شعار قسم مدونات

إِنما الأعمال بالنيات.. الثورة أنموذجاً!

blogs - revolution - nyat
أن تُوقِفَ المَشهَد لأنك لم تتمالك نفسك من الضحك فهو أمر وارد جدًا، ولكن أن توقفه لتبحث عن جوابٍ لسؤالٍ طُرِحَ خلال المَشهَد وعَكَّر مزاجك فجأة فيبدو ذلك غريبًا بعض الشيء!
أن يمر عليك شريط ما يسمى بالثورات الربيع العربي، شرارات بداياتها، كرونولوجية مسارها، وما آلت إليه اليوم!

هناك دوافع عدة دفعت من قاموا بالثورة، من قادها مبادرًا.. ومن شارك فيها بأي شكل من الأشكال!

وأن يمر عليك شريط ثورات أخرى، تسمى تحررية، تخص بالذكرى ثورة بلدك، تجعل من ذلك السؤال شرارة للتدبر في شأنها، تحاول المقارنة، لا بين الأوضاع الحالية وما كانت عليه أثناء الاحتلال كما يحاول البعض التمجيد، ولا بين الأوضاع الحالية وما كانت عليه قبل الاحتلال كما يحاول البعض التضليل، بل المقارنة بين الوضع الحالي والوضع الذي "يجب كونه" بعد أن تقوم بثورة بمعناها النظري!

والبداية قبل كل هذا: أن تسأل نفسك نفس السؤال الذي طُرِحَ في المَشهَد: لماذا قمنا بالثورة؟!
ولأن الثورة كأي عمل آخر، يَصدُقُ فيها حديث رسول الله صلة الله عليه وسلم: "إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ ..".. وإنما لكل امرئ "ثائر" ما نوى!

فمن كانت ثورته لله ورسوله فثورته لله ورسوله، ومن كانت ثورته لدنيا يصيبها، فإما أن يصبها.. وإما هي من تصبه!
هناك دوافع عدة دفعت من قاموا بالثورة، من قادها مبادرًا.. ومن شارك فيها بأي شكل من الأشكال!

هناك من آمن بالثورة إيمانًا، وهناك من آمن بها نفاقًا! هناك من توجس منها خيفة.. وهناك من سولت له نفسه المشاركة فيها!
هناك من ثار عن قناعة، هناك من سار مع التيار.. وهناك من قطع عنها التيار!

هناك من تساءل: لماذا قمنا بالثورة؟! وهناك الكثير، من أجاب نفس إجابة عادل إمام في مشهد المسرحية: أنا لا أعلم لماذا قمنا بالثورة!

هناك من ثار دفاعاً عن وطنٍ لا يملك فيه شيئاً، هناك من ثار دفاعاً عما يملك "وعن الوطن كتحصيل حاصل" هناك من ثار دفعاً عن أملاكه و (طز في الوطن)! وهناك من لا يملك شيئاً وثار ليملك الوطن!

هناك من أعلن ثورته بخطة واحدة (إلى الأمام، لاتراجع ولا استسلام) هناك من فكر في خطة بديلة (ب) وهناك من أتم الهجاء!
هناك من ثار من أجل التحرير، وهناك من ثار فقط، ليلبس الحرير!
هناك من ثار ليخرج مستعمر ما، ليسقط طاغية ما.. وهناك من ثار عليهما ليخلفـهما!
هناك من استقوى على الاستعمار بشعبه، وهناك من استقوى بالاستعمار على شعبه!
هناك من حمل البندقية، من حمل القلم، من حمل فكرة، مات بسببها، أو ربما لازال يعاني إلى اليوم، وهناك دخل بديلًا في الدقيقة التسعين، فاكتفى بحمل اسم "ما" لازال ينعم بامتيازاته إلى اليوم!

هناك من كان في الثورة، هناك من لم يكن.. وهناك من تَكَوَّنَ في الثورة!
هناك من تساءل: لماذا قمنا بالثورة؟!
وهناك الكثير، من أجاب نفس إجابة عادل إمام في مشهد المسرحية: أنا لا أعلم لماذا قمنا بالثورة!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.