شعار قسم مدونات

ما الذي يدفعنا للعيش؟

blogs سعادة

تدرج الحاجات أو تدرج ماسلو للحاجات أو هرم ماسلو (Maslow’s hierarchy of needs) هي نظرية نفسية قدّمها العالم أبراهام ماسلو في ورقته البحثيّة "نظريّة الدافع البشري" عام 1943 في مجلّة Psychological Review العلمية. ثم وسّع ماسلو فِكرَته لتشمل مُلاحظاته حول الفضول البشري الفطري. تتبع نظريَته فرعَ علم النفس التنموي الذي يدرس تطوّر ونمو الإنسان خلال المراحل المختلفة من حياته. وتناقش هذه النظرية ترتيب حاجات الإنسان ووصف الدوافع التي تُحرّكه؛ وتتلخص هذه الاحتياجات في: الاحتياجات الفسيولوجية، وحاجات الأمان، والاحتياجات الاجتماعية، والحاجة للتقدير، والحاجة لتحقيق الذات.

 

درسَ ماسلو عيّنات بشريّة وصفها بأنها "مثاليّة" مِثل ألبرت أينشتاين، وجين آدمز، وإليانور روزفلت، وفريدريك دوغلاس وذلك بدلا من دراسته لأشخاص مُضطّربين أو مرضى. كما درسَ ماسلو 1% من طُلاب الجامعات الأصحّاء. وقد شرح نظريَته بالكامل وبشكل تفصيليّ في كتابِه "الدافع والشخصيّة" عام 1954. وبمرور الوقت، اشتهرت النظريّة واستُخدِمت بنطاق واسع في أبحاث علم الاجتماع والإدارة والتدريس في المراحل الثانويّة والتعليم العالي. وفيما يلي طرح مفصل لهرم ماسلو وحاجياته:

1 – الحاجات الفسيولوجية:

 وتسمى البيولوجية أو الفطرية وهي في قاعدة الهرم حيث تعتبر من حاجيات الفرد الأساسية (الطعام – الشراب – الماء – ممارسة الجنس – الهواء – النوم – الراحة – تجنب البرد – تجنب الحر..) وتقوم هذه الحاجات بتوجيه سلوكنا وتظهر آثارها أثناء الحرمان الشديد من أحدها حيث يصبح إشباعها هو المهيمن على سلوك الفرد. ولا ينتقل الفرد إلى المستويات العليا في الهرم إلا إذا أشبع هذه الحاجة.

 

يحتاج الإنسان للشعور بالانتماء فهو يتعاطف مع أفراد أسرته ومع أفراد خارجها وهو يشعر بالضيق عند غياب أصدقائه فتتجلى وتظهر الحاجة لديه فيتعاون مع أفراد مجتمعه
يحتاج الإنسان للشعور بالانتماء فهو يتعاطف مع أفراد أسرته ومع أفراد خارجها وهو يشعر بالضيق عند غياب أصدقائه فتتجلى وتظهر الحاجة لديه فيتعاون مع أفراد مجتمعه
 
2- حاجات الأمن:

وهي تعبر عن شعور الفرد بالاطمئنان والسلامة والأمن ويبدو هذا عند الأطفال الذين يتعرضون إلى مواقف والكبار عندما يتعرضون لأشياء تهدد بقائهم (الكوارث – الفيضانات – الحروب – الأمراض – البراكين – الزلازل) دون غض النظر عن الأمن النفسي والأمن الروحي.

 

3- الحاجة إلى الحب والانتماء:

هنا يريد أن يسعى الفرد إلى أن يحب وإلى أن يكون محبوبا وإلى أن يكون جزءا من الجماعة أي الانتماء ومن هنا فهو يتعاطف مع أفراد أسرته ومع أفراد خارج أسرته وهو يشعر بالضيق عند غياب الأصدقاء عنه وهنا تتجلى وتظهر هذه الحاجة عندما يتعاون الفرد مع أفراد مجتمعه. وعلى العكس فإن التمرد والعصيان المدني نتيجة عدم إشباع هذه الحاجة.

 

4- حاجات الشعور بتقدير الذات:

الفرد هنا يريد تحقيق قيمته الشخصية ويعظم الدور الذي يقوم به في المجتمع وشعوره بالتميز واحترام مجتمعة له وإشباع هذا يشعر الفرد بالقوة والثقة بالنفس والكفاءة وقيمته وسط الجماعة وعلى العكس قد يشعر بالدونية والعجز والضعف. وهذا الشعور مرتبط بنجاح الفرد في أعماله اليومية.

 

يميل بعض الناس للقيم الجمالية حيث يفضلون التنظيم والترتيب والنظام والاتساق والكمال والجمال وابتعادهم عن الأوضاع القبيحة التي تسودها الفوضى وعدم النظام
يميل بعض الناس للقيم الجمالية حيث يفضلون التنظيم والترتيب والنظام والاتساق والكمال والجمال وابتعادهم عن الأوضاع القبيحة التي تسودها الفوضى وعدم النظام
 
5- الحاجة لتحقيق الذات:

حسب رغبة الفرد في بلوغ أقصى استعداداته وإمكاناته بقدراته ومواهبه وتعمل هذه الحاجة على تأكيد وجود الإنسان في المجتمع الذي يعيش فيه وهذا يتحقق حسب رغبة كل فرد فهناك فرد يريد أن يكون طبيب أو عالم رياضيات أو تلميذ متفوق وتحقيق هذا يجعل الفرد متمتع بالصحة النفسية السوية وهذا مرتبط بمستوى طموح الفرد وقدراته ومفهومه عن ذاته هل هو واقعي أم غير واقعي.

 

6- حاجات المعرفة والفهم:

تشير إلى رغبة الفرد في العلم والمعرفة وهناك مظاهر لذلك وهي: شعور الفرد بوجود مشكلات تحتاج إلى البحث والتقصي وحب الاستطلاع الذي يهدف إلى الاكتشاف، واتخاذ الأسلوب الاستكشافي أسلوب لحل المشكلات (حب الاستعلام والتقصي).

 

7- الحاجات الجمالية:

وتظهر في ميل بعض الناس إلى القيم الجمالية حيث يفضلون التنظيم والترتيب والنظام والاتساق والكمال والجمال وابتعادهم عن الأوضاع القبيحة والتي تسودها الفوضى وعدم النظام. وهذه القيم الجمالية قد تكون غير منتشرة بين كل الناس ولكن نجد في كل الثقافات فئة من الناس مدفوعة لإشباع هذه الحاجات.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.