شعار قسم مدونات

نربي الأمل أو ربما يربينا!

blogs - mirror

– لن يوقفني سوى اليأس.

* دعك من كل هذه الشعارات انت خسرت بالفعل.

– ربما يا صديق لكنني لم استسلم.

* أرجوك لا تنادني بصديق.. ثم إنك على حد علمي لم تمتلك يوما نفسا طويلا للحياة.

– على الأقل ما زلت أتنفس.

* كلهم يتنفسون.. يتنفسون يأسا.

 

– وبي أمل يأتي ويذهب لكني لن أودعه.

* عدنا مرة اخرى للشعارات.

– ما عيب الشعارات إن كانت لا تضرك.

* عيبها أنني أعرفها جيدا منذ أن عرفتك.. لم أعرف عنها سوى أنها كلمات تُعنى بتجميل الواقع القبيح.

 

كان في كل مرة يعد نفسه بالرحيل ثم يعود.. لكنه في هذه المرة وقبل أن يغادر الكرسي المقابل للمرآة.. كتب على ما صنعته أنفاسه الساخنة.. نربي الأمل أو ربما يربينا.

– قلتها بنفسك "تجمل".. تلك فائدة.

* حقا! هل تخدعني أم تخدع نفسك؟.. كلانا يعرف أن الواقع لا يزداد إلا قبحا.

– نعم يزداد قبحا.. لكنني ازداد أملا.

* أنت واهم.

– واهم!. هل حقا تعتقد أنني واهم؟

* اسأل نفسك؟

 

– ربما.. وأعرف أيضا أنني سيء.. سيء لدرجة أنك تشمئز مني في كل مرة تراني.. حتى أنك لو سألتني عن أسوء شخص تعرفه.. سأخبرك "أنا" أنا بكل ما في من ضعف وفشل.. أنا وكل حججي الفارغة.. أنا ضحية نفسي.

* لست ضحية نفسك بل ضحية وطنك ولست سيئا بقدر ما هو سيء.

– ربما مازال فيه أمل.

* غريب أمرك.. دعني أتلو عليك محاضرة كل لقاء.
 

استيقظ من سباتك وستعرف حينها أنك واهم وأنك ما زلت تسبح فقط بين أحلامك التافهة.. هلا دققت النظر في نفسك قليلا.. ما زلت تقف في المكان الذي تركت فيه نفسك منذ أن وجدت نفسك. الكل حولك إما فاسد أو بائس أو متحول أو يائس، ووطنك الملعون في كل يوم يلفظك كما البغي تلفظ وليد سفاحها.

 

أخبرتك مرات ومرات انصرف إلى ما انصرف إليه الجميع.. كلهم أيقنوا أن ليس لهم فيها مكان.. ثم تعايشوا وتعايشوا إلى أنهم في كل صباح يحمدون الله أن أصحاب البيت الكبير.. البيت الذي لا يصلح إلا لهم سكنا.. تركوهم يعيشون وهم غرباء. كن غريبا مثلهم وابدأ بشطر قلبك نصفين، وادفن مشاعرك بجانب أحلامك.. تكن حينها جبلة.. تكن بعدها غريبا. كن غريبا حتى يتركك أصحاب البيت الكبير تعيش. اقول لك ذلك لأنني أعرف جيدا أنك لا ترغب في الرحيل، ولأنك لا ترغب في الرحيل عش معنا غريبا..

 

– لكن..

* لكن ماذا..؟

– فقط أرغب في البكاء.

* أرجوك توقف.. لا تفعل.. لماذا لا تبكي أمام أحد سواي؟ لماذا لا تشكوا همومك لغيري..؟
 

أرجوك إن لم تسمع مني دعني وشأني.. أعلم جيدا أنك لن تكترث لأي كلمة قلتها.. أرجوك ارحل عني.. أشتاق لهذا اليوم الذي سأرتاح فيه منك.

 

– ربما قريبا يا صديق.. لم يعد في العمر بقية كما تعتقد.. أوشكت بالفعل على الرحيل.. حينها سأشتاق اليك وستستريح مني.. ربما ستستريح مني.. لكنني لن أعدك حينها أنك لن تجد نفسك في أعماق المأسورين مثلي.

* فقط افعلها وارحل.
 

كان في كل مرة يعد نفسه بالرحيل ثم يعود.. لكنه في هذه المرة وقبل أن يغادر الكرسي المقابل للمرآة.. كتب على ما صنعته أنفاسه الساخنة.. نربي الأمل أو ربما يربينا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.