شعار قسم مدونات

وقل رب زدني علما

blogs - library

إن حضارة الإسلام قائمة على قواعد العلم وهدى العقل. الإسلام ربط بين التفكير المنطقي والشعور الذاتي ودعا للانفتاح على علوم العصر وأفكاره وتطوراته وثقافته.
 

بالعودة للماضي نجد أن الأمة العربية امتلكت أصالة العلم وكانت قرطبة تضم مكتبة تحتوي على نحو ستمائة ألف مجلد في مختلف العلوم والفنون والآداب.
 

يعني هذا اهتمام الأمة العربية بالعلم. ولو نظرنا لقيمة الخطاب القرآني في ماهية التقدم مقابل التأخر لوجدنا قوله تعالى "لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر" (المدثر 37).
 

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة". (رواه مسلم).
 

ألم ننظر لكيفية ارتباط الإنسان بالمعارف منذ عهد آدم عليه السلام لقوله تعالى: "وعلم آدم الأسماء كلها" ( البقرة 31).
 

غياب التعليم الإيجابي أفرز فجوة هائلة بين الإنتاج والاستهلاك وكأننا نتجاهل أن الله عز وجل ميز الإنسان بالعقل.

وآدم عليه السلام ورَّث نبوة العلم جيلا بعد جيل لأن القدرة على التعلم بل واكتساب المعرفة ميزة أساسية في الإنسان وضرورة من أجل استمرارية وجوده. والعلم والتقنية من روافد المعرفة الإنسانية ومن ضرورات الوجود الإنساني.
 

وغياب التعليم الإيجابي أفرز فجوة هائلة ما بين الإنتاج والاستهلاك وكأننا نتجاهل أن الله عز وجل ميز الإنسان بالعقل ودعاه لتحمل المسؤولية وأثنى على العلماء. قال تعالى "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُون" (الزُّمر9).
 

وقال تعالى "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" (المجادلة 11 ). وبين أن من يخشاه حق الخشية هم العلماء، فقال تعالى "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ" (فاطر28).
 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من خرج في طلب العلم كان في سبيل الله حتى يرجع" (رواه الترمذي).
 

ولو عدنا لتاريخ العلم والعلماء نجد أن القرن الخامس الهجري شهد انتشار المدارس التعليمية.
 

السنوات تتوالى والعلم له تأثيراته في كل مجالات الحياة. التعليم في العالم المتقدم حقق قيمة الحركة في الحياة الإنسانية بعلاقات متوالية التقدم والتطور. ونحن عربيا دول نامية وكأنه ليست لنا أهدافا تنموية حقيقية، فلا نجيد سياسة تعليمية تخطيطية متوازية بالرغم من الطلب على التعليم. وهو طلب في كل البلدان المتقدمة والنامية.
 

أنفق العرب عشرات المليارات على التعليم وفي الوقت ذاته تتزايد البطالة بين المتعلمين من الشباب.

تفتقد الأمة العربية تعليما يفرز نجاحا تكنولوجيا يجيد التعامل مع عصر المتغيرات بالثورات العلمية والمعلوماتية.
 

والأمة تمتلك توحد اللغة والعقيدة والتاريخ. لكن هل تكاملت بعض مشاريع التعليم العربي؟
 

وهل تعليمها حقق الإسراع في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية مما يساعد على الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة وتوسيعها وتحقيق النمو المتوازن داخل كل بلد عربي، وهل مخرجات التعليم العربي ساهمت في رفع الكفاءة الاقتصادية ومستوى الإنتاج؟
 

لقد أنفق العرب عشرات المليارات على التعليم وفي الوقت ذاته تتزايد البطالة بين المتعلمين من الشباب العربي.
 

 والبطالة تعني غياب فرصة العمل المستقرة للشباب، كما أن القطاع الخاص العربي أو مسمى الاقتصاد الحر لم يحققا فرص العمل المنشودة والبطالة في غالبيتها من الشباب، حتى أصبحنا لا نعرف هل التعليم يتحكم في سوق العمل أم العكس.
 

تعليمنا العربي متنوع ما بين حكومي وخاص ولغات وديني، وبين هذا وذاك انخفضت قيمة الشهادات الدراسية العربية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.