شعار قسم مدونات

حفتر وليبيا: أكون أو تكون

blogs - haftar - be or not to be
رفض مجلس النواب الليبي حكومة الوفاق المقترحة وقبل المجلس الرئاسي عبر بيان هادئ ومتزن القرار مؤكدا سعيه لتعديل التشكيلة الوزارية المقترحة وضمان توافق أكبر بشأنها.
 
مجلس نواب منتهي الصلوحية ويستمد شرعيته من اتفاق سياسي يرفض حكومة فوضت للبدأ بأعمالها، في وقت لا يعطي الاتفاق السياسي الأممي للبرلمان حق الرفض وإنما يدعوه لمنحها الثقة بغية ممارسة مهامها لسنة قابلة للتجديد إن لم يستكمل الدستور.

رفض يعزوه نواب البرلمان ورئيسهم عقيلة صالح إلى غياب التوافق بشأن الحكومة وإلى رغبتهم في حكومة مصغرة يقبل بها كل الليبيين.

وهنا بيت القصيد لماذا يصر مجلس النواب على رفض حكومات المجلس الرئاسي؟
لماذا يلهث رئيسه من أجل استرجاع الاعتراف الدولي به وببرلمانه كجهة وحيدة ممثلة لليبيا؟
ولما يصر عدد من أعضائه على حذف المادة الثامنة من الاتفاق السياسي التي بمقتضاها يعد جيش البرلمان وقائده خليفة حفتر منذ منهي الصلوحية منذ أشهر عدة.

لا تخفى مساعي الغرب لحلحلة المسألة عبر القبول بشروط البرلمان بغية التسريع في خدمة مصالحه في ليبيا

قرأت تغريدة لأحد الليبيين يقول فيها "لا حل في ليبيا إلا بزوال حفتر ومن يتحفتر له"، وهذه وجهة نظر منطقية في ظل الوضع الراهن وجدلية موقع الرجل في ليبيا حاليا، فالبرلمان سيقبل اي حكومة يقدمها السراج إذا ما نال فيها قائد جيشه خليفة حفتر المنصب الذي أراده، حفتر الذي يضمر له الغرب الموالي للاتفاق السياسي ما لا يظهر.

حفتر الرجل الذي يحظى بشعبية في الشرق ويرى فيه كثير من الليبيين منقذ البلاد بينما يرى كثيرون في الغرب ومناطق أخرى أنه سبب دمارها وأزمتها.
حفتر الذي لا ترى مصر ليبيا بدونه وتعترف بدعمها العسكري له طامحة في فرض حكم عسكري في ليبيا ككيان موازي لحكمها وداعما لها.

وما النزاع السياسي اليوم برأيي سوى نزاع: أيكون حفتر أو لايكون، لواء متقاعد يوضع مصير بلد تنهشه الأزمات ويهدده الإفلاس بين كفيه.
وقد يرضخ الفاعلون السياسيون أمام الضغوطات بغية ضمان تمرير الحكومة عبر اقتسام الكعكة وترسيخ قبلية يرنو الليبيون إلى القضاء عليها عبر مصالحة وطنية شاملة تجمع الشمل وتطوي صفحة الدولة الفيديرالية التي عفى عليها الزمن.

لا تخفى أيضا مساعي الغرب لحلحلة المسألة عبر القبول بشروط البرلمان بغية التسريع في خدمة مصالحه في ليبيا.

الغرب الذي يرفض الاعتراف بأي طرف عدا المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق اعترفت بعض من دوله كفرنسا وبريطانيا بالمشاركة في العمليات العسكرية التي يقودها حفتر في بنغازي وهو ما يعني أنه لا يثق في نجاح المجلس الرئاسي ما يجعله يمسك من كل طرف بحبل حتى يضمن مكانته ومصالحه مهما آلت إليه الأوضاع، حتى أن وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتلوني كشف عن مبادرة ديبلوماسية أمريكية إيطالية تبحث بناء جسور لتواصل بين السراج وحفتر ينتظر تقديمها منتصف الشهر وإن تلوح في الأفق ملامح فشلها.

بما معناه ان ليبيا توضع حاليا في كف واحدة مع خليفة حفتر أو هكذا يريد مجلس النواب تحت ضغط الرجل؛ لا توافق دونه ولا جيش بغيره ولا دولة في غيابه.
فهل يكون الحل فعلا في "زوال حفتر ومن يتحفتر له" .

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.