شعار قسم مدونات

ارفعوا أيديكم عنا.. لسنا مرتزقة..

blogs - aja
لا يمكن للوطنية أن تقاس بأي شكل من الأشكال وليس من حق أي شخص منح صكوك الوطنية.. ولست مطالبا بتبريري وطنيتي فأنا وطني وأحب تونس حتى النخاع.. لست مرتزقة ولم أبع وطني من أجل المال.. أعمل بشبكة الجزيرة الإعلامية وأفخر بالإنتماء لها ولا تعنيني حملاتكم الشعواء للحط منها و من مصداقيتها.. وأعلم جيدا أن نفس الصحافيين الذين يسبونها في مختلف المنابر يحسدون محمد كريشان وزملائي ويتمنون في سرهم العمل بها..

انضممت إلى الجزيرة منذ عشر سنوات بعد أن عملت في تونس لعدة أعوام ذقت خلالها الأمرين ولم تكن لطاقاتنا ولإبداعتنا معنا ولا مقابل. وكان الانضمام للجزيرة، بالنسبة لي، ضربا من ضروب الخيال حتى جاء اليوم الذي أعلنت فيه قناة الجزيرة عن وظائف شاغرة. ترددت قليلا ثم أرسلت سيرتي الذاتية وكان الرد بعد أسبوع:

السيد محمد بن عثمان المحترم،
لقد تم قبول ملفكم، يرجى إرسال نسخة من الأعمال Showreel على العنوان التالي….

لا أدري كم مرة قرأت هذه الرسالة، ثلاثين، خمسين مرة وربما أكثر.. أرسلت قرصا ليزريا يحوي جملة من أعمالي المتواضعة في الجرافيكس إلى عنوان شبكة الجزيرة بقطر على البريد السريع مضمون الوصول ورحت أتابع الطرد عبر رقم على الأنترنت حتى وصل الطرد إلى مركز الفرز ثم اختفى هو والرقم من موقع البريد وتلاشى حلمي معهم.. اتصلت بمركز البريد ورجوت الموظفة أن تخبرني بمصير الطرد وأخبرتها أن لا علاقة للقرص بالسياسة في تونس ولا ببن علي.. ثم عاد الرقم إلى المنظومة ووصل الطرد إلى الدوحة.. ولن تتسع تدوينتي هذه لرواية قصتي حول انضمامي لشبكة الجزيرة.

ربما وقعت الجزيرة في بعض الأخطاء والهفوات لكنها كانت دائما منحازة للإنسان وصوتا الشعوب وعينا للثورات العربية..

حيكت حول الجزيرة الكثير من الأكاذيب والأساطير.. أخبروني أن تمويلها إسرائيلي وأقسم البعض أنه لدينا استوديوهات تم جلبها من هوليود لمحاكات أماكن الثورات العربية.. قالو أنه لدينا مدن سورية وأخرى ليبية ونحن قادرون على تصميم مظاهرات لآلاف الاشخاص قصد قلب أنظمة الحكم طيبة القلب، الديمقراطية حتى النخاع.. نعم قالوا الكثير عن الجزيرة وقالو عنا الكثير.. تعرضنا للمراقبة والتفتيش في بلداننا وفي المطارات لكننا كنا دوما نفخر بالإنتماء لهذا الصرح الإعلامي الكبير وكانت وطنيتنا تفرض علينا الإخلاص في العمل وتقديم مادة إعلامية ممتازة..

لست مذيعا ولا صحافيا ولا منتجا وأنا مجرد مصمم جرافيك ولم أحصل على أموال لكتابة تدوينتي هذه ولم يعرض علي أحد الكتابة حول الموضوع. لقد كتبت كلامي هذا بعد أن سائني اتهام الكثيرين لي ولزملائي بالعمالة..

ذاكرتكم قصيرة ولازال التاريخ يشهد بتغطيات وتضحياة الجزيرة.. استشهد الكثير من زملائي وأصدقائي وماتو أمام أعين العالم.. قتلو على المباشر.. اختنقت جيفارا البديري بغاز قوات الإحتلال وجرح الكثير منا وهجروا وسجنوا وأبعدوا عن بلدانهم لكننا لازلنا نحمل نفس الحماس.. نحن نتمي للجزيرة ونريد التميز ونتمنى النجاح لأننا آمنا بها ولأنها عائلتنا..

ربما وقعت الجزيرة في بعض الأخطاء والهفوات لكنها كانت دائما منحازة للإنسان وصوتا الشعوب وعينا للثورات العربية..

مرة أخرى أقول لكم.. لسنا مرتزقة

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.