شعار قسم مدونات

القدس لنا ولا قيصر بعد اليوم

Blogs- فلسطين

عندما خرج دونالد ترمب وأعلن القدس عاصمة لإسرائيل، قلت في نفسي وهل هناك دولة لإسرائيل حتى تكون لهم عاصمة، فما هم إلا طغمة من اليهود الصهاينة المجرمين اغتصبوا أرض فلسطين وسيزولون إن عاجلاً أم آجلاً، وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتُنفقن كنوزهما في سبيل الله".

 

وقد حصل ما وعد به رسول الله فهلك كسرى ملك الفرس، وهلك قيصر ملك الروم وأصبحت كنوزهما في سبيل الله، فو الذي بعث محمداً بالحق رسولاً كما صدق الوعد الأول بهلاكهما ليَصدقن الوعد الثاني بأنه لا كسرى ولا قيصر بعد اليوم، فكيف يخرج هذا الأحمق الأخرق ظاناً نفسه قيصر على العالم بأسره، ويعلن القدس المحمدية عاصمةً لأبناء القردة والخنازير، هل سنصدق رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى أم نصدق عبد الهوى وخادم اليهود الذين غضب الله عليهم.

 

إنها حرب صهيو صليبية مستعرة على الإسلام والمسلمين أعلنها الرئيس الأمريكي كما أعلنها من قبله، وليست المسألةُ مسألةَ أرض ومال وسلطان إنما هي قضية كفر وإيمان، وصدق الله إذ قال "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير" لكن مع الأسف الشديد تجاهل بعض القادة والساسة من المسلمين هذه الآية، وساروا خلف سراب الأكاذيب الأميركية واليهودية. وتملقوا على أعتاب البيت الأبيض وتل أبيب ظناً منهم بأنه سيكون لهم حظوة عندهم، ولم يعلموا بأنهم أذلوا أنفسهم وشعوبهم وسلموا رقابهم لعدوهم، وأعطوهم أرضهم التي يحكمون وتنازلوا عن عروشهم ومقدسات أمتهم من حيث لا يعلمون بل ربما البعض يعلمون ويريدون، ولا توجد بينهم عداوة أصلاً إنما هم شركاء بوصف العبودية.

 

القدس لنا وإن تآمر الكون علينا، ونور الإسلام سيظهر وإن أظلمت واشتد سوادها وظلمها وظلامها، وسيجعل الله بعد عسر يسراً وسيكون النصر لنا
القدس لنا وإن تآمر الكون علينا، ونور الإسلام سيظهر وإن أظلمت واشتد سوادها وظلمها وظلامها، وسيجعل الله بعد عسر يسراً وسيكون النصر لنا
 

لقد فكك أعداؤنا الدول العربية والإسلامية بكل ما أوتوا من طرق ووسائل، ومزقوا جسد هذه الأمة وجعلوا أبناءها أداة بأيدهم لقتل أنفسهم، وأعانوا الضعيف ليحكم ويكون طاغيةً يتجبر على شعبه ويقتلهم، وبعد هذا لن يستطيع أحد أن يقف بوجههم أو يتجرأ أن يخالف قراراً من قراراتهم، لكنهم نسوا بأن أمة محمد أمة ولاّدة وستلد خالداً وابن الخطاب من جديد، ونسوا كيف خرج صلاح الدين من رحم المحن وأذاقهم الويلات والحسرات، وحرر الأقصى بظروف أشد وأمر من ظروفنا وأعاد العز للإسلام والمسلمين، ولم يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً إلا أن يقفوا أمام قبره بعد موته منادين قم يا صلاح الدين ها نحن قد عدنا.

 

ورب الكعبة لقد صدقوا بهذا النداء فهم لا ينادون جسد صلاح الدين، إنما ينادون شباب هذه الأمة وسيلبون النداء وسيخرج من بيت صلاح الدين بإذن الله، نعم قم يا صلاح الدين واسمع، قم يا ابن الخطاب وانظر، فلقد أظلمت سماء الإسلام واكفهرت أرضه وأهينت مقدساته وحرماته وتطاول الأراذل على الحمى الممنوع، هيا يا صلاح الدين قم فالأقصى يناديك والأمة بانتظارك، يا أعداء الإسلام هذا النداء في أذن كل طفل يولد من جديد، وسيكون لنا في كل زمان خالد وصلاح الدين وهارون وهذا ما نعدكم به.

 
القدس لنا وإن تآمر الكون علينا، ونور الإسلام سيظهر وإن أظلمت واشتد سوادها وظلمها وظلامها، وسيجعل الله بعد عسر يسراً وسيكون النصر لنا وهذا ما وعدنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما قال "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود" وسيحدث ما أخبرنا به رسول الله كما وصف ولاشك عند مسلم بهذا واليهود أنفسهم يعلمون ذلك، ولعل ما يحصل الآن هو سبب لاجتماع المسلمين على كلمة واحدة، وتمحيص لهم ليعودوا إلى دينهم ورشدهم وينبذوا الخلافات التي بينهم وراء ظهورهم، وبعدها سيتحقق النصر الذي وُعٍدوا به وستكون لهم السيادة والريادة كما كانوا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.