كل معارض أو مخالف للنظام إرهابي، ولو اقتصر الإرهاب على المعارضين لانتهى الأمر لأن المعارضين في السجون أو خارج البلاد، ولكنه مجهول |
وما يحدث الآن هو توزيع التهم على المعارضين بالإرهاب وعليها يكون الحكم بالاعتقال أو القتل بدون أي محاكمات، وفي توزيعهم للتهم مع مقارنتها بالواقع تجدها غير منطقية تدعوا للسخرية والاستهزاء، يظهر فيها قدر كبير من الغباء وعدم الإدراك دليل على الجهل المسيطر عليهم والتخبط الواقعون فيه، وفي هذا يُستخدم الإرهاب للقضاء على الإرهاب المزعوم.
وفي الحرب المزعومة الجميع يعيش حالة مرعب وقلق، فهناك حالة طوارئ في البلاد، مخالفة بذلك القانون، إنهم أصحاب القانون وساداته، وهناك الفئة الآمنة التي لا تعيش هذا القلق والرعب، الذين يمنون علينا بتركهم لنا بالعيش في بلدنا، ليخرج علينا رئيس المجلس ويخبرنا بأن نبحث عن وطن آخر، ومن قبل كانوا يدرسون سحب الجنسية، يتحدثون وكأنها العزبة التي ورثوها عن آبائهم، فهذا حالهم جميعاً غرتهم الدنيا وملأهم الكبر، لا يرون إلا أنفسهم، فهم الأسياد ومن دونهم عبيد، ولا سبيل لنا سوى الطاعة تلك هي الفضيلة التي ينبغي أن نتحلى بها حتى نال رضاهم.
ومن خلال الأحداث الجارية يبدو أن الوضع سوف يطول، سنظل نحارب الإرهاب ولن يكون هناك أي شيء آخر، أتمنى لو أفادونا متى تنتهي الحرب على الإرهاب؟ متى نصحو من هذا الكابوس الذي أقحمونا فيه؟ وإن كان هذا يبدو مستحيلاً أن يحدث لأنها معركة مع مجهول اسمه الإرهاب، فكل معارض أو مخالف لرأيهم إرهابي، ولو اقتصر الإرهاب على المعارضين لانتهى الأمر لأن المعارضين في السجون أو خارج البلاد، ولكنه مجهول وغير معروف مدى قوته أو عدته.
وقائد الانقلاب مشغول في حربه على الإرهاب، وليس هناك وقت للإصلاح، ولن يحدث أي تقدم إلا بعد القضاء على الإرهاب، فالتمسوا له العذر! إنه يقوم بشراء الأسلحة والطائرات والغواصات لنحارب الإرهاب، تاركاً التعليم والصحة والزراعة والصناعة، فلا شغل لنا إلا الإرهاب، يتقدم الجميع من حولنا ونحن ما زلنا مكبلون عند الإرهاب!
الإرهاب بشكل عام موجود في كل دول العالم، لا تخلو أي دولة من الفاسدين والمخربين والمتطرفين، ولكنهم يتخطون هذه النقطة إلى الأمام بالعمل على معالجة الإرهاب من جذوره من خلال التعليم الجيد والوعي السليم وتوفير كل سبل العيش الكريمة لأبنائهم، هذا خاص بالدول التي تريد أن تتطور وتتقدم وقادتها يعملون على حفظها وسلامة أراضيها.
وفي الوقت الذي نحارب الإرهاب ونعادي دول إسلامية تحت بند دعمهم للإرهاب نتحالف مع اليهود أساس الإرهاب في العالم، الواقع اختلف وتبدل إلى النقيض، ومن أجلهم يتم تهجير أهالي سيناء، وهناك علاقات وتعاون وتبادل تجاري لم يحدث من قبل! كيف يكون التحالف مع مغتصب لا عهد له ولا ميثاق! أي منفعة ستعود عليك من هذا التحالف؟ فإن كانت أيديكم تتشابك بالسلام فتلك يدهم الأخرى يدفعون بها ليمنعوا عن الماء.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.