شعار قسم مدونات

متى تنتهي الحرب على الإرهاب؟

BLOGS - الجيش المصري
سؤال أود طرحه لكثرة ما هو واقع علينا من جراء هذه الحرب المزعومة والإرهاب الذي نزل علينا مع الانقلاب، لقد أخبرنا سابقاً أنه إرهاب محتمل لم يكن موجود حينها! ولم يكن الإرهاب قضيتنا من قبل في حين أصبح الآن هو كل حياتنا، فلا يخلو لقاء أو حديث إلا وكان للإرهاب نصيب كبير منه، واليوم نحن أبناء هذا البلد العظيم مؤيد ومعارض يعاني ويلات هذه الحرب المزعومة. والإرهاب في تعريفه الأولي هو إرهاب الدولة للشعب، واستبداد السلطات لحقوق رعاياها، وهو أيضاً كل وسيلة غير مشروعة تنتج عنها انتهاك للحقوق الإنسانية بكل نواحيها.
والانقلاب يحتمي خلف هذا الجدار المزعوم، ويستمد شرعيته الزائفة من هذه الحرب، فكلما استوحش الإرهاب كلما كانت هناك مصداقية وواقعية لهذه الحرب، وحتمية العمل ليل نهار للقضاء على الإرهاب، وإن كان هذا الجدار يبين لنا عكس ما يدعون فهو دليل على عجزهم وضعف موقفهم في فرض سيطرتهم على الأمر، وهم عاجزون عن القضاء على الإرهاب في حملتهم المزعومة، بل إن الوضع يزداد سوءا، وقد رأينا القوه الهشة التي لا حول لها ولا قوة من خلال الأرواح التي راحت ضحية الحرب المزعومة، والدم كله حرام مؤيد ومعارض.

كل معارض أو مخالف للنظام إرهابي، ولو اقتصر الإرهاب على المعارضين لانتهى الأمر لأن المعارضين في السجون أو خارج البلاد، ولكنه مجهول

وما يحدث الآن هو توزيع التهم على المعارضين بالإرهاب وعليها يكون الحكم بالاعتقال أو القتل بدون أي محاكمات، وفي توزيعهم للتهم مع مقارنتها بالواقع تجدها غير منطقية تدعوا للسخرية والاستهزاء، يظهر فيها قدر كبير من الغباء وعدم الإدراك دليل على الجهل المسيطر عليهم والتخبط الواقعون فيه، وفي هذا يُستخدم الإرهاب للقضاء على الإرهاب المزعوم.

وفي الحرب المزعومة الجميع يعيش حالة مرعب وقلق، فهناك حالة طوارئ في البلاد، مخالفة بذلك القانون، إنهم أصحاب القانون وساداته، وهناك الفئة الآمنة التي لا تعيش هذا القلق والرعب، الذين يمنون علينا بتركهم لنا بالعيش في بلدنا، ليخرج علينا رئيس المجلس ويخبرنا بأن نبحث عن وطن آخر، ومن قبل كانوا يدرسون سحب الجنسية، يتحدثون وكأنها العزبة التي ورثوها عن آبائهم، فهذا حالهم جميعاً غرتهم الدنيا وملأهم الكبر، لا يرون إلا أنفسهم، فهم الأسياد ومن دونهم عبيد، ولا سبيل لنا سوى الطاعة تلك هي الفضيلة التي ينبغي أن نتحلى بها حتى نال رضاهم.

ومن خلال الأحداث الجارية يبدو أن الوضع سوف يطول، سنظل نحارب الإرهاب ولن يكون هناك أي شيء آخر، أتمنى لو أفادونا متى تنتهي الحرب على الإرهاب؟ متى نصحو من هذا الكابوس الذي أقحمونا فيه؟ وإن كان هذا يبدو مستحيلاً أن يحدث لأنها معركة مع مجهول اسمه الإرهاب، فكل معارض أو مخالف لرأيهم إرهابي، ولو اقتصر الإرهاب على المعارضين لانتهى الأمر لأن المعارضين في السجون أو خارج البلاد، ولكنه مجهول وغير معروف مدى قوته أو عدته.

وقائد الانقلاب مشغول في حربه على الإرهاب، وليس هناك وقت للإصلاح، ولن يحدث أي تقدم إلا بعد القضاء على الإرهاب، فالتمسوا له العذر! إنه يقوم بشراء الأسلحة والطائرات والغواصات لنحارب الإرهاب، تاركاً التعليم والصحة والزراعة والصناعة، فلا شغل لنا إلا الإرهاب، يتقدم الجميع من حولنا ونحن ما زلنا مكبلون عند الإرهاب!

الإرهاب بشكل عام موجود في كل دول العالم، لا تخلو أي دولة من الفاسدين والمخربين والمتطرفين، ولكنهم يتخطون هذه النقطة إلى الأمام بالعمل على معالجة الإرهاب من جذوره من خلال التعليم الجيد والوعي السليم وتوفير كل سبل العيش الكريمة لأبنائهم، هذا خاص بالدول التي تريد أن تتطور وتتقدم وقادتها يعملون على حفظها وسلامة أراضيها.

الإرهاب الحقيقي هو الانقلاب على رئيس منتخب بإرادة شعب من خلال انتخابات ديمقراطية عبر فيها الجميع بحرية كاملة عن إرادته
الإرهاب الحقيقي هو الانقلاب على رئيس منتخب بإرادة شعب من خلال انتخابات ديمقراطية عبر فيها الجميع بحرية كاملة عن إرادته
 

وفي الوقت الذي نحارب الإرهاب ونعادي دول إسلامية تحت بند دعمهم للإرهاب نتحالف مع اليهود أساس الإرهاب في العالم، الواقع اختلف وتبدل إلى النقيض، ومن أجلهم يتم تهجير أهالي سيناء، وهناك علاقات وتعاون وتبادل تجاري لم يحدث من قبل! كيف يكون التحالف مع مغتصب لا عهد له ولا ميثاق! أي منفعة ستعود عليك من هذا التحالف؟ فإن كانت أيديكم تتشابك بالسلام فتلك يدهم الأخرى يدفعون بها ليمنعوا عن الماء.

خلاصة الموضوع.. إن الإرهاب الحقيقي هو الانقلاب على رئيس منتخب بإرادة شعب من خلال انتخابات ديمقراطية عبر فيها الجميع بحرية كاملة عن إرادته، نتفق أو نختلف مع سياسته فهي إرادة شعب يجب أن تحترم، بل إن التعدي عليها إرهاب بمعنى الكلمة، كنا على أعتاب حياة ديمقراطية جديدة لم نعهدها من قبل، وذاقت أرواحنا طعم الحرية والكرامة، ورأينا شعاع الأمل يشرق علينا في ظلمات القهر والاستبداد، وغرد العالم عن عزيمتنا وإرادتنا القوية في تحديد مصيرنا، واختيار قائدنا، ولكنكم أعددتم العدة وأنفقتم الأموال وبذلتم كل ما في قوتكم للقضاء على هذه الإرادة، لما لكم من نفوس خبيثة ومصالح تتعارض مع الحرية والكرامة، وأعلنتم غير ما أخفيتم، نافقتم حتى تمكنتم، وها نحن عدنا إلى عصور مظلمة لا شمس فيها ولا قمر، ولكن الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر، فغداً تشرق الشمس بإذن الله لتحي نفوس المظلومين فهذه سنة الله في الأرض والحمد لله رب العالمين.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.