شعار قسم مدونات

فسيلتنا طريقنا للنهوض

فسيلة
لا يتعارض الدين مع الدنيا، وإن خطر إليك ثمة تعارض، فهذا من تلبيس الشيطان ليغويك ويبعدك عن الدين، لتأخذ ما هو مقدر لك أن تأخذه، من سعادة ورزق بطرق غير شرعية. سوف تنال ما هو مقدر لك مهما طال الوقت، أما الطريقة التي ستناله بها، أنت من تحددها، فلا تتعجل. إن العمل النافع للنفس وللمجتمع هو ما يفيدك في دنياك وفى دينك، إن أحسنت النية واخترت الطريق الصحيح، وهذا نوع من أنواع العبادة لله، يؤجر عليه من فعله، وهو نفع أمته و الناس أجمعين.

ففي الحديث الذى أخرجه الطبراني في الكبير وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل". والحديث حسنه الألباني، فإن كنت من أنفع الناس، كنت من أحبهم إلى الملك سبحانه وبحمده.
 

بعد المرور بأزمة، ينقسم الناس إلى تسعة أصناف وهم "المشاهدون – الحالمون – المتألمون – المتشائمون – المنتقمون – المترددون – المنتفعون – الثابتون – المبادرون"، وأنا هنا من أجل الحديث عن الصنف الأخير، ألا وهو "المبادرون".

وفى الحديث أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال: "إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها ". أخرجه البخاري ـ في الأدب المفرد ـ من حديث أنس بن مالك. هذه فسيلة -عود صغير يقطع من شجرته ليغرس من جديد- أوصى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم"، أن من استطاع غرسها فليغرسها، وفيه دليل واضح على محاولة الإتيان بالعمل النافع إلى النفس الأخير. فنحن الأن نعانى من نقص في أعداد أولئك الذين يعملون لأجل نفع غيرهم، وعلى صوت ال "أنا" تسود الأنانية، وبمثل هذا لا تفيق الأمم من كبوتها، فقد مررنا بأزمات كثيرة، ونريد حلا للخروج منها حتى ننهض ونساير الأمم.
 

يصنف "أحمد خليل خير الله" الأشخاص بعد المرور بأزمة إلى تسعة أصناف وهم "المشاهدون – الحالمون – المتألمون – المتشائمون – المنتقمون – المترددون – المنتفعون – الثابتون – المبادرون"، وأنا هنا من أجل الحديث عن الصنف الأخير، ألا وهو "المبادرون"، وهم كما عرفهم ووصفهم بأنهم: "سادة المواقف، صناع القرار، رواحل الأمة، ملح البلد، يقودون الأحداث، يفصلون بين الحدث ورد الفعل، يعملون، يوحدون، يملكون الرؤى، تزيدهم الأحداث صلابة، وتزيد الأزمات من تألقهم" هم أهل المبادرة.

فإن كنت من الواقفين على هذه الثغرة من الشباب المسلم الذى ندر في وقتنا الحالي، كنت من الفائزين في الدنيا والأخرة، وكنت من أحب الناس إلى الله تعالى.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.