شعار قسم مدونات

عصر الخدع الكبرى

blogs - isis
ليس غريبا هذا المصطلح "الخدع الكبرى" على الأذهان لأنه يجذبها إلى عالم السينما وصناعة الأفلام. ولكن الغريب الذي سنكتشفه لو جذبنا هذا المصطلح إلى عصرنا وواقعنا لأننا حينها سندرك تماما أن الوضع القائم في بلادنا نحن المسلمين هو خدع كبرى تصيغها أيادي خفية وتنفذها أيادينا – من حيث لا نشعر قطعا – وأن أمواج الفتن التي تعصف بنا إنما هي صناعة مخرجين محنكين.
هلم معي إلى الوقوف على خدعة من هذه الخدع وانظر إلى أبطالها الذين هم "نحن".

خدعة داعش: عصابة صنعت في زمن مضطرب وفي بلد مضطرب آنذاك وطبل لها بعضنا من المسلمين وانزلقوا في مستنقعهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، أوامرهم يتلقونها مما لا يعرفون من قياداتهم العليا والتي يعلم الله من أي بقعة تصدر تلك الأوامر فينفذونها حرفيا ولو كانت في سفك دماء أهليهم وأناسهم. فالقاتل منا والمقتول منا وسلاح القتل من أموالنا وهم يزعمون أنه "ديننا". معاذ الله. أن يكون أكمل دين في الأرض وأتم نور أنزله الله هو هذا!
 

خدعة تمتزج بأخرى وتستأصل أخرى ليعوض عنها ببديل من نفس الماركة ولكن شتان ما بين هذه الخدع وما يخطط له في أفكار طباخي المطابخ المظلمة والأروقة الخفية.

ولم تنته خدعتنا هنا بل انبسطت أثارها لتشمل من نجا منهم ليطلق لسانه في الطعن في دينه والتجاوز على شعائره وكأن هذه الشعائر لداعش المجرمة، فابتعدنا بأنفسنا عن ديننا بحجة محاربتنا لداعش فخسرنا حبل الله وسبيل النجاة وما ربح إلا "المخرجون وصناع الأفلام الواقعية".

وقس على هذا خدعا وخدعا يصوغها هم ونمثلها نحن وهم بذلك قد اصطادوا عصافير بحجر واحد، تلك هي قضيتنا وهذا هو دورنا وبإمكان شعوبنا أن تتقمص عدة أدوار لكي ينجح من يعمل وراء الكواليس من أجل إحراق أكبر عدد منا في أسهل الطرق وأصعبها.

لم يمر وقت كثير على مسرحيتنا ولكننا خسرنا الكثير من الممثلين وللأسف سياسة الكاتب وصياغة السيناريو تتطلب ذلك في ظل ظروف مبهمة يسعى من يقف وراءها إلى تأجيج الأوضاع وتغيير طبيعة المناخ المهيمنة على بلد كان في زمن يعيش في عصر ذهبي من التآخي والتعايش واللحمة وأصبح بين غمضة عين وانتباهتها يتكالب بعضه على بعضه الآخر من أجل إرضاء شركات الإنتاج كل حسب ما قد وضع بصمته على شروطها وأي شروط تلك بئس الشروط التي تجعل من إسالة الدم أمر مستحب لا بل واجب عند البعض ويدفع الفقير في بلدي أو باقي البلدان ثمن تلك المؤامرات ولا شك أن لدينا حكومات في سبات عن ما يفعله ما يسمونه هم (الخارجين عن القانون) ما يحلو لهم وما تطيب لهم أنفسهم في جذور هذا البلد الا وهو الشعب المسكين.

خدعة تمتزج بأخرى وتستأصل أخرى ليعوض عنها ببديل من نفس الماركة ولكن شتان ما بين هذه الخدع وما يخطط له في أفكار طباخي المطابخ المظلمة والأروقة الخفية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.