شعار قسم مدونات

ماتياس مانا.. رحلة مدوّن شغوف بين غوارديولا وسامباولي

HUDDERSFIELD, ENGLAND - NOVEMBER 26: Josep Guardiola, Manager of Manchester City ahead of the Premier League match between Huddersfield Town and Manchester City at John Smith's Stadium on November 26, 2017 in Huddersfield, England. (Photo by Gareth Copley/Getty Images)
ماتياس مانا المدوّن الشّغوف

في عام 2006 كان ماتياس مانا طالبا جامعيا في الأرجنتين ويدير مدونة على الإنترنت تسمّى "Pradigma Guardiola" كانت تهتم بفكر يوهان كرويف الكروي وتأثيره على بيب غوارديولا كلاعب وبرشلونة كفريق وشخصية بيب داخل الملعب حيث كان آنذاك أقرب إلى مدرب داخل الملعب منه إلى لاعب. قرر ماتياس تعلم اللغة الكاتالونية ليتمكن من متابعة الصحف المهتمة بأخبار النادي ومنها صحيفة "Regió7" التي أجرت لقاءً حصريا مع غوارديولا، وبعد جهد لا بأس به حصل المدون على رقم بيب الشخصي بعد اتصاله بالصحفي الذي أجرى الحوار.
 

اتّصل عليه بعدها بأيّام مرتين وحدّثه عن المدوّنة وقرر غوارديولا لقائه شخصيا إثر سفر بيب آنذاك إلى بيونس آيرس مع صديقه الكاتب وصانع الأفلام "David Tuerba" التقى الثلاثة في مقهى في حي باليرموفي العاصمة الأرجنتينية وبعد حديثهم المتواصل عن اللعبة أبهر بيب بالشاب الأرجنتيني وأهدى الأخير لبيب أربعة كتب عن كرة القدم وكان أحدها عن مارسيلو بييلسا وقرأ غوارديولا فقراه الأولى كلّها وهم لا يزالون في المقهى أُعجب بالمدرب الأرجنتيني كثيراً وبعد نصيحة من رومان ريكيلمي ذهب بيب لملاقاة اللوكو مارسيلو بييلسا واستمرّ اللقاء لمدة 11 ساعة وبعده أرسل غوارديولا رسالة للشاب الأرجنتيني قال فيها: "اليوم التقيت الشخص الذي يعرف أكثر الأمور عن كرة القدم في العالم "وبقي الاثنان على اتصال دائم.

 

بيب غوارديولا مدرب مانشيستر سيتي حاليا وبرشلونة والبايرن سابقا (غيتي)
بيب غوارديولا مدرب مانشيستر سيتي حاليا وبرشلونة والبايرن سابقا (غيتي)

   

بعدها بفترة وجيزة رتّب أحد أصدقاء مارسيلو بييلسا كان يعرفه ماتياس لقاءً بينه مع اللوكو وعمل معهه بعدها كمحلل للفيديوهات "video Analyst" ذهب معه إلى كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا مع فريق تشيلي، خلال البطولة التقى ماتياس بأحد مساعدي خورخي سامباولي ليختاره الأصلع بعدها بسنوات في طاقمه التدريبي في نفس الوظيفة "V.A" وذهب معه إلى البرازيل في كأس العالم 2014 وكوبا أمريكا 2015 التي حقق لقبها ولا يزال يعمل معه حتّى اليوم في طاقمه مع الأرجنتين.

 

بين الفترتين مع بييلسا وسامباولي مرّ بمراحل مهمة ووطّد علاقته بغوارديولا الذي دعاه لزيارته في برشلونة عام 2010 وازدهرت مدونته كثيراً بعد موسم غوارديولا الأول مع برشلونة وأصبح عدد زوارها آنذاك يزيد على 4000 زائر يوميّاً، في عام 2012 عمل مع فريقين في دوري الدرجة الأولى الأرجنتيني وهما "San Martin de San Juan" و"Union de Santa Fe" الذي كان يدربه لاعب فولهام السابق فاكوندوسافا وخلال مشواره معه طوّر برنامجاً مهما في اللعبة ساعدته خبرته الجامعية فيه كثيراً وهو حسب ما يقول:

 

"أردنا تغيير الطريقة المتبعة في حديث المدرب إلى اللاعبين، حيث كان المدرب وحده يتكلم واللاعبون يستمعون". ويستمر في شرحه للتغيير الذي أحدثه قائلاً :"بعدها أصبح الأمر أشبه بما يحدث بين الأستاذ وتلاميذه بعد الدّرس هم يطرحون أسئلتهم وأحيانهم يبدون آرائهم وهو يستمع وهوما ساعدنا على تكوين علاقة وطيدة بين الطاقم الفني واللاعبين".

 
 
وكان ذلك البرنامج المتّبع في جلسات المدرب واللاعبين أهمّ الأسباب التي أدّت خورخي سامباولي إلى اختيار ماتياس كمحلل دائم في طاقمه الفني، يقول عنه سامباولي: "المحلل ليس منعزلا عن الطاقم الفني أنا مؤمن بفكرة العمل كمنظومة واحدة والمحلل أحد أهم ركائز الفريق".

 

سامباولي مدرب منتخب الأرجنتين ومدرب إشبيلية سابقا (رويترز)
سامباولي مدرب منتخب الأرجنتين ومدرب إشبيلية سابقا (رويترز)

 

بعد نجاحهم على المستوى الدولي قرر إشبيلية التعاقد مع سامباولي وخلال فترته هناك ربطته تقارير صحفية بالعمل تحت إدارة بيب غوارديولا في مانشستر سيتي وجاء ردّه على عكس ما توقعه الكثيرون: "خورخي سامباولي أعطاني فرصة ودورا عظيمين في طاقمه التدريبي وهو مالم يفعله معي أيّ مدرب آخر ولدي تفاهم جيد معه وأريد العمل معه لوقت طويل. أمّا عن بيب لا أعتقد ذلك لقد فكّرت بالأمر وأستبعد تلك الفكرة. نعم لقد كانت حلماً بالنسبة لي من قبل وهوأمر رائع لأيٍّ كان أن يعمل تحت إمرة شخص عبقري مثله. لكن ذلك ليس هدفي أنا أركّز على أمور أخرى". في عام 2012 أصدر ماتياس مانا كتابا يحمل نفس اسم مدونته :"Pradigma Guardiola" إحدى فقرات الكتاب تقول: "هل يستطيع غوارديولا التأثير بطريقة غير مباشرة على المنتخب الأرجنتيني وميسي ليستعيد المنتخب هويته الكروية".

 

الآن وقد أصبح ماتياس نفسه ضمن الطاقم الفني للمنتخب الأزرق والسماوي فإنّ الفرصة مواتية أمامه للمساعدة بشكل مباشر في تلك الفكرة التي عنها وتحدّث عنها بعد تعيين سامباولي مع الأرجنتين حيث قال: "مع سامباولي وميسي الأرجنتين تستطيع استعادة هويتها الكروية واللعب بالطريقة الممتعة التي تعودت عليها الجماهير لكن ذلك يلزمه الوقت والصبر".

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.