شعار قسم مدونات

لهذه الأسباب خرج الناس

blogs - Egypt Revolution

في المنتج السلوكي "الترامبي" اليومي المعتمد أسلوب الغرابة والصدمة والوخز في أجسام المجتمعات!، لا أستغرب إن قال أحدهم إننا لا نختلف عن الغرب كثيرا!، فهذه ديمقراطية الغرب بعشوائيتها فلننظر أحدث منتج قدمته، فهل تصلح أن تكون مثالا؟! فهؤلاء يكيلون وابلا من السب والشتم للإعلاميين والمرأة، ولا يبالون بوجود الإنسان!! أحرى عن حقه! وهم يتصاعدون على سلالم أحزاب يمين الغرب الواحد تلو الآخر، إذن فلا نختلف عنهم كثيرا، طغاة ومجرمون ولا إنسانيون تربعوا على العروش أو في طريقهم إلى ذلك.

ببساطة ليس أسلوب الصدم والغرابة ووخز المجتمعات إلا عملية تسويق بدائية لإنتاج تفاعل ما خلال الحملة الانتخابية، لكن محاولة التخلص منها تدريجيا لتشكيل إدارة متزنة أو على الأقل قابلة للاستمرار ليست بالعملية السهلة! كان هذا عن أحوال بعض قادة الغرب في مقابل بعض قادتنا. الفرق فقط هو أن أي ظالم أو دكتاتور غربي مقيد الجنون بطبقة راقية من الإعلاميين والأساتذة والطلاب والحقوقيين والمؤمنين بشرف رسائلهم الجامعية. ما يعني أن الدولة العميقة في الغرب لا تزال سليمة.
 

أكثر الناس حديثا عن الوحدة ونحن أكثرها تشتتا، وأكثر الناس حديثا عن الحوار والفكر ولا يجلس اثنان منا لنقاش أبسط الأمور إلا تحولت المسألة إلى صدام وعنف، لا نحترم أي مبادئ للحوار سطحيون بما فيه الكفاية.

فمؤسسة الرئاسة الأمريكية الآن تخوض معركة شرسة مع قضائها وإعلامها وشوارعها العامة. وقد لا يتمكن ترمب من زيارة المملكة المتحدة مثلا. ومرشح الرئاسة الفرنسي يخرج من السباق لاتهامه بخلق وظيفة وهمية لزوجته أثناء أدائه في وظيفة سابقة، وحتى ما نشاهده اليوم من هيئات ومنظمات قادت العالم إلى السلم جله نتاج تفكير أشخاص لا يتجاوزون أصابع اليد.

أما نحن فإننا إنسانيون، بل الإنسان نحن، فلكثرة نسياننا ننسى الجروح والثوابت والقيم والمحرمات. يحاط كل ظالم فينا بطبقة هائلة من الإعلاميين والأساتذة والعلماء تهلل وتسبح بظلمه ليلا ونهارا!! فلا نتحلق إلا لخنق الضعيف ومناصرة الظالم وتسويق الكذب، غارقون في أوحال الماضي ولا نفكر لفي الخروج منها إلا بعقلية اللامنطق المعتمد على الإلغاء والتفرد!

 

أكثر الناس حديثا عن الوحدة ونحن أكثرها تشتتا، وأكثر الناس حديثا عن الحوار والفكر ولا يجلس اثنان منا لنقاش أبسط الأمور إلا تحولت المسألة إلى صدام وعنف، لا نحترم أي مبادئ للحوار سطحيون بما فيه الكفاية، نتنافس على إضعافنا وعلى دمائنا، تمرس عدونا في وضع الأشواك في طريقنا وتمرسنا في الوقوع عليها لننشغل بنزعها وإنهاء آلامها؛ لنظل بنفس المنزلة من الطريق. لم نستفد من الحداثة إلا تسويق الكذب بأحدث آلياتها.

لا أطالب أي مرشح للانتخابات في عالمنا العربي مستقبلا بالتعهد برفع المستوى المعيشي أو الصحي أو التنموي ولا زيادة الناتج القومي، فقط أطالبه بالتعهد بمسألة واحدة وهي عدم الكذب. نتحدث عن أننا أول أمة وضعت أساسيات علم الحساب والفلك ونحن أخسر المستثمرين بلغة الحساب! أغلب شبابنا يصطفون في الطوابير على بوابات الغرب بعد أن تعبوا من ابتياع الأكسجين في أوطانهم، وقد دفعت هذه البلدان عشرين من التعليم والرعاية، وهي خسارة في علم الحساب البسيط.

الأمم تقدمت بمتعلميها ومتعلمونا مزيفو كذب أو نفاق! فليتنا لم نتعلم واكتفينا على الأقل بالشهامة خلقا. هكذا حق للناس قول: "الشعب يريد إسقاط النظام!"

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.