شعار قسم مدونات

زمن التدوين الجميل

blogs - tahrir
كانت البدايات في مطلع عام 2007 ، اي منذ عشر سنوات تقريبًا من خلال موقع التدوين التابع لجوجل، تحت مسمى " مدونة محمد الشاعر" حيث تنوع المحتوي ما بين تغطيات إخبارية، يوميات، حفلات فنية وخواطر شخصية.
 
كانت المدونة بالنسبة لي بيتي ومجتمعي الذي أعبر فيه عن جل ما يجول في خاطري ويشغلني بالشكل الذي أريده، وكنت دائمًا أُسر بتعليقات الزوار وأتفاعل معهم، كنت أقطع المسافات لحضور ندوة شعرية أو حفل غنائي.

أتذكر روابط التدوين، مثلاً رابطة مدوني الدلتا وكيف كنا نلتقي بشكل منتظم بنادي أطباء المنصورة وكانت هذة اللقاءات بمثابة روابط فنية وأدبية وسياسية من الطراز الأول.

كافة الحركات المعارضة لنظام المخلوع مبارك كان بنيانها من شباب المدونين، اذكر المؤتمر الأول لحركة كفاية وحضور الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري

نحن المدونون أول من بدأنا حملات توقيع لخلع الرئيس المخلوع مبارك، ودعونا لإضراب عام في 4 مايو 2008 ومن ثم دعونا لإضراب 6 إبريل المشهور.

كان سلاحنا هو الكلمة والصورة لذا تم إعتقال العديد من المدونين في هذة الحقبة من زمن حكم المخلوع مبارك لكن ظل الحراك من قبل ما كان يطلق عليهم " نشطاء الإنترنت " أو المدونين قائمًا رغم التنكيل بهم
ومع التعتيم الإعلامي لأي حراك معارض لنظام مبارك أنذاك كان البديل هو المدونات، أو ما ينشر علي الإنترنت من صور وأخبار، فاتجه العديد من الشباب لإستخدام الإنترنت في التدوين ونقل الصورة.

كانت قهاوي وسط العاصمة هي ملتقي المدونين ونشطاء الإنترنت، يتبادلون الأخبار والصور والفيديوهات، يرتبون لفاعليات هنا وهناك " هذة القهاوي أغلقت من قوات الأمن بعد الإنقلاب العسكري في مصر"
خرج من رحم المدونات إعلاميين وكتاب وروائيين، لكن مع الوقت للأسف لم يعد زمن التدوين جميلاً كما كنا نعيشه، وكانت هناك أسباب عدة منها ظهور وسائل التواصل الإجتماعي الحديثة.

كافة الحركات المعارضة لنظام المخلوع مبارك كان بنيانها من شباب المدونين، اذكر المؤتمر الأول لحركة كفاية وحضور الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري والكاتب بلال فضل والشاعر عبد الرحمن يوسف والعديد من الشخصيات الإعلامية المعارضة وقتها.

ورغم اتجاه العديد من المدونين إلي عالم الصحافة والميديا إلا أن التدوين ظل فترة حكم المخلوع مبارك مستمرًا وتنوع المحتوي المقدم من المدونين في شتى المجالات لكن للأسف مع ظهور مواقع التواصل الإجتماعي وإنتشارها مثلا " الفيس بوك " فقدت هذة المدونات أهميتها وقل المحتوي الثري من التدوينات.

ومضت السنوات وكانت الصورة والفيديو عنصر محرك وأساسي لثورة يناير، فالجميع يتذكر فيديوهات دهس المواطنين التي بثها مدونون ونشطاء عبر الإنترنت وكذلك الصور والأخبار التي كانت تنشر فقط عبر شبكات التواصل الإجتماعي وقتها .

ورغم أن فترة التدوين صدرت للمجتمع المصري العديد من الرموز الشبابية في شتي المجالات وقدمتهم لوسائل الإعلام إلا أن التدوين لم يأخذ حقه بالشكل الكافي في المجتمعات العربية، لذا أجد أن مدونات الجزيرة لمن يهوى الكتابة والتدوين جاءت في توقيت مهم نفتقد فيه إلي المحتوي الغني في شتى المجالات.
وفي أول تدوينة أو مقال لي عبر موقع مدونات الجزيرة أود أن أشكر القائمين على هذة التجربة الذي نسأل لها التوفيق والسداد.

وسأسرد لكم ذكريات التدوين التي عشتها خلال ما يزيد عن خمس أعوام في شوارع القاهرة .. واتمنى أن يعود زمن التدوين الجميل ..

تحياتي

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.