الآن أصبح مفهوم الاستعمار أكثر كياسة وأقل خسارة من السابق، فالجيوش العربية أصبحت تطبق نظرية الاستعمار من حيث تعلم أو لا تعلم وتخدم مصالح الدول العظمى التي اشتهرت بالاستعمار مثل أمريكا في العراق وروسيا في سوريا وبريطانيا في لبنان وألمانيا في كوردستان وغيرها كثير من الأمثلة.
الدول التي تمتلك استراتيجية استعمارية أصبحت الأن أكثر وعياً من حيث كيفية تطبيق تلك الاستراتيجية، فالجندي المستعمر بحاجة إلى سلاح متطور وذخيرة كافية وآلية عسكرية ضد الرصاص ورواتب شهرية مجزية وضمان صحي وسند قانوني ومعونة غذائية يومية وملابس تتلاءم مع بيئة البلد الذي يخططون لاستعماره والكثير من الأمور اللوجستية التي يطيل شرحها وتفصيلها.
الآن الاستعمار أصبح يُطبق على يد جيوش البلدان نفسها، أي أن جيش البلد الضعيف أصبح مستعمرا لبلده من حيث يعلم أولا يعلم، وذلك بعد اعتماده على المساعدات الخارجية التي يتم تزويدهُ بها وبدليل إعطاء أسلحة وذخائر وآليات بين فترة وأخرى من دول أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا لجيوش عربية ضعيفة عسكرياً بحجة دعم وتقديم مساعدات مجانية!
وهذا ما ينطبق عليه مبدأ العصا والجزرة، هو التعبير المجازي عمّا يمكن تسميته بثواب والعقاب ومصدر هذا التعبير هي أوروبا عندما كانوا أهلها يروضون البغال والحمير باستخدام العصا والجزرة؛ بحيث يتم مسك الجزرة بيد ووضعها أمام الحمار والعصا بيدٍ أخرى، فيسير الحمار إن طاوع الجزرة وإن عصى فله العصا.
جميع الدول العظمى تُطبق هذا المبدأ مع الجيوش العربية التي لا تجيد سوى دمار بلدانها لصالح دول أخرى تفصلها المحيطات والبحار ومئات الآلاف من الكيلومترات، وهذا ما يسمى بالتبعية العالمية وكل من يحاول أن يخرج من هذه التبعية يعتبر إرهابيا!
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.