شعار قسم مدونات

معايير الأمن القومي في نظر المعسكر السياسي شرق ليبيا

blogs - ثوار ليبيا
تناقض وازدواجية في اتخاذ الإجراءات التقيدية التي طالت كل المواطنين الليبيين شرق ليبيا، متمثلة في قرارات أصدرها الحاكم العسكري درنة – بن جواد عبدالرازق الناظوري الموالي لجنرال الحرب خليفة حفتر من ضمنها منع سفر المواطنين إلا بـموافقة أمنية، قرار كغيره من القرارات أثار موجة سخرية وتهكما في الشارع الليبي في وقت لا يزال الجنرال العسكري حفتر يخوض حربا لم تنته من أيام وأشهر والآن سنوات.
 
تأتي هذه القيود في وقت يعمل الموالون لمعسكر الشرق الليبي منهم الإعلاميون والنشطاء على تضليل الرأي العام ونشر أنباء وملفات توجه الشعب الليبي نحو أهدافهم "الخبيثة"، آخر هذه الدسائس ما كشفت عنه الستار قناة النبأ الفضائية المحسوبة على التيار الإسلامي في مكالمة مسربة تحدث فيها أحد المدافعين عن جرائم الحرب التي ترتكب شرق ليبيا "محمود حسان المصراتي"، والذي تحدث مع أحد قادة عملية الكرامة عن توجيه الرأي العام عبر عدد من صفحات التواصل الاجتماعي الليبية غير الرسمية.

كما تحدث "المصراتي" عن علاقته ومعرفته باتفاقية جرت بين القيادة العسكرية في الشرق مع تنظيم الدولة في حي الصابري تمحورت حول منح ممرات لخروج عناصر تنظيم الدولة إلى مناطق الغرب الليبي، مشيرا إلى تواجدهم بمدينة "بني وليد" التي تبعد 180 كم عن العاصمة الليبية طرابلس، متحدثا في المكالمة المسربة عن علاقته بأحد العناصر هناك وهو ابن عمه حسبما جاء في التسريب.

رغم الإحباط الذي يكشف كل يوم عن النخب الليبية المزعومة، إلا أننا فعلا نؤمن بأن هؤلاء وغيرهم هم مخلفات من بقايا نظام بائد يعيشون طوال حياتهم بلا وطن يحضنهم.

أفعال وأعمال تقوم بها الواجهة المدنية والإعلامية للسلطة العسكرية شرق ليبيا هي توجيهات ومؤامرات فعلا أخطر على الأمن القومي الليبي من سفر المواطنين وتنقلهم، لتكشف الأيام رويدا رويدا عن ضرب أمن ليبيا عرض الحائط، ما دامت الأعمال ذاتها تدر المنافع على من يبحثون عن توسيع مناطق النفوذ، ولو على حساب هذا البلد.

هنا فعلا نحتاج العودة خطوات إلى الخلف، نحتاج التفكير من جديد في من هم شركاء الوطن، إذا كانت ليبيا بالنسبة لهم هي أرض وأموال وسلطة ودسائس وخطط ومؤامرات للوصول إلى كراسي النفوذ، هل فعلا هؤلاء يملكون جزءا من الولاء والوطنية التي يخرجون ويصرخون باسمها وكأنهم هم أوصياء هذا البلد وأصحاب القرار فيه..

رغم الإحباط الذي يكشف كل يوم عن النخب الليبية المزعومة، إلا أننا فعلا نؤمن بأن هؤلاء وغيرهم هم مخلفات من بقايا نظام بائد يعيشون طوال حياتهم بلا وطن يحضنهم، من دولة لدولة ومن بلد إلى آخر، لأنهم خلقوا مجردين من حب الوطن، لا يعرفون سوى المال والسعادة، لا يستطيعون العيش في ليبيا، لأن صيفها حار، وأرضها خصبة مروية بأمجاد الشرف، وطبيعتها مقيدة بالأعراف والتقاليد الدينية الإسلامية، "ولا عاش من باع وطنه ووضع نصب عينه الحرب هدفا يموت ساعيا لإشعالها فيه".

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.