شعار قسم مدونات

مأساة الروهينغا وصمت العالم!

People demonstrate against the situation of the Rohingyas in Burma showing signs reading
مصطلح العنف يقودني للحديث عن قضية الروهينغا الأقلية المسلمة في ميانمار، أكثر الأقليات اضطهادا في العالم، منظمات دولية تتحدث عن الحقوق والحريات الإنسانية والأقليات؛ لكن ما نراه عكس ذلك ولا أحد يُحرك ساكنا، أو ربما أصبح موت المسلمين قضية أقل أهمية.
الروهينغا أقلية مسلمة تعيش في ولاية "راخين الغربية" في ميانمار، يعيشون حالة من القمع المفرط والتطهير العرقي من قبل السلطات هناك، حتى الفرار لم يعد متاحا لهم بعد أن أغلقت البلدان المجاورة الحدود في وجوههم وتركتهم لمصيرهم المجهول.

ثمة جرائم لا تحصى ترتكب يومياً في حق مسلمي الروهينغا كل يوم وكل ساعة، لا لسبب إلاّ لكونهم مسلمون عاديون مسالمون لا يطالبون إلاّ بحقهم في الاعتراف بهم مواطنين أصليين في ميانمار. فهذه قضية لا مجال لإنكار ما تتسم به من حق وعدالة. الأمر الذي يسمح بالقول إنها تأتي في هذه الظروف بعد قضية فلسطين من حيث عدالتها.

ونحن نشهد تقصيرا شبه كامل عالميا فيما يتعلق بقضية الروهينغا، مسلمو بورما قضية تشكل محنة كبيرة، وهي كارثة إنسانية وجريمة عظيمة في حق المجتمع الدولي الذي لطالما تغنى بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

العالم متواطئ ومتورط حتى النخاع في إبادة أكثر من 4 ملايين مسلم في إقليم أراكان، وسط أغلبية بوذية تقارب 50 مليونا

لقد سجل التاريخ لمسلمي ميانمار أن الموت عندهم أسهل بكثير من أن يرضوا بأي دينٍ غير دينهم، فلم يسجل أن أحدا ارتد عن دينه، بل كانوا عندما يُخيرون بين القتل أو أكل لحم الخنزير؛ يختارون الموت، وحين حاول البوذيون والنظام العسكري الحاكم حملهم على الردة عن دينهم؛ اتخذوا معهم طرق الإبادة بأقذر الأساليب التي عرفها البشر.

عندما سألت الصحافة الصهيونية أحد رجال الأعمال الصهاينة والذين يعملون لخدمة العسكر في ميانمار؛ كيف يقبل بذلك على حساب دماء الأبرياء؟ أجاب بأن أعماله أقدس من حياة الإنسان هناك.. وإنني على يقين أن مصالح بعض العرب الضيقة أقدس عندهم من دماء كل المسلمين.

أين أوروبا وأميركا والدول الكبرى الأخرى من الجرائم التي ترتكب في ميانمار وكلها تدخل في جرائم الإبادة، والتمييز العنصري، وانتهاك حقوق الإنسان. وأين هيئة الأمم المتحدة واحترام أمنائها لميثاق هيئة الأمم المتحدة، وأين ما تحمله لجنة حقوق الإنسان التابعة لهيئة الأمم من مبادئ ومسؤوليات؟ ثم أين منظمة التعاون الإسلامي من قضية الروهينغا عدا بعض البيانات الخجولة التي لم تحرك ساكناً؟ وأين أعضاء منظمة التعاون الإسلامي للتحرك كدول إسلامية لإيقاف الجرائم التي تُرتكب في حق المسلمين. وأين جامعة الدول العربية وأمينها العام ودولها من عمليات الإبادة التي يتعرض لها المسلمون، أم أن أكثر هذه الدول لا يمكن لومها. حتى اكتشفنا بأن كل تلك الكوارث والمصائب لامست أسماعهم، لكنها لم تلامس نخوة المعتصم.

العالم متواطئ ومتورط حتى النخاع في إبادة أكثر من 4 ملايين مسلم في إقليم أراكان، وسط أغلبية بوذية تقارب 50 مليونا، والسؤال المطروح هنا هل استحقت اون سات سو تشي زعيمة ميانمار جائزة نوبل للسلام عام 1991 من أجل دعمها لما يسمى النضال اللاعنفوي، وهي بدورها من قامت بكل عمليات عنف من قتل وتشريد وحرق أكثر من نصف مليون مسلم هناك..

كلنا يسأل نفسه: ماذا أفعل لهم؟ واجبك نحوهم الآن شيئان: أن تدعو لهم. وأن تنشر قضيتهم لكي يعرفها الناس.. وهذا أضعف الإيمان.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.