شعار قسم مدونات

منظمة التحرير الفلسطينية.. إكرام الميت دفنه

blogs- منظنة التحرير
 
على ما يبدو فإن العضوية الدائمة للشعب الفلسطيني داخل المسرح السياسي العالمي والإقليمي والمحلي هي قدرهم الذي أجبروا عليه ولا مناص لهم منه، هذا المسرح الذي يكون فيه هذا الشعب هو الممثل للدور الرئيسي، وهو المشاهد في الدرجة الأولى، فلا يكفي الشعب الفلسطيني المسرحية الهزلية التي يعيشها منذ ما يقارب ثلاثة عقود، والتي تسمى بعملية السلام وحل الدولتين، حتى تخرج لنا القيادات السياسية الفلسطينية بمسرحية جديدة تسمى هذه المرة بالمصالحة وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، حيث نعيش أحداث هذه المسرحية منذ ما يقارب خمس سنوات.

ففي هذه الأيام تطل علينا وسائل الإعلام باتفاق فلسطيني داخلي عن محاولة أخرى لتجديد منظمة التحرير، وإجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، تشترك فيه جميع فصائل العمل الفلسطيني. فالقيادات السياسية الفلسطينية ما زالت مصرة على إبقاء منظمة التحرير داخل غرفة الإنعاش، مع علمهم التام والكامل من خلال تجاربهم ومحاولاتهم المتكررة أن إحياء هذه المنظمة أصبح من رابع المستحيلات، لأسباب كثيرة أقل ما يقال فيها أنها لا تتوافق مع مصالح من يتصدر المشهد السياسي الفلسطيني في هذه المرحلة، وهي حركة فتح وقيادات السلطة الفلسطينية.

بأي منطق يبقى الخائن لشعبه شريكا سياسيا للمقاومين والشرفاء، ومنذ متى يعجز المقاوم الذي ضحى بكل شيء عن أن يخلق هيئة أو مؤسسة تمثله!

وهذا الأمر يدفع المواطن الفلسطيني إلى أن يقف حائرا أمام هذا السلوك السياسي، الذي ليس له أي تفسير منطقي، وعلى وجه الخصوص من قبل قيادات حركة حماس، صاحبة التجربة الكبيرة في التفاوض مع قيادات السلطة الفلسطينية وقيادات حركة فتح، والتي كانت دائما تصل إلى طريق مغلق، بسبب نقض وعدم تطبيق الاتفاقيات الموقعة من قبل قيادات فتح.

وهنا نتساءل ما هو سبب إصرار قيادات المقاومة الفلسطينية على إنعاش هذا الجسد، وعلى التعامل مع من فرط بكل وضوح في الثوابت الفلسطينية، وكان سببا لهذه الحالة المترهلة التي تعيشها القضية الفلسطينية في هده المرحلة، وهل من الجائز لأي شخص أو هيئة مهما كانت مكانتها وتضحياتها للقضية أن تفرض علينا أشخاصا أو فئات أقل ما يقال عن سلوكهم إنه خيانة.

فبأي منطق يبقى الخائن لشعبه شريكا سياسيا للمقاومين والشرفاء، ومنذ متى يعجز المقاوم الذي ضحى بكل شيء عن أن يخلق هيئة أو مؤسسة تمثله، وتحقق أهدافه المشروعة وتطلعاته في التحرر من الظلم والاحتلال.

وهنا نود القول إن منظمة التحرير ليست مكسبا لشعبنا، بل هي عبء علينا، لأنها أصبحت عبارة عن مؤسسة ربحية ومملكة مقسمة بين تجار الثورات، لذلك فالأجدر بنا أن نترك هذا الجسد المسجى، والذي أعياه الفساد وأردته الخيانة، حتى يلقى نهايته المحتومة، فكل جهد يبذل في إعادة إحياء هذا الجسد هو هباء، وإضاعة لوقت وتضحيات هذا الشعب، فلا يصلح العطار ما أفسده الدهر.

وعلى قيادات الشعب الفلسطيني أن تنشغل بما هو أنجع وأجدى لهذا الشعب، فمن باب أولى أن تتجه هذه الجهود لإنشاء جسم جديد يمثل هذا الشعب حق التمثيل، ويحقق له طموحاته وأهدافه التي قدم من أجلها الكثير.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.