهيوني لمدة ثلاثين سنة، هي فترة سيادته على مصر التي طالت كثيرا عن فترة سيادة "كورد أوغلو" لقبيلة "الكايلار" أو سيادة "غوموشتكين" لقبائل التركمان الثلاثة، وذلك راجع إلى عدم وجود "أرطغرل بن سليمان شاه" في مصر طوال الثلاثين سنة التي مثلت فترة حُكم سيادته.

عودوا إلى الميادين أيها الثوار الأحرار، فهي مقاعدكم وقواعدكم التي انطلقتم منها في ثورة الخامس والعشرين من يناير، وتآلفوا من جديد وتكاملوا، فالثورة سيرة نبي لا يحيط بها تيار واحد أو جماعة واحدة أو حزب واحد

سبب ذلك هو سياسة التجهيل المتعمد والإفساد المنظم والاستبداد المركب، الذي جفف منابع اكتساب المعارف والفنون والمهارات، التي من شأنها أن تُخرج جيلا واعيا بتاريخه المشرف، مؤمنا برسالته الخالدة، يملك من أدوات القوة ما يمكنه بها أن يتغلب أو ينتصر على منظومة من المؤسسات التي كانت ولا زالت للسيد مبارك بوقا وعصا وحصنا، و التي لم تتوانى عن دعمه حتى قضت له بالبراءة مما نسب إليه.

إن الجريمة الحقيقية التي يجب على الثورة أن تحاكم مبارك عليها، هي إفساده للضمائر وتخريبه للذمم، حتى أضحى الناس يرقصون على دماء شهدائهم ولا يحترمون خياراتهم التي ارتقوا من أجلها، بل ويتهمون الأحرار منهم والشرفاء بالخيانة مرة وبالإرهاب مرة أخرى. عودوا إلى الميادين أيها الثوار الأحرار، فهي مقاعدكم وقواعدكم التي انطلقتم منها في ثورة الخامس والعشرين من يناير، وتآلفوا من جديد وتكاملوا، فالثورة سيرة نبي لا يحيط بها تيار واحد أو جماعة واحدة أو حزب واحد، ولا ينقص منها شيء عن مجموعهم واعلموا أن الله ناصركم على من فرَّق بينكم إن نصرتموه في أنفسكم وتغافرتم ومضيتم كما كنتم يدا واحدة

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.