ثلاث رسائل بعث بها أرطغرل إلى هؤلاء العبيد
لا للأسر: فكانت إشارة لهم ألا يستسلموا لمن خطفهم وأسرهم ليربح هو ثمن بيعهم ويخسروا هم حياتهم وحريتهم فتمردوا على من خطفهم وسخروا منهم عندما واجههم أرطغرل واستطاع أن يجعلهم مسخ أمام هؤلاء العبيد.
لا للذل: كانت توجيها للعبيد ألا يذلوا لمجموعة من المجرمين الذين يتاجرون بأعراض الناس ودمائهم ويروعون الآمنين بقطع الطرق ونهب أموال أصحابها فالاستسلام لهؤلاء ذل لا تقبله النفس الحرة
لا للاستسلام: وهذه الرسالة أوضحتها مشاهد المسلسل بشكل رائع حيث استطاع أرطغرل أن يطلق سراح هؤلاء العبيد بسيفه، وعندما هربوا تبعهم تاجر الرقيق وقطاع الطريق فوقعوا مرة أخرى في الأسر لكنهم لم يستسلموا وأعادوا محاولة الهرب من جديد
شجاعة أرطغرل وحرصه على النجاة من العبودية والأسر ولو بدفع حياته ثمنا لذلك جعلت هؤلاء العبيد يتشوقون للحظة انتصاره على تاجر العبيد بل قاموا بمساندة أرطغرل ودعمه حتى النصر وإن ظلوا هم في الأسر لكن الحر لا يسعى فقط لحريته بل يسعى لحرية اﻵخرين معه فلم يقبل أن يقتل أحدهم في مقابل نجاته وقد ترك ذلك أثرا طيبا في نفوس هؤلاء العبيد جعلهم يسعون إلى الحرية رغم ضعفهم ويأسهم.
مع إصرار أرطغرل على الحرية وعدم استسلامه لليأس سرت العدوى فيمن حوله من العبيد وقرروا القتال حتى النصر رغم عدم امتلاكهم عدته من سيوف وخيول يواجهون بها عدوهم فصنعوا من الحجارة والعصي سيوفا واجهوا بها أعداءهم حتى استطاعوا امتلاك حريتهم من جديد.
الشاهد في الحلقات اﻷولى من الجزء الرابع لمسلسل أرطغرل أنه ومن معه من العبيد لم يستسلموا وقد هربوا ثم وقعوا في اﻷسر ثم هربوا واستعدوا بسيوفهم الحجرية ونبالهم المصنوعة من العصي حتى استطاعوا التخلص من العبودية.
على النقيض تماما ظهرت شخصية ديندار الأخ الأصغر لأرطغرل الذي استسلم تماما للخائن سعد الدين كوبيك يحركه كيف يشاء حتى استطاع إقناعه ببيع سوق الخان والعودة من حيث أتى هربا من المواجهة مع عدوه بل هربا من المواجهة مع حليفه قبيلة شافدار ولم يحاول الحفاظ على مكتسبات القبيلة التي هاجروا وحاربوا من أجلها ودفعوا حياة شهدائهم ثمنا لها.
فهل كانت العبودية فقط أن يباع المستضعفون من الرجال والنساء في سوق الرقيق أم أن أخطر أنواع العبودية أن تكون تبعا لعدوك يسيرك كيفما شاء وتكون تبعا لإرادته مثلما فعل سيد القبيلة ديندار مع سعد الدين كوبيك وتكفور أريس، وكان عليه أن يتعلم مع العبيد ألا يستسلم لعدوه.
إنها الحرية أثمن ما يمتلكه الإنسان الذي كرمه الله ووجب عليه أن يحفظ كرامته وحريته بالسلاح المتاح بين يديه ولو كان مصنوعا من الحجر أو من أغصان الشجر، فسينالها ما سعى إلى ذلك قدر طاقته، ولو تركت حريتي بيد عدوي ليهبني إياها ما بقي منا حر واحد.
إنه الصراع اﻷبدي بين الحرية والعبودية، وقد خاض أرطغرل معركة الحرية وانتصر فيها نصرا ساحقا ﻷنه لم يستسلم لعدوه رغم إصابته ورغم القيود الحديدية في يديه وقدميه، إنه صراع من أجل الحرية والحياة، فهل وصلت رسالة أرطغرل إلى العبيد أم أنهم رضوا بالعبودية التي فرضها عليهم أعداء الحرية؟
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.