شعار قسم مدونات

السينما الجزائرية.. متى تنهض؟

Blogs - Movies

عرفت الجزائر السينما منذ الاستعمار الفرنسي، حيث كان الأخوان (لوميير) أول من وثقا للعالم جمال الجزائر وهي تحت وطأة الاستعمار، وكان لمناظرها الخلابة دورا في استقطاب العديد من المخرجين المشهورين في الأفلام الصامتة ومنهم (جاك فيدر) وفيلمه "الأتلنتيد" وكذلك (جان رنوار) مع فيلمه "البلد"، ومع بروز الأفلام الناطقة في أوروبا صوّر المخرج (جوليان دوفيفيه) فيلم "غولغوطا" سنة 1934 وكذلك صوّر المخرج (كريستيان جاك) فيلم "واحد من الكتيبة) عام 1937، وصُورت بعد الحرب العالمية الثانية الكثير من الأفلام لكنها كانت أقل شهرة.

بعد سنة 1954 ظهر أول فيلم وثائقي من إخراج (رونيه فوتي) بعنوان "الجزائر تحترق" وكان هذا المخرج قد إلتحق بصفوف جبهة التحرير الوطني. وفي سنة 1957 أنشأ (جمال شاندرلي) و(محمد لخضر حامينا) و(أحمد راشدي) خلية للإنتاج السينمائي لخدمة الثورة.
 

أنا لا أعتبر كل هذه الأعمال ضمن السينما الجزائرية، لأنها ملك لفرنسا وإسهامات الجزائريين فيها قليلة لهذا لن أطيل الكلام عن السينما في فترة الاستعمار.
 

السينما الجزائرية كانت حافلة بالأعمال والإنجازات، لكنها تمر الان بحالة ضعف فقد تحولت أنظار المشاهد للسينما الأمريكية لأن السينما الجزائرية لم تلبي رغباته.

كانت الانطلاقة الرسمية للأفلام الطويلة بعد الاستقلال مع الفيلم التاريخي "الليل يخاف من الشمس" للمخرج (مصطفى بديع) سنة 1965، و"ريح الأوراس" للمخرج (لخضر حامينا) الذي فاز بجائزة أفضل عمل سينمائي في مهرجان كان 1966 وجائزة أحسن سيناريو في مهرجان موسكو لعام 1967، كذلك سنة 1970 تفوق المخرج (لخضر حامينا) بفيلمه "حكايات سنين الجمر" الذي كان أول فيلم إفريقي يفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي.
 

معظم الأفلام كانت تحكي قصص الكفاح في فترة الاستعمار، وبفضلها ساهمت في صعود مؤشر الانتاج السينمائي كما تكفلت الحكومة الجزائرية بالتسويق للأفلام وتوزيعها. الحكومة الجزائرية ساهمت في إنتاج الأفلام حيث أنشأت المركز السمعي البصري الذي فتح باب الشهرة للعديد من المخرجين مثل (أحمد راشدي)، وكذلك أنشأت المركز القومي للسينما الذي أشرف على كل النشاطات المتعلقة بالسينما كالإنتاج والتوزيع والعرض وتكوين المخرجين.
 

تفتقر السينما الجزائرية الى الإمكانيات في إخراج أفلام عالمية لذا الإنتاج المشترك فتح لها نافذة الشهرة في المهرجانات الدولية، مثل فيلم "معركة الجزائر" الذي أخرجه الإيطالي (جيلوبينتكورفو) وقد حصل الفيلم على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية لعام 1966، وأيضا تم إنتاج العديد من الأفلام التي نالت عدة جوائز، وكان فيلم "زاد" للمخرج الفرنسي (كوستا غافراس) الذي تحصل على جائزة الأوسكار لفئة الأفلام الأجنبية.
 

من جهة أخرى نالت الأفلام الكوميدية اهتمام المشاهد وبداية مع فيلم "حسن طيرو" للمخرج (لخضر حامينا) سنة 1968 وفيلم "عطلة المفتش الطاهر" للمخرج (موسى حداد) سنة 1972، وفيلم "التاكسي المخفي" للمخرج (بن عمر بختي) سنة 1989.

في السنين الأخيرة أُنتجت عدة أفلام ومنها "الخارجون عن القانون" للمخرج (رشيد بوشوارب) سنة 2012 وقد ترشح هذا الفيلم لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، كذلك فيلم "مسخرة" للمخرج (إلياس سالم) سنة 2008 الذي اختير كأحسن فيلم في مهرجان قرطاج السينمائي، وأخيرا فيلم "الوهراني" لنفس المخرج إلياس سنة 2014 الذي أثار ضجة واسعة.
 

السينما الجزائرية كانت حافلة بالأعمال والإنجازات، لكنها تمر الان بحالة ضعف فقد تحولت أنظار المشاهد للسينما الأمريكية لأن السينما الجزائرية لم تلبي رغباته وكذلك انتشار القنوات التلفزيونية التي تعرض الأفلام الأوروبية والأمريكية، وللأسف كان طمع المخرجين الجزائريين في الشهرة والجوائز وكل هذا التحول العميق في السينما العالمية لم يلفت انتباههم بل كان همهم الشهرة في المحافل الدولية .
 

جل الأفلام الجزائرية الحديثة العهد تعرض أولا خارج الجزائر، إما في المهرجانات الدولية أو في قاعات العروض العادية ولا يتعرف عليها الجمهور الجزائري إلا بعد مرور مدة قصيرة وأحيانا طويلة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.