شعار قسم مدونات

شفيق المنقذ الثوري

blogs شفيق

كان ظهور أحمد شفيق على الجزيرة معلنا ترشحه لرئاسة الجمهورية بمصر بمثابة صدمة للكثيرين، وما زاد إرباك الجميع إعلانه أن دولة الإمارات العربية تحتجزه وتمنعه من السفر، وعلى إثر هذا التصريح بدأت بلبلة إعلامية وهجوم من أتباع السيسي على شفيق رجل الدولة العميقة ومرشحها السابق في مواجهة مرشح الثورة، ومع تأكيد خبر احتجاز الرجل ونفيه جاء الخبر اليقين ترحيل شفيق طواعية أو قسرا إلى مصر، ليتم اقتياده إلى جهة غير معلومة، وتبدأ سلسلة جديدة من المغالطات هل اعتقل الرجل أم يقبع تحت الإقامة الجبرية؟، هل سيخرج وسيكمل مشواره في خوض الانتخابات ضد السيسي؟

ظهور شفيق على الساحة كمنافس قوي جعل المعادلات الحسابية تتغير، وأصبح الجدل الأكبر بين أتباع السيسي هو اتهامات شفيق بالخيانة ومحاولة استرضاء الإخوان والحصول على دعمهم، وفي هذا الصدد لا يمكن أن ينكر أحد أن العديد من داعمي الشرعية أبدو رغبتهم في المشاركة في الانتخابات ومحاولة الإجماع على مرشح يقصي من خلاله على السيسي، على سبيل المثال قال المعارض المعروف عبد الله الشريف: "سأدعم أي مرشح ينزل قصاد السيسي ولو كان كلب بلدي"، شارح في نفس المنشور سبب مشاركته، وكيف أصبح السيسي حاكم فعلي ولا قيمة لعدم المشاركة، في حين ما زال يصر العديد من داعمي الشرعية على رفض فكرة الترشح والمشاركة، فالانتخابات مفصلة وجاهزة والنتيجة معروفة ولن يفوز شخص غير السيسي، فكيف يؤثر ظهور شفيق على الساحة؟

لكي ينجح شفيق في كسب الحاضنة الشعبية، يجب أن يعاني من الدولة العميقة كما عانى منها الكثيرين من أبناء مصر، ولكي يحقق ذلك لا بد من ذهابه طواعية إذا صحت التسمية وقصريا أمام العالم إلى مصر
لكي ينجح شفيق في كسب الحاضنة الشعبية، يجب أن يعاني من الدولة العميقة كما عانى منها الكثيرين من أبناء مصر، ولكي يحقق ذلك لا بد من ذهابه طواعية إذا صحت التسمية وقصريا أمام العالم إلى مصر

في بادئ الأمر يجب أن ندرك أن المسرحية الهزلية التي تقوم بها الإمارات وشفيق، ليست أكثر من محاولة لإقصاء السيسي الذي ابتز الجميع، ابتز كل من ساعده في الوصول إلى الحكم مثل الإمارات والسعودية، بل تجرأ ويبتز الدول الأوروبية والأمريكية، تارة في محاربة الإرهاب، وأخرى بتهديد بتحالفات مع الخصوم مثل إيران وروسيا ودعم لنظام بشار، وأصبح وجود السيسي على رأس الهرم يمثل عبء وخطر يتهدد العديد من هذه الدول، وظهور الإمارات في مظهر المعارض لشفيق وما يقوم به ليس أكثر من محاولة جلب تعاطف مصري معه وتشكيل حاضنة شعبية تلتف حول شفيق في مواجهة القمع والاستبداد للدولة المصرية تحت حكم السيسي.

وليظهر شفيق كرجل حر لا يخضع لإملاءات وأجندات خارجية، كما أصبح الحال واضح مع السيسي، كان لا بد على شفيق أن يعارض دول التحالف وأصحاب الأرز الخليجي، ولا بد أن يظهر كأي شخص يبحث عن الحرية على قنوات الحرية والتي تحاربها دول التحالف العربي، مثل قناة الجزيرة، ولكي ينجح شفيق في كسب الحاضنة الشعبية، يجب أن يعاني من الدولة العميقة كما عانى منها الكثيرين من أبناء مصر، ولكي يحقق ذلك لا بد من ذهابه طواعية إذا صحت التسمية وقصريا أمام العالم إلى مصر، ومن الطبيعي أن دولة مثل دولة السيسي لن تتردد باعتقاله أو وضعه تحت الإقامة الجبرية، وربما بطلب مباشر من الإمارات نفسها.

لن يتردد شفيق في مغازلة الثوار والثورة، بل سيكون برنامجه الأساسي تصويب مسار الثورة، سيطلق وعود بإنهاء أحكام الإعدام والعمل على إخراج المعتقلين السياسيين، وإطلاق الحريات

سيدرك السيسي بعد وقت ليس ببعيد أن الإمارات ودول الخليج تخلت عنه، وبتدخل دول إقليمية ذات وزن سياسي مثل دول الاتحاد الأوروبي، وأمريكا للضغط على السيسي من أجل إطلاق سراح أحمد شفيق، وعدم عرقلة مشاركته في الانتخابات المصرية ستكون الصدمة التي تنهي على السيسي، سيكون شفيق المخلص للشعب المصري، من حكم السيسي، شخصية مقبولة من الجيش الذي وبتأكيد رتب معه، إذا ما أجريت الانتخابات ولم يتنازل السيسي، لا يجب أن يقف مكتوف الأيدي وعليه أن ينحاز إلى خيار الأغلبية، وبدعم من حاضنة شعبية، ولا يخفى على أحد وبقليل من الأرز الخليجي.

لن يتردد شفيق في مغازلة الثوار والثورة، بل سيكون برنامجه الأساسي تصويب مسار الثورة، سيطلق وعود بإنهاء أحكام الإعدام والعمل على إخراج المعتقلين السياسيين، وإطلاق الحريات، ولا ريب من الحد في تدخل الجيش بشأن الاقتصاد والسياسة، بلا شك سيكون شفيق المخلص المنقذ للشعب المصري، مصوب العمل السياسي ملبي طموح الدول التي تدعمه وتسانده وهنا نتكلم عن الإمارات والسعودية بدون إثارة مشاكل أو ابتزاز سياسي، فعدو عاقل خير من صديق جاهل، سيقنع شفيق العديد من داعمي الشرعية ومعارضي السيسي بانتخابه، وستكون انتخابات بمشاركة متواضعة أو مقبولة وتتخطى مهزلة انتخاب السيسي قبل أربع سنوات، و بالأرز الخليجي ستكون نزيهة ولن تزور لصالح السيسي أو شفيق لأن شفيق ذاهب بحاضنة شعبية قوية ودعم داخل الدولة، وبموافقة العديد من أنصار الشرعية.

نبارك للإمارات والسعودية وبعض الدول الأوروبية وأمريكا بتأكيد تخلصها من مبتز، أربك العديد من حساباتهم، وأجبرهم على العمل بخلاف مرادهم، كما نبارك للشعب المصري التخلص من ظالم أرهقهم ودمر حياة الأغلبية وقضى على الطبقة الوسطى، وزادت معدلات البطالة في عصره إلى أرقام قياسية، وطال الفقر أغلب سكان الدولة، وتدهور التعليم والاقتصاد وغابت الحريات طوال فترة حكمه.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.