إن الزواج بشكل عام يعتبر قراراً مفصلياً في حياتك وحياة أناسٍ ستنجبهم لاحقاً، كما أن الزواج في بلادنا العربية يعتبر موضوعاً جوهرياً يثير الجدل في كثير ٍمن خصاله، خصوصاً مع ما يرافقه من فعالياتٍ وعاداتٍ وتقاليد ورثناها عمن سبقونا على هذه الأرض، تلك العادات منها الحميدة ومنها ما لا يصلح لهذا الزمان، ومنها المكلفة والمرهقة جداً.

لكن ما أود أن أوضحه في هذه التدوينة ليس إجراءات الزواج وتفاصيلها، إنما أريد تسليط الضوء على التفكر بالزواج أصلاً، خصوصاً لدى الشباب.. عزيزي الشاب، أرجوك ألا تتزوج أو تفكر بهكذا موضوع قبل أن تضمن الأمور التي سأرويها في هذا المقال:

أن تتزوج معناها أن تقترن بفتاةٍ تحتاج إلى أن تكون أنت بالنسبةِ لها وطناً تسكنه وتلجأ إليه في المواقف السعيدة، ومن قبلها الصعبة، وانتبه للأخيرة جيداً، فإن لم تكن على قدرٍ من المسؤولية وتتمتع بشخصيةٍ قويةٍ ومقبولة لدى الآخرين، فتذكر أن الزواج مسؤوليةٌ لست أنت بقادرٍ على تحملها، واعلم جيداً أن كل امراةٍ طبيعية تحتاج إلى أن تتباهى بزوجها من حيث الشخصية والوضع الاجتماعي وباقي الصفات، وحتى شكله ومظهره، فافحص نفسك جيداً، فإن لم تجد ما تتباهى به تلك التي ستصبح زوجتك، فاترك ذلك الموضوع، فالزواج للشجعان يا عزيزي.

 

أن تتزوج يعني أنك بعد عامٍ من الزواج على أبعد تقدير ستصبح أباً لطفلٍ أو طفلة، وإياك أن تعد ذلك رقماً في قائمة أرقام المواليد لذلك الشهر، فأنت مسؤولٌ عن ذلك الطفل من اليوم الأول لميلاده وحتى لحظةِ وفاته، وإن بلغ من العمر مئة عام، وحتى لو مت قبله بعشرين عاماً فأنت مسؤول وليست تلك بحسبةٍ صعبة، اسأل نفسك جيداً ماذا أعددت لطفلك وهل ستكون قادراً على الإيفاء بكل ما يحتاج حتى يبلغ أشده؟ انظر عزيزي، إن لم تضمن بنسبة مئةٍ بالمئة أنك قادر على الأقل على توفير الاحتياجات الأساسية التي تضمن له حياةً كريمة، فتذكر أنك تجازف بحياة بشر، فلا داعي للزواج أصلاً.

تفحص نفسك جيداً هل لديك الثقافة السليمة لتربية ابنك وتعليمه الحياة تعليماً صحيحاً، أم أن أقصى ما تفعله هو أن تراجع له دروسه المدرسية، ثم عليك أن تضع نفسك موضع ابنك قبل أن تنجبه وتخيل هل سيفتخر بك أم سيكون ابن رجلٍ عادي، أم سيطأطأ رأسه خجلاً عند ذكر اسمك، إن كانت أجابتك الأخيرة فأنصحك أن تتزوج امرأة تطلقت لأنها عقيمة، فلا حاجةً لك بالأبناء.

أما إن تجاهلت كل ما سبق من احتياجاتٍ مادية وثقافية ونفسية، وأنجبت طفلاً سيعيش مقهوراً وقد يسير على خطاك لا سمح الله جهلاً فلقد حكمت عليه بالبؤس والتعاسةِ الأبدية، وعلى من سيجازف وينجبهم إلى هذه الحياة في ظروفٍ سيئة، فعندها تذكر وأنت في قبرك أن كل ما جرى هو من صنيعك، لذلك افحص نفسك جيداً عزيزي قبل أن تتزوح.