ويسيطر هذا الكيان على الغذاء والدواء ومن خلال مكونات تدور في فلكه يقوم هذا الكيان بتوفير الغذاء والدواء بأسعار أدنى من تكلفة إنتاجه حتى توقفت معظم دول العالم من إنتاج الغذاء والدواء لارتفاع تكلفته، وبالمقابل يعوض هذا الكيان خسائره من خلال تجارة المخدرات والخمور واللقاحات ضد الأمراض التي اعتدنا على (إرهاب) العالم بها وضرب اقتصاديات دول العالم من خلالها
ويعتمد هذا الكيان على مجال الإعلام والتكنلوجيا كواجهة له وحصان طرواده للوصول إلى عمق معظم دول العالم.
والحقيقة أن هذا الكيان سيطر على دول كثيرة وفشلت دول كثيرة في محاربته بعد تجذره في معظم مفاصل تلك الدول
الكيان الثاني: تجار السلاح
الحرب بين الكيانات الموازية استمرت منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى 2001 لتتحول الحرب بينها إلى تحالف دولي |
ويسيطر هذا الكيان على تجارة السلاح فهو مجرد مسوق للدول المنتجة للسلاح و وسيط بين البائع والمشتري، فمن خلال مكونات متفرعة منه تعمل كوسطاء يتم عقد صفقات السلاح بين الدول المنتجة والمستهلكة وفي نفس الوقت بين الجهات المتصارعة في ديار الحروب، وقد سيطر هذا الكيان على معظم دول العالم وشكل خطرا كبيرا على الأمن الدولي ولكنه أقوى الكيانات الموازية العالمية والتي تهدد أمن كثير من الدول.
ويعتمد هذا الكيان على مجال التعليم كواجهة له لاستقطاب المقاتليين إلى مناطق الصراع لتنشيط الطلب على شراء السلاح ومصدر تمويل هذا الكيان ووسطائه هو صفقات السلاح مع الحكومات والتبرعات والدعم الحكومي للمليشيات في مناطق الصراع كما شهدناه أبان الغزو السوفياتي والأميركي لافغانستان وفي الغزو الأميركي للعراق و في العزو الروسي لسوريا حاليا.
الكيان الثالث: تجار الطاقة (النفط)
ويسيطر هذا الكيان على تجارة الطاقة والنفط وهو القوة العظمى المحركة للسياسة العالمية كون وسطاء هذا الكيان هم حكومات الدول النفطية وحكومات دول الطاقة النفطية والانخراط في هذا الكيان أمر لا خيار فيه لتلك الحكومات، ويمثل هذا الكيان ما يعرف بالمجتمع الدولي وهو من يحرك الجيوش وأجهزة المخابرات والأجهزة الأمنية لمحاربة تجارة الكيان الأول والثاني. وحيث إن هذا الكيان يهدف للكسب المادي فتجار الطاقة والنفط هم من يحكمون السياسة العالمية حاليا، فإن الواجهة لهم والمآل الأخير لثرواتهم هو العقار.
استمرت الحرب بين الكيانات الموازية فيما بينها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى عام 2001 والتي تحولت الحرب بين هذه الكيانات الثلاث إلى تحالف دولي للسيطرة على باقي دول العالم إلا أن مجتمع التجار مليء بالخيانات كأي مجتمع مكتسب وغير طبيعي.
فبعد إسقاط حكومات عدة من خلال تحويل الدولة لمنطقة نزاع مسلح كافغانستان والعراق منذ 2001-2003 أو من خلال تحريك الشارع ضد تلك الحكومات كما حدث بعدة دول عربية في 2011-2013 والتي أسقطت حكومتين مصرية وحكومة تونس وحكومة ليبيا ومازالت الحرب قائمة باليمن و سوريا.
إن حجم الأرباح التي حققتها الكيانات الموازية من خلال اختراقها لحكومات مختلفة خاصة الحكومات العربية تتجاوز الترليونات من الدولارات من خلال سرقة النفط أو تجارة المخدرات التي انتشرت فيما يسمى دول الربيع العربي.
بل إن مصالح تحالف هذه الكيانات الثلاث أدى لتهجير سكان سوريا في أضخم عملية متاجرة بالبشر تتبناها حكومات ومنظمات أممية، إن تحالف الكيانات الثلاث سيطر على معظم دول العالم من خلال واجهة كل كيان وهي (الإعلام-التعليم-العقار).
ومن خلال هذه الواجهات الثلاث يعمل تحالف الكيانات الثلاث على اختراق دول جديدة وأهمها ما تبقى من ممالك العرب.. المغرب والأردن ودول الخليج، ومن أهم هذه الدول هي المملكة العربية السعودية.
وزارة التعليم السعودية أنتجت جيلين من الشباب والشابات دون مستوى متطلبات سوق العمل وقامت بضخ أعداد مهولة من الشباب والشابات بلا أسس تعليمية |
السعودية تواجه حربا ضروسا مع هذه الكيانات الثلاث من خلال التصدي لتجارة المخدرات والإرهاب وغسيل الأموال، وقد اخترقت فعلا السعودية من خلال أوجه هذه الكيانات الثلاث (الإعلام-التعليم-العقار) فسيطرت على ثلاث وزارات في الحكومة السعودية وهي وزارة التعليم ووزارة الإعلام ووزارة الإسكان.
وزارة الإعلام السعودية عملت بشكل متسرع جدا لبناء صورة نمطية للشاب والشابة السعودية لإعادة توجيههم إما للفساد الأخلاقي أو الفساد الفكري، وقد نجحت وزارة الإعلام السعودية في بناء صورة نمطية عن السعوديين بأنهم شعب همجي وغير مؤهل ومفكك اجتماعيا وأنه شعب من السهل استفزازه، وقد نجحت بإظهار السعودي بشكل مزر.
وزارة الإسكان وهي متأخرة جدا وقد حققت فشلا كبيرا خلال السنوات العشر الماضية ويسيطر على هذه الوزارة عقاريون سعوديون وأجانب أيضا وتشاركهم (بالمصلحة) بنوك محلية وخليجية.
أي أن 10% من المواطنين السعوديين سيكونون تحت رحمة هذا القرض لمدة 15-20سنة، أي تحت خط الفقر بناء على ما سيتبقى لهم من دخلهم الشهري أمام غلاء الأسعار واحتياجات الحياة.
وبرأيي أن الحل عند الحكومة السعودية في خطوتين:
1- الاستمرار على ما لديها من إجراءات لمواجهة وإفشال مخططات هذه الكيانات الثلاث.
2- فتح السوق السعودية مع دول الخليج التي تفوقت علينا في التجارة الحرة ومواكبة العصر.
3- المسارعة في تنفيذ المشاريع والبرامج لتحقيق رؤية السعودية 2030.
فإن لم تفعل ذلك أو تأخرت فيه فإن صناعة السعودية الفاشلة وازدحام شوارع العاصمة الرياض بسبب مليونية العاطلين والفقراء أمر حتمي يسابق الزمن، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد اللهم هل بلغت اللهم فاشهد اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
في الختام؛ إن وزارة الإعلام تنتظر سقوط الجمل، ووزارة التعليم تستعجل سقوط الجمل، ووزارة الإسكان تدمر من يحملون الجمل.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.