شعار قسم مدونات

المثلية الجنسية وربطها الخاطئ بمرض السيدا

blogs الإيدز

الإيدز أو السيدا أو داء فقدان المناعة المكتسب أو فيروس(VIH) هو أحد الأمراض التي تتميز بتكون انطباع سلبي عنها لدى عموم الناس، حيث أن تشخيصها كاف ليدخل المصاب بها في لائحة الموتى على قيد الحياة. هذا الانطباع السلبي لا يسيء إلى المرضى فقط، والذين يضطرون إلى مواجهة تقييمات وآراء سلبية مختلفة، بل يسيء أيضًا إلى الأشخاص المعرضين للإصابة بالإيدز- وهم الأشخاص الذين لا يدركون مدى خطورة المرض والذين يتأثرون بالآراء والمواقف السلبية المسبقة.

 

ينبع الانطباع السلبي عن مرض الإيدز، بالأساس، من الربط (الخاطئ) بين الإيدز والمثلية الجنسية. ذلك أن الحالات الأولى التي شخصت بالإصابة بمرض الإيدز كانت من فئة رجالٍ مثليين جنسيا. ولذلك تم الربط، بشكل وثيق وقاطع، بين الإصابة بمرض الإيدز وبين ممارسة العلاقات المثلية.

 

استغلت الجهات التي تعاني من رهاب المثلية الجنسية هذا الربط بين المثلية وبين الإيدز لعزل و"إصلاح" فئة المثليين جنسيًا. وعلى الرغم من أن الإيدز قد أصاب عددا غير قليلٍ، إطلاقا، من "الغيريين" جنسيًا، من الرجال والنساء، وأودى بحياة عدد كبير منهم، إلا أن هذا الربط السلبي لم يتغير. كذلك، فحقيقة أن الإيدز مرتبط بتعاطي المخدرات (بسبب الاستخدام المتعدد للإبر غير المعقمة) والعلاقات الجنسية الغير محمية وآلات الحلاقة الغير معقمة كذلك وغيرها من الوسائل التي ينقل بسببها الفيروس. لم تضف شيئًا جديدًا، بل ظلت تلك الصورة النمطية (stéréotype) لصيقة بالمثليين جنسيا.

 

يدفع الخوف من النفور وإصدار الأحكام المسبقة والانتقادات غير المنطقية العديد من حاملي ومرضى الإيدز إلى الاختفاء، العزلة والشعور بالعار
يدفع الخوف من النفور وإصدار الأحكام المسبقة والانتقادات غير المنطقية العديد من حاملي ومرضى الإيدز إلى الاختفاء، العزلة والشعور بالعار
 

لقد كانت نظرة المجتمع إلى الإيدز تتمثل في أنه مرض يصيب المثليين والمدمنين على المخدرات، لذلك لم يلق الاهتمام والحذر المناسبين من قبل فئات المجتمع المختلفة. حتى في هذه الأيام، وبعد أن اتضح بأن الوضع مختلف وبأن الأمر ليس كذلك تماما، لا يزال مرض الإيدز يعتبر، في أماكن عديدة، مرضًا يدل على سلوكٍ "غير لائق"، أو حتى جنائي. وبالإضافة إلى كون الإيدز مرضًا معديًا، فقد تكون انطباع إشكالي عنه يصعب على مرضى الإيدز، حاملي فيروس نقص المناعة البشرية -HIV الظهور الطبيعي في المجتمع المحيط.

 

يدفع الخوف من النفور وإصدار الأحكام المسبقة والانتقادات غير المنطقية العديد من حاملي ومرضى الإيدز إلى الاختفاء، العزلة والشعور بالعار. فبالإضافة إلى المشاكل الجسدية، يضطر حاملو فيروس الايدز إلى مواجهة ضغوطات نفسية شديدة.

 

في كثير من الأحيان، لا يقتصر النفور على البيئة البعيدة فقط، بل يظهر في داخل البيت أيضا. الحالات التي قام فيها الأهل بالتبرؤ من أولادهم والتي قامت فيها العائلات بإبعاد ابنها المريض من بين ظهرانيها هي حالات ليست نادرة. قد يؤدي هذا الرفض والإقصاء من أكثر المقربين إلى تدهور الحالة الصحية للمريض، وذلك لأن معالجة الإيدز تعتمد، بشكل أساسي، على المواظبة على تناول المزيج الدوائي الذي يمنع تقدم المرض. قد يعاني المرضى الذين يعيشون في عزلة والذين يواجهون النفور، الرفض والإقصاء من قبل العائلة أو المجتمع من انعدام أي حافز أو دافع لمعالجة أنفسهم وتناول الأدوية.

 

يصاب مريض الإيدز بمطاولة المرض للتكامل العقلي حيث يولد المرض عوارض انهياريه اكتئابيه مع قلق عميق من الموت ومظاهر نفسية بالغة التعقيد فيشعر المريض بتهديدد حقيقي ومباشر لتكامله العقلي
يصاب مريض الإيدز بمطاولة المرض للتكامل العقلي حيث يولد المرض عوارض انهياريه اكتئابيه مع قلق عميق من الموت ومظاهر نفسية بالغة التعقيد فيشعر المريض بتهديدد حقيقي ومباشر لتكامله العقلي
 

من خلال دراسة للعالم ريسكو بتطبيق اختبار رسم الوقت على الأشخاص المتعرضين للكوارث تبين أن مريض الإيدز يتعرض لمجموعة كبيرة من الجروح النرجسية أعمق وأكبر من منكوبي الكوارث الأخرى، وتتمثل هذه الجروح في الشعور بـ:

* خيانة الجسد: وهذه الخيانة ليست كمرض آخر كأن يخونك (القلب أو الرئة أو الكبد) وإنما هي خيانة شاملة يتآمر ويشترك فيها أعضاء كل الجسد الذي أصبح أكثر قابلية للتسبب في موت صاحبه.

 

* اهتزاز الصورة الاجتماعية: التي رسمها المريض لنفسه أمام الآخرين حيث تصاب هذه الصورة (النرجسية) بجروح عميقة عندما يأتي الإيدز ليحطمها بالكامل فالمثل الفرنسي يقول (إن لوجهنا ألف صورة ولكننا ننتقي واحداً في كل موقف ونحاول فرضه على الناس حسب الموقف) ولكن مريض الإيدز يفقد كل هذه الوجوه دفعة واحدة لأنه أصيب في نرجسيته التي يتعامل من خلالها مع الآخرين.

 

ما يغفله الأغلبية هو ضرورة الدعم النفسي للإنسان المصاب بالإيدز، والذي يعتبر من أساسيات وأوليات العلاج الذي ينقص من تطور المرض وحدته

* خيانة العقل: حيث يصاب مريض الإيدز بمطاولة المرض للتكامل العقلي حيث يولد المرض عوارض انهياريه اكتئابيه مع قلق عميق من الموت ومظاهر نفسية بالغة التعقيد فيشعر المريض بتهديد حقيقي ومباشر لتكامله العقلي ولجرح نرجسي هو الأعمق سببه الشعور بأن عقله يتخلى عنه.

 

ونتيجة لهذه الجروح النرجسية فإن دفاعات المريض بالرغم من إنهاكها تحاول إعادة التوزان من خلال التمرد النرجسي لتعويض أثر هذه الجروح وهذا التمرد يكون على درجة كبيرة من التعقيد ويكون التمرد بـ:

* التمرد على الخارج المتسبب بهذه الجروح، وذلك بمحاولة نقل العدوى إلى الخارج.

* التمرد على الجسد، ويتجلى في أفكار الانتحار وتنفيذه في بعض الأحيان.

* التمرد على العقل، من خلال محاولات الانتقام من الأنا.

 

ناهيك عن انكسار صورة الذات، والتي تتسبب في كره المريض لجسده كونه مصدر الألم. لكن ما يغفله الأغلبية هو ضرورة الدعم النفسي للإنسان المصاب بالإيدز، والذي يعتبر من أساسيات وأوليات العلاج الذي ينقص من تطور المرض وحدته.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.