الوضع الراهن
حلب تحترق.. الفلوجة أحترقت وانتهت.. التجهيزات على قدم و ساق لإحراق الموصل.. استنفار و استنزاف للسعودية في اليمن.. استنزاف أكثر منه لتركيا بالانقلاب الفاشل اللعين.. الوهابية والإخوان والسلفية ليسوا سنة بعد اليوم بقرار من الإرهابيين السيسي  بوتين بعد مؤتمر غروزني (الذي أخرج هؤلاء من دائرة أهل السنة و الجماعة ووصفهم بالطائفيين كان أقرب إلى تكفيرهم).

غياب الإستراتيجية
ليست هذه أول مرة يتم فيها إحراق حلب (طبعاً ليس بهذه البشاعة الأخيرة) وليست المرة الأولى التي تهدد فيها إيران السعودية (طبعا ليس بهذا السوء و الوقاحة ..). السعودية و تركيا يعلمان علم اليقين أن داعش صناعة مخابراتية روسية وإيرانية في المقام الأول وغربية في المقام الثاني، ولديهما معلومات خطيرة بهذا الخصوص.

وكلاهما يعرفان معرفة يقينية لماذا قٌتل العقيد إلكسندر ليتفننكو عليه رحمة الله ويعلمان الكثير جداً و رغم ذلك لا يتحركان بالاتجاه الصحيح، فالسعودية مازالت تسكت عن "سفهاء" جرائدها التي لم تتوقف في انتقاد الأمة و أقصد بالأمة جماعة الأخوان المسلمين اللذين يحكمون في السودان و تركيا و المغرب و.. وهم من يحمل شرف الملياري مسلم في العالم بالدفاع و الجهاد في وجه الإحتلال الصهيوني للأراضي المقدسة في فلسطين من خلال حركة حماس الأخوانية.

وهم القوة الضاربة في اليمن من خلال حزب الإصلاح اليمني ولديهم تواجد قوي في الكويت و البحرين و السعودية وباكستان والأردن وليبيا وماليزيا وأندونيسيا، بل كثير منهم موجودون في البرلمانات الغربية  الجامعات العالمية، فهم الأمة ومادتها و شبابها وقوتها ولحمها و دمها.

الاستراتيجية هي الأخرى غائبة لدى تركيا فرغم كل ما يعرفه أردوغان عن بوتين لا زال يعول عليه بدل أن يراه عدواً لدوداً يسعى و يمشي إليه وللسيطرة حوله شئياً فشيئاً،  فروسيا تحاصر تركيا من شمالها منذ أن احتلت جزيرة القرم التي تسعى لبناء تواجد عسكري فيها و من جنوبها من خلال السيطرة على الشمال السوري في حلب و ماحولها؛ فالهدف هو تركيا على المدى المتوسط أو البعيد حسب تحليلي المتواضع لأني أعرف أن(الدب لا يهرول عبثاً!

مبررات واهية
أعلم أن السعودية في تطور مستمر ولديها حرية إعلام غير مسبوقة في تاريخها ولكن ليس لحد أن تسمح لمجموعة "متخلفة" لديها في الصحف السعودية و تويتر أن تتجرأ بكل وقاحة على السيد رئيس الجمهورية التركية رجب طيب إردوغان لا لشئ سوى أنه من جماعة الإخوان المسلمين.

وأعلم أن أردوغان يحتاج بوتين اقتصادياً جداً وقد طُعن في الظهر كثيراً من العرب ولكن ليس لدرجة أن يضع كل هذا القدر من (البيض السياسي) في سلة من يريد احتلال بلاده وهو قادر على ذلك خصوصاً بعد أن هدد جون كيري بطرد تركيا من حلف الناتو؛ فإذا حدث ذلك فلننتظر احتلال روسيا لتركيا.

طالما أن الخليج و في القلب منه السعودية مازالت تعول على السيسي -الذي يشحذ الفكة و العشرين قرشاً- و كفر الوهابية والسلفية؛ وطالما أن أردوغان مازال يعول على بوتين فلا أمل في الأفق و لننتظر الأسوء.

لا.. لست أبالغ على الأطلاق عندما أقول إن هدف الدب الروسي و إيران تقاسم السعودية و تركيا فلست أبالغ، فمن الذي كان يتوقع أن تحتل إيران أربع عواصم عربية: صنعاء وبيروت ودمشق وبغداد ؟ و من الذي كان يتوقع أن تكون وقاحة روسيا وصلافتها وصفاقتها لدرجة أن تحتل جزيرة القرم على حدود الاتحاد الأوروبي وأن يتحدى بوتين العالم أجمع و يقتل الأطفال في سوريا بهذه الوقاحة، لايهمه أحد في هذا العالم ولديه كما لدى هتلر؛ نفس العقلية التوسعية التي يمكنها بكل وقاحة أن تقيم حرباً عالمية ثالثة.

الحلف الروسي الإيراني الإسرائيلي الصيني يعمل بتناغم كامل وبأقل عدد ممكن من الخلافات لإعادة تشكيل النظام الدولي وسحب البساط من تحت قدمي أمريكا و أوروبا.

وفي المقابل، فأمريكا حالياً في أضعف حالاتها مع أوباما وستكون أضعف سواء مع هيلاري كلينتون أو ترامب، فالأولى أضعف من أوباما و الثاني أحمق أخرق يحب بوتين ويمكن أن يخدعه في جلسة أُنس واحدة يسقيه فيها بعضا من الفودكا الروسية العتيقة!

أما بريطانيا فلديها همها الاقتصادي مع أوروبا و فرنسا يمكن لها أن تغرق في مزيد من الدم لو أصدر بوتين أوامره لداعش في فرنسا بالمزيد من الضربات في الداخل الفرنسي!

النذير العريان
الحل هو أن تتوحد السعودية و تركيا و باكستان و أندونيسيا و ماليزيا والمغرب و السودان و قطر عسكريا وتتوحد اقتصادياً مع الدول الإسكندنافية.. وبدل الصحف الفاشلة لدى هذه الدول فلتقم بصناعة أفلام هيليودية عالمية توصل للعالم معاناة اللاجئين السوريين والعراقيين واليمنيين بسبب سياسات إيران و روسيا.

ولتقم السعودية و تركيا بإظهار حقيقة التآمر عليهما والمعلومات المغلوطة عنهما المصنوعة روسياً و إيرانياً و إسرائيلياً في الإعلام الغربي من خلال إنتاج أفلام هيليودية؛ توضح حقيقة منهج السعودية الوهابي المعتدل وأنه ليس أكثر من تجديد لعقيدة التوحيد، و لتوضح تركيا حقيقة التنقلاب الفاشل عليها و معاناتها مع اللاجئين السوريين.

وأهم الحلول وأخطرها الآن هو التحرك العسكري بالدول التي ذكرت آنفاً في سوريا و العراق لأنهاء مهزلة داعش وبشار وإنهاء هذا الشلال من الدم قبل أن يصل إليهم.

ولتطمئن هذه الدول فحسب تحليلي ستنسحب روسيا و إيران من المشهد بعد تلقي الهزائم لأنهما قد يستطيعان مواجهة العالم بحرب نووية، ولكنهما لن يتسطيعا مواجهة ملايين من ألسكندر ليتفننكو في داخل روسيا و ملايين من السنة الانفصاليين في إيران.

وعلى السعودية أن تسارع في بيع أصولها في أمريكا التي لا يمكن الوثوق بها بعد اليوم.
أنا لكم النذير العريان.. فإذا لم يكن التحرك الآن فمتى؟ و إذا لم يكن نحن فمن؟