شعار قسم مدونات

العلاقات العاطفية الجامعية

blogs - علاقة عاطفية

تعتبر سنوات الدراسة الجامعية للطلبة من أروع السنوات في حياتهم. كيف لا وهي المرحلة المملوءة بالنشاط والحيوية والتعلق بالحياة والتكوين العلمي، وباب للمستقبل. وتعتبر العلاقات الاجتماعية الجامعية شيئاً مطلوباً سواءً أكان مع نفس النوع أو الجنسين معاً، ومن بينها وأشهرها العلاقة العاطفية بين الطالب والطالبة التي تظهر واضحة وجلية داخل الحرم الجامعي، فهي مرحلة تتميز بالاختلاط بين الجنسين حيث يتعرف فيها الشاب على شخصية الفتاة واكتشاف عالم المرأة، وتتعرف فيها الشابة على شخصية الشاب واكتشاف عالم الرجل، ويحلمان بالاستقرار العاطفي وبتكوين أسرة.
 

دوافع العلاقات العاطفية لدى الطلبة

وتشهد هده الظاهرة انتشارا كبيرا في الوسط الجامعي، ويعود ذلك لعلانية هذا السلوك وظهور جزء من ممارساته أمام أعين المجتمع الجامعـي. حيث تنطلق من دوافع واحتياجات بيولوجية ونفسية بقصد تحقيق أهداف وإشباعات، لعل أبرزها الدوافع المسيطرة التي تتمثل في عدم النضج وقله الخبرة وضعف الوازع الديني وقوة الغرائز لدى الشباب في هذه المرحلة. بالإضافة إلى محاولة إثبات الرجولة لدى الطالب والأنوثة لدى الطالبة. وهناك دوافع مؤثرة تتمثل في الاستعراض ولفت النظر وتعويض النقص والفراغ بالإضافة إلى العاطفة المكبوتة لدى الشباب. وهناك دوافع مشجعة تتمثل في الحرمان من الحنان العاطفي داخل الأسرة والاحتياج النفسي وإثبات الذات والغيرة من الآخرين، أي من علاقة تجمع بين طالب وطالبة.
 

أسباب العلاقات العاطفية الجامعية 

وهذه العلاقات العاطفية في المجتمع الجامعي ورائها عدة أسباب ساهمت في تكوينها. بداية من أسباب تتصل بالبيئة الأسرية، متمثلة في نقص الأنشطة وممارسة الهويات لدى الطلبة والجو الجامعي المنفتح. وأخرى تتصل بالبيئة الجامعية تتمثل في سهولة الاتصالات وتوفر شبكة الإنترنت والغوص في المواقع الإباحية وعالم الشات على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا الفيس بوك. وثالثة تتصل بالبيئة المجتمعية والعامة وهي تعد من أهم الأسباب وتتمثل في وجود مشكلات أسرية وعائلية للطالب الجامعي والاغتراب والبعد عن المنزل ما يجعل فجوة عميقة لدور الأسرة في التوجيه، حيث تعد هذه النقطة من أهم أسباب تكوين العلاقات العاطفية.
 

مراحل العلاقات العاطفية الطلابية 

مع أن اللون الطاغي لدى الطلبة عن العلاقات العاطفية في الجامعة هو الأسود، إلا أن هناك مساحات وردية. غير أن مساحتها وشدة لونها تختلف بين الذكور والإناث

وتمر العلاقة العاطفية بين الطالب والطالبة بعدة مراحل بداية من المسامرة التي تتشكل من أسئلة بريئة كالاسم والعمر ومكان والإقامة ومن ثَم طلب رقم الهاتف. لتتطور فيما بعد إلى الغوص في الشخصية وما تميل إليه كلونك المفضل؟ هل مررت بعلاقة حب من قبل أو لا؟ وغيرها. وبالتالي بداية الدخول في المرحلة التالية وهي المسايرة التي تتميز بتمتين العلاقة وإعلان الحب والوعود بالزواج، وتكثر المواعيد الغرامية والهدايا ومحاولة تقليد صور الحب المنتشرة على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقها على أرض الواقع، وهنا مباشرة الدخول في مرحلة أخرى وهي المغامرة حيث يتم فيها ممارسة الحب وبداية تكوين علاقات أخرى فوق العلاقة الأولى ومشكلات وتأنيب ضمير واللجوء إلى الانفصال وإنهاء العلاقة.
 

الطمع المادي وسوء الاختيار

ونجد أن الطالب أو الطالبة لا ينتقي الطرف الآخر من العلاقة على أساس مواصفاته الشخصية وما يحمله من قيم وأفكار، بل على أساس ما لديه أو لديها من إمكانات مادية. والعلاقة العاطفية من هذا النوع إذا آلت إلى الزواج فإنها قد تنتهي بالفشل أو عدم التوافق الزواجي عندما يكتشف الطرف الآخر أن اختيار الطرف الأول له كان لما يملكه من إمكانات مادية، وليس لما فيه من مواصفات شخصية.
 

آثار العلاقات العاطفية الجامعية

تنوع الآثار الناجمة عن سلوكيات العلاقات العاطفية الطلابية من آثـار تعليمية كالشرود داخل المحاضرات للتطور إلى الغياب عنها، إلى جانب جوانب إيجابية كالتحفيزات والنجاح من أجل شريك الحياة خصوصا إن كانا يدرسان معا. وآثار نفسية تتمثل في الاضطرابات العصبية والنفـسية والخوف المستمر من فقدان العلاقة، علاوة على وجود إيجابيات تتمثل في الشعور بالفرح والحب وطاقة إيجابية يخلقها الطرف للآخر.
 

ومع أن اللون الطاغي لدى الطلبة عن العلاقات العاطفية في الجامعة هو الأسود، إلا أن هناك مساحات وردية. غير أن مساحتها وشدة لونها تختلف بين الذكور والإناث. ففي الوقت الذي ينظر فيه الذكور إلى العلاقات العاطفية على أنها أروع ما في الحياة الجامعية فإن الإناث يضعنها في مرتبة متأخرة. وتعد بالنسبة لهن أفضل فرصة لاختيار شريك الحياة لأنها تعتبر مدة كافية لمعرفة شخصية الرجل.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.