كسر التابوهات هو عنوان جذّاب ومصطلح له بريق يُطلق على كل من يهدم بناءً سابقاً بدعوى أنه بُنى على وهم أو باطل أو خرافة! وبالتالى يقوم كاسر التابوه ومعه مجموعة من المهللين والمشجّعين باستخدام العصى والسِّنج والهروات تحت عناوين شتى قليل منها ما يتم كسره تحت يافطة البحث العلمى وكثير منها يتم كسره بشيكات مقبولة الدفع، أو بالمراهقة الفكرية أو لمجرد التقليد حيث لا يجد هؤلاء متنفساً لشهواتهم سوى عن طريق السير فى مسارات المقاومة لهوية الأمة دون أن يدري!

كسر التابوه يبدأ بتسوية الأديان ويمر بالتسوية بين الحق والباطل فى كل شيء حتى تصبح كل الأشياء نسبية وأن الحقيقة المطلقة هى فى رأسك فقط! كسر التابوه لابد أن يمر بالطعن فى القرآن وضرب الآيات ببعضها بجهل وسفه، وكذلك الطعن فى مصادر السنّة وعلى رأسها البخارى والتعامل مع الأحاديث بلغة الجهلة لا بلغة البحث العلمى حتى صار أسافل الناس يطعنون فى أحاديث صحيحة لأن جاهل باللغة العربية شككهم فيها!

كسر التابوه لابد أن يمر بالطعن فى أئمة الدين خصوصاً الفقهاء والمحدثين كأبى حنيفة ومالك والشافعى وأحمد والبخاري ومسلم وغيرهم وتصوير أن هؤلاء جميعاً اتفقوا على الجهل والخرافة وأن زمانهم غير زماننا ولابد من نسف تراثهم والتعامل بعقول الجهلة الجدد مع النصوص الشرعية حتى نؤسس دين جديد لا علاقة له بهذا القديم!

كسر التابوه لابد أن يمر بهدم جميع العلماء والحط منهم والطعن فيهم وللأسف لم يأت هذا الطعن من العلمانيين أو اليساريين أو النصاري وفقط بل أتى كذلك من داخل المهتمين بالعلم الشرعى تحت دعوى التقييم العلمى وبيان الحقائق وعدم دفن الرؤوس فى الرمال حتى غطت الرمال الجميع!! وذلك بجهل فاضح لحقيقة المؤامرة التى تحاك بالمنطقة وسُبل التغيير المتنوعة للبنية الأساسية لمجتمعاتنا سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وضرب المكونات الصلبة للمجتمع فى مقتل حتي ينتقل المجتمع لحالة جديدة تتميز بالتسارع نحو التحرر من قيود الشريعة لتيسير التعامل مع الفواحش ما ظهر منها وما بطن، بدعاوى متعددة تحت يافطة الحريات أو يافطة الحاجة والعَوَزْ، أو تحت يافطة الإسلام الوسطى الجميل والذى لا يمنع داعية أن يتراقص بهدوء على نغمات الجيتار الذى يمسك به فى رقة ونعومة تناسب الوضع الجديد!

كسر التابوهات لابد أن يمر بإظهار كل ما كان مخفياً وإباحة كل ما كان ممنوعاً فالبوى فريند والإنجاب بدون زواج والجنس الثالث والرابع وشرب جميع المسكرات وغيرها لابد أن تمرر في هذا الظرف التاريخى والذى يتم فيه كسر التابوهات القديمة لنمرر التابوهات الجديدة ليتحول المجتمع من مجتمع شرقى لمجتمع قد ضلّ الطريق!

الموضوع طويل ومتشعّب ويحتاج إلى كتاب، بل كُتب تدرس وتبين خطط القوم وكذلك توضّح للسذَّج الذين يسيرون فى ركب هؤلاء – ولو بنية صالحة – أن كسر التابوهات يحتاج إلى وعي زائد لا إلى تنظير سخيف ومعه فريق من المهللين يصفقون على الفاضي والمليان للضيوف الجلوس في استديو الحياة الواسع!