تتمتع كرة القدم بمكانة خاصة في نفوس المصريين، وتتحكم نتائجها وأحداثها بشكل كبير في مزاجهم اليومي مما جعل من هزيمة المنتخب المصري أمام نظيره الكاميروني أول أمس وضياع اللقب الأفريقي الثامن كابوسًا قضى فيه المصريون ليلة حزينة. ولكن بجانب هذه الهزيمة وقعت بعض الأحداث مؤخرًا أغضبت أيضًا الجماهير المصرية بالتزامن مع البطولة القارية نستعرضها تباعًا:
1. إدراج اسم محمد أبو تريكة على قوائم الإرهاب
قبل انطلاق البطولة الأفريقية بيومين فقط أصدر القضاء المصري قرارًا بإدراج اسم محمد أبو تريكة -الذي يعتبره الكثيرون أفضل لاعبي الكرة المصرية على الإطلاق من حيث الإنجازات وكذلك على المستوى الشخصي- على قوائم الإرهاب. وبسبب شعبية أبو تريكة الكبيرة -التي لم تتأثر باعتزاله منذ أكثر من ثلاث سنوات- لاقى القرار رفضًا وسخطًا شديدًا من الجماهير المصرية والعربية، ولاقى تعاطفًا كبيرًا من الشخصيات العامة محليًّا وعالميًّا.
| قبل يومين فقط من المباراة النهائية للبطولة الأفريقية كان جمهور النادي الأهلي على موعد مع الذكرى الخامسة لفاجعة ملعب بورسعيد التي راح ضحيتها 72 شابًا مصريًّا. |
2. مصرع مشجع في مقهى عند مشاهدة المباراة النهائية
في حادثة فريدة من نوعها بأحد المقاهي الفاخرة بحي مصر الجديدة قام طاقم عمل هذا المقهى بعد انتهاء المباراة النهائية باحتجاز الزائرين بداخله لجمع ثمن المشروبات مما أثار غضب أحدهم، وتطوّر الأمر إلى مشادة انتهت بمصرعه على يد أحد الأفراد العاملين بالمقهى. أثار هذا الموقف غضب الكثيرين تجاه المقاهي بشكل عام، وسلّط الضوء على جشع أصحابها واستغلالهم لأهمية الأحداث الكروية للمصريين ورفع أسعار المشروبات بشكل مبالغ فيه.
3. الذكرى الخامسة لمذبحة بورسعيد
قبل يومين فقط من المباراة النهائية للبطولة الأفريقية كان جمهور النادي الأهلي على موعد مع الذكرى الخامسة لفاجعة ملعب بورسعيد التي راح ضحيتها 72 شابًا مصريًّا. وفي هذه الأثناء تم القبض على عشرات من جماهير النادي الأهلي بدعوى التجمهر، حيث إنه من المعروف أن تلك الذكرى يتم إحياؤها بملعب التتش سنويًّا وهوَ ما لم يحدث هذا العام.
4. الذكرى الثانية لمذبحة الدفاع الجوي
سبقت المباراة النهائية كذلك ذكرى مأساة أخرى مرت بالكرة المصرية بثلاثة أيام وهيَ ذكرى حادث ملعب الدفاع الجوي التي راح ضحيتها 20 مشجعًا من جماهير نادي الزمالك. يُذكر أنه تم توجيه الاتهامات في تلك الحادثة إلى قادة روابط تشجيع الجمهور أنفسهم وسيتم نظر الطعن في قضيتهم يوم 7 فبراير/شباط "قبل يوم واحد من هذه الذكرى".
هذه الأحداث وغيرها خلقت عند البعض شعورًا ساخطًا تجاه منظومة كرة القدم في مصر، فقد راح ضحيتها الكثير من الأرواح، وكذلك المعتقلون والمطاردون. كما أن تصاعد أهمية كرة القدم من جديد يعيد إلى الأذهان ما كانت عليه في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك قبل قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير والتي لم يستكمل الدوري العام في عامها والعام الذي تلاها، وركد سوق كرة القدم كثيرًا في تلك الأثناء لانشغال الناس بالسياسة وأحوال البلاد.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.