شعار قسم مدونات

كيف تصبح بائع توابيت؟

blogs - sell buy
دائما ما تنعكس المرآه الاجتماعية فى الحياة اليومية بالأشياء ذات العلاقة بالواقع الاستهلاكي والشرائي خاصة فيما يتعلق بالمنتجات التى لا تعتبر ذات رابطة مباشرة بالتغيرات الزمانية أو المكانية، أو فيما يتعلق بحياة الناس بشكل مباشر، ولمحاولة فهم هذا يجب طرح سؤالين بسيطين قد يؤديان إلى اكتشاف ما.

الأول ما الذى يفكر فيه الناس وما الذى يشغل اهتماماتهم؟ والثاني ماذا يدور فى المواد الإعلامية وخاصة الطريقة الدعائية المباشرة أو الغير مباشرة المرتبطة باهتمامات الأشخاص العاديين أو باهتمامات أشخاص معينيين من فئات خاصة مستهدفين من قبل حملات دعائية موسعة أو مواد إعلامية مرتبطة بالتأثير النفسي الغير مباشر، وعادة مثل هذا النوع قد يحتاج بعضا من الوقت لفهم ماذا يدور وما هى أساليب الديكورات الإيحائية المستحدثة.

لفهم ذلك دعونا نطرح بعضا من الأسئلة البسيطة، أيهما أكثر قدرة على تسويق منتجاته بائع الذرة الفشار أم بائع الحلوى؟ وأيهما يستحق أن يجنى المزيد من الأرباح؟

وبرغم كون طبيعة المنتجات التى يقدمها الإعلام قد تكون ذات علاقة أكبر بما يطمح إليه بعض الناس أو الفئات المعينة منهم وبرغم أن الأمر يعتمد كثيرا على تسويق المنتج النفسى قبل المنتج المادى إلا أن الواقع اليومى للأشخاص المختلفين وطبيعتهم فى استهلاك المنتجات المادية المختلفة يمكن أن يعطيا مزيجا من المؤشرات من خلال واقع تأثيرات السوق الإستهلاكى على قطاع الأعمال من إيجابيات أو سلبيات.

إن فهم الآلية التي تتعامل بها الأذرع الإعلامية للمنظمات الكبرى يشكلان أكبر رهان على الطريقة التي يتم بها إدارة عمليات التوجيه بل إن فهم ذلك فى بعض الأحيان قد يصادف أن يشرح لنا كيف أن من يبيعون الحياة لديهم القدرة على أن يقنعونا بضرورة الموت أولا وفى النهاية نقتنع ثم ندفع نقود.

ولكن من هم الذين يبيعون لنا الحياة ومن في الواقع لديه القدرة أن يمنح الحياة أو أن يقنع أحدا بضرورة الموت أولا من أجل الحياة ؟

لفهم ذلك دعونا نطرح بعضا من الأسئلة البسيطة، أيهما أكثر قدرة على تسويق منتجاته بائع الذرة الفشار أم بائع الحلوى؟ وأيهما يستحق أن يجنى المزيد من الأرباح؟

فى رأيى الشخصى وبغض النظر عن بائع الحلوى أو بائع الفشار فإن من ينجح في بيع التوابيت هو من يستحق جني الأرباح الطائلة وعلى من يدفع الثمن البكا، بل إنه يستحق أن تنتشر أعماله حول العالم وأن تحظى شركته بشراكة مع الشركات متعددة الجنسيات لتحظى بتوسيع نطاق الخدمة الجغرافي حتى تشمل جزءا من صحراء الأريزونا الأمريكية، ولكن يبقى هناك سؤال أهم من كل ذلك، إذ كيف سيحظى صانع التوابيت بفرصته لإقناع الناس بشراء التوابيت بتلك الطريقة التي تسمح له بانطلاق أعماله حول العالم؟

اختبار على الهامش:
إذا كنت مسؤولا عن حملة دعائية لشركة تنتج التوابيت فما هى أنسب صيغة دعائية قد تطلب الترويج لها ضمن حملتك المستوحاه من طبيعة الموت.
هل ستكون صيغتك الدعائية اشتري تابوتا الآن فالموت قادم أم تابوت فى اليوم الأبيض سوف ينفعك فى اليوم الأسود؟

فكرة عمل وبيزنس:

وبين حياة وموت وهذا وذاك يبقى السؤال هل الطريقة التي يستخدمها بائع التوابيت لإقناع زبائنه بالشراء هي الأمثل لإقناع الشعوب بضرورة الدفع؟

هناك الآلاف من الدولارات يمكن أن تحققها كأرباح يومية من واقع نظرية كيفية بيع التوابيت لشباب و فتيات فى السابعة عشر من أعمارهن، أنت فقط تحتاج لبعض الموارد المالية لكي تحقق لك النموذج الأمثل فى عملية الهيكلة التى ستحقق من خلالها عملية مبيعات موسعة تعتمد فى أساسها على ضمانات الأمانة والصدق والالتزام بتقديم التابوت فى الموعد المحدد "موعد الموت النهائي" وقد تحتاج أيضا لبعض خبراء التسويق ممن لديهم دراية كافية بالإجابة المناسبة للسؤال الإختباري المتعلق بأنسب صيغة دعائية لبدء حملة إعلانية ناجحة لمنتجات التوابيت. 

الخلاصة:
إذا قررت أن تبيع منتجات متعلقة بالموت فلا يجب أن تخبر الناس بحقيقة اقتراب نهايات أعمارهم.. ثمة طريقة أسمى لإقناعهم بضرورة الشراء، كل ما عليك أن تفعله لتحقيق النموذج الربحي الأمثل لشركتك هو أن تشاهدهم كيف يبيعون الأحلام والكعك والشوكولا للفقراء في التلفاز.

هكذا هي أذرعهم الإعلامية وكيف يستخدمونها في إقناع الناس بضرورة الموت أولا من أجل الحياة، بل إنهم يستخدمون كل الطاقات ويقومون بدراسة الناس وكأنهم يقومون بمسح تسويقي ستكون نتائجه توجيه الدفة للمسار الصحيح وزيادة حجم العوائد والمبيعات بما يعود على المجتمع بالفائدة ، ليتهم يفعلون ذلك ولكنهم قاموا بتسخير كل أجهزتهم الأمنية وأذرعهم الإعلامية من أجل دفع الناس دفعا إلى الموت الحميد ولكن ليت الناس يموتون الموت المريح، بل يجب عليهم أن يشعروا بالألم أولا لأنهم إن لم يشعروا به فسوف تستمر حياتهم ما يعني استمرار المطالب.

وبين حياة وموت وهذا وذاك يبقى السؤال هل الطريقة التي يستخدمها بائع التوابيت لإقناع زبائنه بالشراء هي الأمثل لإقناع الشعوب بضرورة الدفع؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.