شعار قسم مدونات

الشباب المغاربي وطرق الخلاص الأربع

blogs - morocco
ليس بخاف على أي شاب من أبناء المغرب الكبير هذا السراب الحاجب لآفاق المستقبل عن أعين المتشوقين لتشوف محافل النجاحات المأمولة التي رسمتها له – كذبا – أبواق إعلام ألفت أسماعنا كذبهم وصار التصديق تحت ضغط ختم التخوين والعمالة أو استجلاب الدمار والدم والإرهاب وكل ما يتصوره الذهن من مفاسد ومضار لزاما على الأسماع ، قد صار برهان الصدق المقدم لبيان التصديق بأن كذبهم صدق هو التصريح باللسان والتصديق بالجنان والعمل بالأركان.

الدعوة للجهاد والانضمام إلى الدواعش ظاهرها العذاب ولكن باطنها الرحمة حيث الخلاص من عذاب الفقر بشبهة الموت في سبيل الله وسبيل الله من ذاك براء.

هذا الكلام شواهده من الواقع كثيرة، وليس هذا بموضع بسط ولكن الحقيقة التي صارت تبدو جلية أن الشاب المغاربي اليوم قد ارتاح للخروج من هذا الواقع طرقا وإن اختلفت شكلا فقد اتفقت مضمونا ويمكنها أن تندرج تحت عنوان عريض ارتضيته لجمعه المعاني واحتوائه لشباب مغربنا الواحد المأمول "الشباب المغاربي وطرق الخلاص الأربعة"

التحديات واحدة بالنسبة لهم وإن ترامت أقطارهم ، البطالة والفقر والفساد والاستبداد في مقابل ما تزخر به الأرض من خيرات، كلها تحديات جعلت شبابنا يبحث لها عن حلول وكل له طريقته وإبداعه في ذلك.

فقد رأى الجزائريون من عامة شبابها أن السبيل للخلاص من البطالة والفقر هو تقفي آثار الأدمغة المهاجرة إلى بلاد النابليون و ما جاورها أو بلاد العم سام، ورغم الفرق في المؤهلات إلا أن الأمل بغد أفضل يبيح المحرمات وخير سبيل لبلوغ الغاية زوارق يحتشد فيها الشباب التعيس المهضومة حقوقه، وغالبا ما تسمع نعي هؤلاء يبلغك من عرض البحر قد قدموا أرواحهم قربانا لبحرنا المتوسط ليرضى عن الفراعنة ويبارك لهم ملكهم.

ورضي قوم آخرون بعد أن رفعوا عباءة الاستبداد عنهم أن يتلبسوا تدينا ناتجا عن ردة فعل كبت حريتهم لسنين، فتدفقت أمواج إيمانهم في المسار الخطأ لكنها تحقق الخلاص حتى وإن رأى الناس عورها فالدعوة للجهاد والانضمام إلى الدواعش ظاهرها العذاب ولكن باطنها الرحمة حيث الخلاص من عذاب الفقر بشبهة الموت في سبيل الله وسبيل الله من ذاك براء.

قمة البؤس أن ترى من المثقفين من يقنع نفسه بأن الشمس ساطعة وحفيده ينادي أليس القمر بدرا الليلة يا جدي.

قوم آخرون رضوا بدل الحقيقة الخيال وبدل الواقع المر المزري نشوة الاستمتاع خارج الإدراك فكانت المخدرات ملجأهم وإن علم جلهم ضررها إلا أن القاعدة الفقهية التي تعلموها في كتاتيبهم تقنعهم بأن طريقهم هو طريق العمل بأخف الضررين وأن اضطرارهم ينافي الاختيار وأن موتهم البطيء هذا خير لهم من الانتحار، فالأول قد يتبدل به الحال وتدركه الرحمة وينصرف عن ذاك ليصلح واقعه، وأما الثاني فقد تواترت النصوص على أنه من فعله فمصيره أن يدخلها خالدا مخلدا فيها.

الطريق الأخير وهو القبول من العامة بهذا الواقع والرضا بالقضاء والقدر وتعلم الاستمتاع بواقع الفقر والعجز والاستبداد، بل والانتصار لكل من يحفظ له هذا الواقع، فعيشة الأنعام بالنسبة له صارت أقصى أمانيه، لن يضرك لو سمعت نوع خطاب كهذا من شاب أرعن لا يهتم بالسياسة ولا يعلم ما حوله، بل قمة البؤس أن ترى من المثقفين من يقنع نفسه بأن الشمس ساطعة وحفيده ينادي أليس القمر بدرا الليلة يا جدي.

قد يكون الأمل في الغد المشرق حقا مشروعا ولكن قرابين المغرب الكبير أخذت على نفسها عهدا أن تطعم حيتان البحر من لحمها وتسقي أرض العرب من دمها وتذهب عقل الشباب من حشيشها وتطيع ولاة أمورها وترضى بعيشة النعم إلى أن يأذن الله.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.