شعار قسم مدونات

إنه لا يملك الموهبة!

blogs كرستاينو رونالدو

هكذا يري ويعتقد الكثير من منتقدي لاعب كرة القدم كرستيانو رونالدو، فاستطاعوا بجملة واحدة وصف لاعب بحجم رونالدو وهو افتقاده للموهبة وإن كل ما يملكه من مهارة هو فقط نتيجة المثابرة والعزيمة في التدريبات! لم يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل ربما تجد أحدهم يخبرك بأنه من السهل أن تكون رونالدو بمجرد مزيد من التمارين والتدريبات على التصويب والتمرير، ولكن من الصعب أن تكون ميسي صاحب الموهبة الفطرية والتي لا يمتلكها رونالدو!

بمجرد سماعك لمثل هذه الجمل والأحاديث، يناوبك تلقائياً شعور بالاشمئزاز والغباء المتناهي لمن حولك، من هذا الذي يفتقد للموهبة؟! من هذا الذي يعجز على مراوغة لاعب أو اثنين؟! من هذا الذي تستطيع الوصول لمستواه بمجرد مزيد من التدريبات والتمارين؟!

عن أي موهبة تتحدثون؟ موهبة المراوغة أم موهبة التهديف؟ عن موهبة المراوغة، فرونالدو فعل كل شيء خيالي في كرة القدم أثناء وجوده في مانشستر يونايتد خلال حقبة السير اليس فيرجسون من 2003 حتى 2009، من مراوغة لاعب وثلاثة وأربعة إلى صناعة الأهداف والتهديف بيمناه ويٌسراه وبالكعب والضربات الثابتة فرونالدو أكثر لاعب تسجيلاً للضربات الثابتة في تاريخ دوري أبطال أوروبا بواقع 12 هدف.

لا يمكن أن تطلب من رونالدو وهو في سن ال 32 أن يقوم بنفس ما كان يقوم به في مانشستر يونايتد وهو في ال 22 من مراوغات بالجملة وانطلاقات سريعة بالكرة!
لا يمكن أن تطلب من رونالدو وهو في سن ال 32 أن يقوم بنفس ما كان يقوم به في مانشستر يونايتد وهو في ال 22 من مراوغات بالجملة وانطلاقات سريعة بالكرة!
 

أما إذا كنت تقصد موهبة التهديف، فرونالدو دمر كلمة "التهديف" حرفياً منذ قدومه إلى ريال مدريد في 2009، ليصبح أكثر لاعب في تاريخ ريال مدريد تسجيلاً للأهداف وأكثر لاعب في تاريخ دوري أبطال أوروبا تسجيلاً للأهداف وأكثر لاعب في تاريخ البرتغال تسجيلاً للأهداف بالإضافة لكونه أكثر لاعب تسجيلاً للهاتريك في تاريخ الدوري الإسباني.

عن موهبة القيادة والروح، فرونالدو قاد منتخب بلاده الضعيف على الورق إلى الفوز بكأس الأمم الأوروبية، والمباراة النهائية شهدت كمية غير طبيعية من موهبة القيادة والروح التي يمتلكها رونالدو في توجيه وتحفيز زملاؤء في الفريق من خارج الملعب.

المثير للاندهاش أكثر، هو أنهم قد يقتنعوا بموهبة رونالدو في مانشستر يونايتد وبموهبته من 2009 حتي 2013 في ريال مدريد ولكن عندما يشاهدوا مبارياته هذا العام أو العام الماضي أو قبل الماضي يبدؤون في التقليل من موهبته ويسخروا من تحويله لهداف تقليدي بدلاً من صانع لعب ومراوغ رفيع! وكأنك تطلب من رونالدو وهو في سن ال 32 أن يقوم بنفس ما كان يقوم به في مانشستر يونايتد وهو في ال 22 من مراوغات بالجملة وانطلاقات سريعة بالكرة!، هل هذا معقول؟!

أغلب مهاجمي العالم عقب سن الواحد أو الثاني والثلاثين يتحولون لمركز المهاجم الصريح (forward) بموجب عامل السن ونتيجته من بطء في الحركة وضعف الجسم إلى حد ما، وهذا ما فعله رونالدو خلال العامين الماضيين وتحوله من مركز مهاجم على الطرف أو صانع اللعب إلى مهاجم صريح ونجح بالفعل في هذا خلال العاميين الماضيين بأرقام وإحصائيات مدهشة.

ميسي يصغر رونالدو بعامين، وبنسبة كبيرة عندما يكمل ميسي 32 عام سيعاني في مركزه كثيراً وبالأخص من الناحية البدنية والجسمانية
ميسي يصغر رونالدو بعامين، وبنسبة كبيرة عندما يكمل ميسي 32 عام سيعاني في مركزه كثيراً وبالأخص من الناحية البدنية والجسمانية

ولكن انظر إلى ميسي وروبين وريبيري منهم من تجاوز سن ال 34 ومازال في مركز صانع اللعب أو مهاجم الطرف ويؤدي بدرجة لا بأس بها!؛ رائع ولكن انظر أيضاً إلى حجم الإصابات التي تلاحق لاعب مثل روبين أو ريبير في الموسم الواحد وقارنها بإصابات رونالدو طوال مسيرته الكروية!

ميسي يصغر رونالدو بعامين، وبنسبة كبيرة عندما يكمل ميسي 32 عام سيعاني في مركزه كثيراً وبالأخص من الناحية البدنية والجسمانية.. فميسي عقب عامين أو ثلاثة لن يستطيع تحويل مركزه إلى المهاجم الصريح لافتقاده لكل متطلبات المهاجم الصريح من الطول أو الالتحامات القوية أو التهديف بالرأس، فدعونا ننتظر ونري كيف سيكون ميسي في عامه الاثنين والثلاثين وهل سيستطيع أن يستمر في مركزه صانع اللعب أم سيتحول لمركز أخر مجهول.

وأخيراً كل ما أطلبه منك، هو أن تُعطيني تعريف لكلمة موهبة؟ وأياً كانت إجابتك، فرونالدو قام بتعريفها مهارياً في مانشستر يونايتد وقام بترجمتها تهديفياً في ريال مدريد وقام بتشكيلها قيادياً مع البرتغال في أمم أوروبا الماضية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.