شعار قسم مدونات

رسالة من الثوار إلى أنصار الزعيم

Supporters of Yemen's former President Ali Abdullah Saleh climb pillars of the Unknown Soldier Monument during a rally marking one year of Saudi-led air strikes in Yemen's capital Sanaa March 26, 2016. REUTERS/Khaled Abdullah TPX IMAGES OF THE DAY

لا أدري لمَ هذا الغضب والحقد والهستيريا منكم على ثورة 11 فبراير 2011 وخاصة من قبل أنصار المخلوع المطحونين أمثالنا، بعكس شلة المستفيدين من الفساد والفاسدين، فربما يحق لهم بحسب قانون المنفعة السائد أن يغضبوا من ثورة 11 فبراير، لأنها قضت أو حجّمت أو أوقفت نمو ثرواتهم وأنهت شبكة مصالحهم الكبيرة.
 

أما الغاضبين من أنصار المخلوع وهم لا يملكون قوتهم وقوت أطفالهم وتجدهم يلعنون الثورة والثوار، فأمثال هؤلاء يثيرون الشفقة حقا، لأنهم قد تم استلاب حريتهم وعقولهم ولا يستطيعون العيش إلا في ظل الوضع الذي حدده ورسمه لهم زعيمهم ووسائل إعلامه على مدى 33 عاما، وسيحتاجون وقتا طويلا حتى يعتادوا على حياة الحرية وعدم الخنوع للحاكم الفاسد أيا كان، وبسبب هؤلاء المسلوبين الإرادة أظل أتساءل:
 

ألم يكونوا يعيشون معنا في اليمن التي حكمها علي عبد الله صالح 33 عاما بالفساد والقتل والحروب، وجعلها لا هي بالدولة ولا هي بالقبيلة، حتى تم تصنيفها في العام 2006 بالدولة الفاشلة وأصبح دخل الأسرة الواحدة في العام 2010 م فقط 2 دولارات في اليوم وذلك حسب تقارير الأمم المتحدة ومنظمة الشفافية العالمية؟ هؤلاء الذين ينظرون لثورة 11 فبراير بعيون عفاش وأسرته ألم يكون لديهم أولاد لا يستطيعون تعليمهم وإن تعلموا وتخرجوا من الجامعات فلا توجد لهم وظائف، حتى أصبح خريج الجامعة والثانوية العامة يحلم بأن يصبح جنديا في الحرس الجمهوري فقط؟!
 

ألا يعلم هؤلاء المتعصبون أنه في عهد صالح سجنت النساء وعذبن أمام أزوجهن في الأمن الوطني "السياسي" وأحرقن وهن أحياء مع أزواجهن وأولادهن؟!

لهؤلاء الذين ينظرون لثورة 11 فبراير بعيون الزعيم ألم يلاحظوا الفارق الخيالي بين غالبية الشعب وبين أقلية لا تتجاوز 5 في المائة من الشعب نفسه وهم يملكون كل شيء المال والأراضي والمناصب لهم ولأولادهم الذين تخرجوا من أغلى الكليات والجامعات في العالم، وأصبحوا في عهد عفاش يملكون الشركات والبنوك والمزارع والأراضي الشاسعة والتي تصل أحيانا إلى مساحات تزيد عن مساحة بعض دول الخليج؟!
 

أيها الغاضبون من ثورة 11 فبراير 2011م ألم تعيشون في عهد المخلوع بدون مياه أو كهرباء إلا في حدود الساعة أو الساعتين في اليوم. أيها الغاضبين بدلا عن المخلوع، ألم تعرفوا وأنتم تعرفون حق المعرفة أن علي عبد الله صالح يديه ملطخة بدماء الوطنيين الشرفاء من أبناء اليمن ليس أولهم الشهيد إبراهيم الحمدي وأخيه الشهيد عبد الله الحمدي مرورا بعلي قناف زهره مرورا بالرئيس أحمد حسين الغشمي شريكة في قتل الحمدي وليس انتهاء بتصفية رجل الأمن المخيف والمخطط والشريك للزعيم في كل جرائمه المقدم محمد خميس؟!

ألا يعلم هؤلاء المتعصبون أنه في عهد صالح سجنت النساء وعذبن أمام أزوجهن في الأمن الوطني "السياسي" وأحرقن وهن أحياء مع أزواجهن وأولادهن؟! ألا يتذكر هؤلاء أنه في عهد الزعيم المخلوع تم تصفية خيرة رجال اليمن من أعضاء الحزب الاشتراكي وتم اغتيالهم في الشوارع والطرقات؟! ولا أظنكم تنسون الشهيد ماجد مرشد والشهيد حسين الحريبي والقائمة تطول وتطول. وهل تتذكرون أيها المتعصبون لصالح تعصبا أعمى أن صالح شن حرب عام 1994م ليصبح صاحب السلطان المطلق، ونهب الجنوب وأذل إخواننا الجنوبيين بعد أن أذلنا في الشمال!
 

أيها المؤيدون للزعيم الذي خلعته ثورة فبراير العظيمة، هذا الزعيم الذي تخلص من كل من ساعده على تحقيق طموحاته، وهل نسيتم طائرة أحمد فرج ومحمد إسماعيل، وهل نسيتم صاحب الديمقراطية كلمة مرة عضو مجلس النواب الصحفي عبد الحبيب سالم؟! وهل نسيتم الربادي شاعر الوطن واليمن؟! إن كنتم نسيتم فها أنا أذكركم الآن..
 

هذا الذي تعبدونه اغتال رجال اليمن وعباقرتها أمثال جارالله عمر ويحيى المتوكل ومجاهد أبو شوارب، وأنا هنا أكتفي بذكر الشخصيات المعروفة للجميع وإلا فإن قافلة شهداء الاعتقالات والاغتيالات بالآلاف. أيها المحبون للزعيم الذي استعبد الأرض والإنسان 33 عاما ماذا ستقولون عنه لأولادكم.. إنه كان يصرف رواتبكم شهريا ويعطيكم الإكرامية في شهر رمضان، وهل هذا ما يهمكم فقط؟!
 

ألن يقرؤوا أنه في عهد عفاش أصبح منفذي عمليات القتل والاغتيالات وزراء ومحافظين؟! ألن يكتب التاريخ وسيعرف أبنائكم ذلك حتما أنه في عهد عفاش أصبح قُطاع الطرق ومهربي السلاح والمخدرات قادة الوية ومسئولين ووزراء وستعرف أجيالكم أنكم كنتم عبيدا لعفاش؟!
 

أيها الغاضبون من ثورة 11 فبراير 2011م السلمية الشبابية التي قدمت أكثر من ألفين من الشهداء وحوالي 22 ألف من الجرحى، أيها المتعصبون أنتم الآن تقفون في مواجهة 25 مليون يمني استعبدهم عفاش كما استعبدكم وأذلهم وأذلكم معهم.
 

أليس هذا زعيمك الذي شن 6 حروب عبثية في صعدة راح ضحيتها عشرات الآلاف من أبناء القوات والمسلحة والأمن؟! أليس في عهد زعيمكم أصبح اليمني مكروها ومهانا في كل مطارات العالم؟! أليس في عهد زعيمكم عرفت اليمن القاعدة؟ أليس في عهد زعيمكم عرفت اليمن كلفوت الكهرباء والغاز والبترول؟!
 

أيها المتعصبون للمخلوع هل تظنونه يأبه لكم ولمشاكلكم أبدا، أنتم لديه عبارة عن وسيلة لتحقيق مآربه وانظروا إلى الهوان الذي تعيشونه أنتم وبقية الشعب هل يحرك فيه شعرة من رأسه؟

أليس في عهد زعيمك تم تسليم ربع اليمن للسعودية؟! أليس في عهده سيطرت أرتيريا على جزرنا ومياهنا الإقليمية، لأن جيش زعيمكم المخلوع ليس للدفاع عن أرض وجو وبحر اليمن، إنه جيش العائلة ومهمته الوحيدة هي حماية كرسي الزعيم وعائلته ومصالحهم من أي اعتداء من قبل الشعب اليمني؟!
 

أيها المتعصبون للمخلوع هل تظنونه يأبه لكم ولمشاكلكم أبدا، أنتم لديه عبارة عن وسيلة لتحقيق مآربه وانظروا إلى الهوان الذي تعيشونه أنتم وبقية الشعب هل يحرك فيه شعرة من رأسه؟ كلا إنه ينتقم من الجميع بدلا من رد الجميل لكم ولهذا الشعب الذي صبر عليه 33 عاما فهل أنتم منتهون؟!
 

أيها الخانعون تحت الهيبة الخرافية لزعيمكم المخلوع أنتم تعرفون أن ثورة 11 فبراير 2011م كانت سلمية شارك فيها الشعب اليمني بأكمله شبابه ورجاله ونسائه، أنتم تعرفون أيها المتعصبون أن زعيمكم هو من أشعل النيران وقتل المئات من خيرة شباب اليمن بدم بارد وضمير ميت، ولا يمكن أن ننسى أو تنسون جمعة الكرامة ومذبحة ملعب مدينة الثورة وجريمة مجلس الوزراء، ولا يمكن أن ننسى جريمة إحراق ساحة الحرية في تعز وغيرها الكثير من جرائم القتل في الضالع والحديدة واب وذمارز..
 

هل نسيتم كل ذلك؟! لا أظن أن شعبنا سينسى شهدائه الأبرار الذين خلصونا من أعتى الأنظمة العائلية وأفسدها بصدور عارية ومظاهرات سلمية منقطعة النظير. أفيقوا أيها الحاقدون على ثورة 11 فبراير التي حررتكم من ذل العبودية لعفاش وأولاده وحاشيته. أفيقوا أيها النائمون في غيبوبة العبودية وانظروا أين أوصلكم حقد زعيمكم المخلوع وأين أوصل البلاد والعباد حقدا وانتقاما من شعب قال له يكفي 33 عاما وعليك أن ترحل، ولكنه لم يرحل وأحرق البلاد والعباد كما هي عادة الطغاة والمجرمين، ورغم كل الجراح والعذاب فإن مصير زعيمكم إلى مزبلة التاريخ، وستبقى ثورة 11 فبراير 2011 هي ثورة شعبية خالدة لا مثيل لها في تاريخ اليمن فسيروا في ركابها أيها المتعصبون أو موتوا بغيظكم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.