شعار قسم مدونات

المونديال.. بعيون برازيلية

Soccer Football - 2018 World Cup Qualifications - South America - Brazil v Chile - Allianz Parque stadium, Sao Paulo, Brazil - October 10, 2017 Players of Brazil before their match. REUTERS/Leonardo Benassatto

خسرت البرازيل نهائي كأس العالم 1950 ضد الأوروغواي أمام 100.000 مشجّع على ملعب الماراكانا، وهو آنذاك من الأشياء القليلة التي كانت تفتخر بها البلاد بجانب الكرنافالات الموسيقية الشعبية، خيبة الأمل تلك كانت سبباً لسيطرة البرازيل على كرة القدم العالمية فيما بعد بفوزها بكأس العالم 5 مرّات آخرها عام 2002 وأوّلها على يد بيليه 1958 الذي وفى بوعد قطعه لوالده قبلها بثمان سنوات وبالتحديد بعد نكسة الماراكانا ضد الأوروغواي قائلاً له: "لا تبكي يا أبي سأفوز لك بالمونديال."

 
في السويد عام 1958 كان عمر بيليه 17 عاما فقط وكان حينها يلعب موسمه الثاني مع فريق سانتوس وتمّ استدعائه للمنتخب البرازيلي ليكون بذلك أصغر لاعب يشارك في البطولة منذ بدايتها لكنّه حينها كان يتعافى من إصابة في ركبته ولم يمنعه ذلك من تسجيل هاتريك في نصف النهائي ضد فرنسا وهدفين ضد السويد المستضيفة في النهائي ليحصل على جائزة أفضل لاعب في المونديال ويكون بذلك أوّل من يحققها في تلك السِّن.

 
"بعد الهدف الخامس حتّى أنا أردت التّصفيق له". سيكه بارلينغ مدافع السويد في نهائي 1958. رغم إصابة بيليه فاز منتخب السامبا بالبطولة الموالية عام 1962 وعادت لتفوز بها سنة 1970 في المكسيك على الجوهرة السوداء نفسه ضد إيطاليا في إحدى أجمل مباريات القرن العشرين.

 

"قلت في نفسي قبل المباراة هو مخلوق من لحم وعظام ككل البشر لكنني كنت مخطئاً"

(تارسيزيو بورغنيش مدافع الطليان المكلف بمراقية بيليه في نهائي 1970)

 

أسطورة البرازيل لكرة القدم إديسون أرنتيس دو ناسيمنتو المعروف بـ
أسطورة البرازيل لكرة القدم إديسون أرنتيس دو ناسيمنتو المعروف بـ"بيليه" (رويترز)

 

دارت الأيّام بعدها وفي إسبانيا عام 82 فشلت البرازيل في إحراز البطولة على يد جيل رائع يقوده زيكو فالكاو وسوكراتيس، دخلت البلاد بعدها فترة صيام عن البطولة استمرّت حتى 94 وبالتحديد في بلاد العم سام لتحقق البطولة على حساب آريكو ساكي وروبيرتو باجيو، كان الفضل في ذلك التتويج للثنائي الهجومي المبدع روماريو وبيبيتو معيدين عشاق الكرة لذكريات بيليه وغارينشا.
 
بعد الخسارة المذلّة على يد رفاق زيدان في نهائي 98 على ملعب سان دوني في إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس أشرقت شمس السّامبا من جديد عام 2002 في كوريا الجنوبية وبلاد الساموراي وكان لِزاماً أن يتألّق نجم من نجوم المنتخب الأصفر والأخضر وهو الظاهرة رونالدو مُسجّلاً 8 أهداف في المونديال الآسيوي ليست من ضمنها أي ركلة جزاء.

 
عادت فترة الابتعاد عن التتويج بالمونديال حتى 2014 حيث أُقيم على أرضها هذه المرّة ورأى الشعب في نيمار ما رأوه في أسلافه قبله (بيليه، روماريو، رونالدو…) لكن بعد إصابته في الدور ربع النهائي ضد كولومبيا دخل المنتخب مباراة نصف النهائي ضد ألمانيا في بيلو أوريزونتي من دون قائدها تياغو سيلفا ونجمها الأول نيمار أمام ما يقارب 60.000 متفرج وحدثت الكارثة التي هزّت البلاد والعالم أجمع سباعية قال عنها صحفيو البرازيل :"إذا كانت الخسارة ضد أوروغواي تشبه قنبلة هيروشيما فهذه بالتأكيد قنبلة ناكازاكي."
 

خسارة مُذلّة لا تتماشى مع تاريخ البلاد الكروي أدخلت البلاد في حالة حِدادٍ مفتوحة لازمتها حتى صيف العام الماضي إذ فاز السيليساو بذهبية ألعاب ريو دي جانيرو في البرازيل على حساب المنتخب الأولمبي الألماني على يد نيمار نفسه ليتحقّق الثأر، بعد تلك المباراة أجمعت الجماهير على أنّ ما حدث لا يشفي غليلها فهي لا ترضى و لن ترضى إلاّ بالنّجمة السادسة على قمصانها وهو ما لن يكون غريباً فالبرازيل مرشحة فوق العادة للفوز بكأس العالم في روسيا بالنّظر إلى الأسماء الموجودة تحت إمرة المدرّب الرائع تيتي:

 

undefined 

حارس مرمى مان سيتي: إيدرسون.
مدافعون من طينة: مارسيلو، داني آلفيش، تياغو سيلفا، ماركينهوس، دافيد لويز، آليكس ساندرو، فيليبي لويس.
خط وسط قلّ نظيره هذه الأيّام: فيرناندينهو، كاسميرو، باولينهو، ريناتو، آوغوستو.
والهجوم كان و لا يزال قوّة البرازيل الضّاربة بتواجد: نيمار، كوتينهو، فيرمينهو، جيسوس. والقائمة تطول..

 
 
عن علاقة الشعب بكرة القدم يقول بيليه: 

"البرازيل تأكل تتنفّس تشرب وتحيا كرة القدم".
  

ومن الصّعب جدّا تكذيبه في ما قال.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.