شعار قسم مدونات

امبراطور تويتر.. دونالد ترمب

The Twitter account of Rogue NASA is seen replying to a tweet by U.S. President Donald Trump in a photo illustration in Toronto, Ontario, Canada January 26, 2017. REUTERS/Chris Helgren
دونالد جون ترمب، الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية، كسر قواعد اللعبة وقلب الطاولة على كبرى وأعرق المؤسسات الإعلامية في العالم، وذلك من خلال حسابه الأسطوري على تويتر المتابع من قبل 23.7 مليون شخص ومؤسسة حول العالم.
 

ترمب، ذلك الرجل المثير للجدل، اختزل نضال "روبرت مردوخ" الذي يعتبر القطب الرئيسي لتجارة الإعلام الدولي، بسبب اعتماده الذاتي في إحداث أعاصير إعلامية على مستوى الكرة الأرضية، من خلال حساب على موقع تويتر حاله حال أكثر من 400 مليون حساب نشط على موقع النخبة الأول في العالم "تويتر".
 

للرئيس ترمب باع طويل في تويتر، حيث استطاع بكل جدارة ابتزاز "شركة جنرال موتورز" التي تسعى الى تصنيع سيارات طراز شيفي كروز في المكسيك، فتراجعت اسهمها في الأسواق بنسبة 0.7% بسبب تغريده لترمب ضدها! يشّن ترمب حربا أقتبس قاعدة انطلاقها من مثل عربي مشهور عنوانها "خير الكلام ما قل ودل" أو "حروف قليلة تكفي"، هذه الحروف القليلة تكفي لأرباك الأسواق العالمية، وخسارة مليارات الدولارات لكبرى الشركات لصالح شركاته الخاصة، وهذا ما حدث بالفعل!
 

كان ترمب قويا في مواجهة ‫الإعلام الذي يفتقد المصداقية ويمتهن التدليس والابتزاز السياسي، وربما يكون سبباً في "إصلاحهم أو إفلاسهم"، هذا لا يعني أن ترمب رجل مصلح بل هو "سبب" لا أكثر.

تغريدة أخرى لترمب كلفت شركة "لوكهيد مارتن" 3.5 مليارات دولار، حين وصف فيها مقاتلات "إف 35″، بأنها ذات كلفة باهظة للغاية! وله تغريدة ضد شركة "بوينغ" دفعتها للتبرع بمبلغ مليون دولار، لاحتفالات تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية في 20 كانون الثاني الماضي! يبدو أن ترمب إدرك تأثير الـ 140 حرفاً الذي يتميز فيها موقع تويتر في ابتزاز الدول والشركات الكبرى.

بعد أن تسلم ترمب مقاليد الحكم اعتمد في نشر تصريحاته وقراراته المدوية على حسابه الشخصي في "تويتر"، بدلاً من وزارة الخارجية الأمريكية ومجموعة المتحدثين المحترفين باسم البيت الأبيض، بل أصبحت أعرق المؤسسات الإعلامية في العالم تأخذ سبقها الصحفي الأمريكي من خلال حساب ترمب الشخصي على "تويتر".

كان ترمب قويا في مواجهة ‫الإعلام الذي يفتقد المصداقية ويمتهن التدليس والابتزاز السياسي، وربما يكون سبباً في "إصلاحهم أو إفلاسهم"، هذا لا يعني أن ترمب رجل مصلح بل هو "سبب" لا أكثر.

ختاماً، فإن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أكثر أهمية من الإمبراطوريات الإعلامية العالمية بالنسبة للسياسيين ورجال الأعمال، وإن مهاجمة "مارك زوكربيغ" مؤسس موقع "فيس بوك" لترمب حول قضية المهاجرين ليست إنسانية، وإنما ناجمة من أن ترمب صاحب "الشعر الذهبي المميز" ينشر على تويتر وﻻ يهتم بفيس بوك!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.