شعار قسم مدونات

أنقاض الدولة الإسلامية

Blogs- kurds

دولة كردستان على أنقاض الدولة الإسلامية. بطولة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والموساد الإسرائيلي. الهدف استمرار الحرب على الإرهاب في الشرق الأوسط. الجميع كان يعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى للسيطرة والتمكن من الموارد النفطية ونقاط التوتر في الشرق الأوسط بالأخص بعد تدخلها في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية بشكل كبير، ودعم القوات الكردية المتواجدة شمال شرق سورية لتتمكن بعدها من طرد التنظيم من بقع شاسعة في المنطقة.

         

غابت بعدها التصريحات الأمريكية بشكل كبير واعتقد الجميع بأن الروس قد كسبوا الحرب بعد وصولهم لدير الزور شرق سورية واستمرار معاركهم ضد تنظيم الدولة في المنطقة مع اعتقاد البعض أن الأمريكان قد انسحبوا بخسارة فادحة، وانتظار الأيام القليلة التي سيتمكن فيها الروس بشكل كامل بعد سحب مرتزقة الأمريكان "قوات قسد حسب وصف البعض" من المنطقة بمجرد غياب الطائرات الأمريكية والدعم الأمريكي.

       

لتأتي بعدها بأيام ثلاثة تحركات قلبت الموازين بشكل كبير وجعلت الجميع ينظر لخريطة السيطرة وهو متعجب لما يحدث، وهي استفتاء دولة كردستان شمال العراق وتحرك تنظيم الدولة الإسلامية باتجاه حمص ووصوله لمنطقة القريتين الاستراتيجية وخفض حدة الاشتباكات والغطاء الجوي الأمريكي لقوات قسد في معركة الرقة. في الوقت الذي كان يحتفل فيه أكراد العراق بنجاح الاستفتاء كانت داعش قد وصلت منطقة القريتين في حمص وأسرت عنصرين من الروس ولفتت انظار الإعلام العالمي بأن التنظيم لا يزال قائم وقادر على القتال. لتأتي بعدها تصريحات المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية "ادوارد سنودن" والذي تحدث فيها عن إطلاق الموساد الإسرائيلي لعملية "ريح المقبرة" في كردستان العراق بدون علم الأمريكان والبريطانيين بعد شعورهم بفشل عملية سابقة مشتركة في سوريا والعراق.

                  

وكالات الاستخبارات المركزية ومعسكرات وغرف الدعم السرية لم تصنع إلا لخلق تنظيمات إرهابية تضمن استمرار زعمهم بمحاربة الإرهاب وتدمير المنطقة
وكالات الاستخبارات المركزية ومعسكرات وغرف الدعم السرية لم تصنع إلا لخلق تنظيمات إرهابية تضمن استمرار زعمهم بمحاربة الإرهاب وتدمير المنطقة
        

ولتكون بذلك الصورة باتت واضحة أمام الجميع لما سيحدث في المنطقة وما هو حطب الحرب القادمة فبعد نجاح الولايات المتحدة بطرد التنظيم من الرقة تقريبا حسب وصفهم، وبدء معركة دير الزور كان العائق الوحيد هو التقدم الروسي وعبور شمال نهر الفرات، وبذلك سيكون الروس قد قطعوا الطريق أمام الأمريكان للسيطرة على حقول النفط فلم يكن أمامهم إلا الحل الأمثل استمرار الحرب على الإرهاب وقودها الأكراد.

           

حيث أن تحرك تنظيم الدولة باتجاه حمص لم يكن كهجوم معاكس وغير منسق إنما هو أوامر مخابراتية تنص على ضرب العمق السوري قدر المستطاع  والأمثل مدينة حمص وانهاك الروس والإيرانيين في قتال التنظيم وبذلك تكون أمريكا قد تمكنت من إبعاد الروس عن مناطق النفوذ الهامة لهم وتمدد تنظيم الدولة بجزء جيد من الأراضي السورية بحيث يكون قادراً على ضرب الروس في أي وقت كان، بمنطقة أشبه بصحراء يسهل فيها اصطياد الجندي الروسي وقطع المشروع الإيراني والطريق بالكامل، وليكون بذلك البديل عن تنظيم الدولة، التنظيم الأكبر إرهاباً في العالم متوفر ويملك كل المقومات لضرب الدول والتحرك واستمرار الحرب في المنطقة. 

           

سنشهد في الأيام القادمة ظهور بارز للأكراد واستمرار قتالهم ضد تنظيم الدولة وتمكنهم من السيطرة على مناطق جديدة إلا أنهم سيكونون العنصر الحاضن للتنظيم الجديد الذي سيظهر على الساحة والذي ستكون مهمته مسح الأكراد من المنطقة أو تحول الصيغة الأمريكية ضد الكرد لإرضاء تركيا وحماية حدودها بدون الضرر بالمصالح الأمريكية في المنطقة .ليتضح لنا بأن وكالات الاستخبارات المركزية ومعسكرات وغرف الدعم السرية لم تصنع إلا لخلق تنظيمات إرهابية تضمن استمرار زعمهم بمحاربة الإرهاب وتدمير المنطقة. وليبقى السؤال الأكبر متى يعلن البغدادي وبرزاني بيعتهم لأجهزة المخابرات؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.