كَنَبعِ المَاءِ إِن سَرَى فِي دَمِي
وَتَلَونَ مِن عَطَائِه عَزمِي
متَيَممًا بِالهَوَى سَائلاً مَا الهُوِيَة
كَوَمضَةِ الشهقَة الخَانِقَةِ
مَا بَينَ الوَثَائِقِي وَنَشَرَاتِ الأَخبَارِ المكررَة
كَنَفسِي اليَتِيمَة
الهَارِبَة مِنَ الضجَرِ
وَمِن أَشلاَءِ الأَوطَانِ العَرَبيَة
القَاطِنَة سِردَابَ الحَقِيقَة
وَالخَائِفَة مِنَ التفَاصِيلِ العَدَمِيَة
البَاحِثَةُ عَن حَل لأَزَمَاتٍ مُدَوِيَة
مَا بَينَ الصحُفِ وَالراديُو
يحَاوِرُنِي حَنظَلَة
يَتَرنمُ بِطُفُولَتِهِ الحَالِمَة
وَيَشهَقُ بِلَعنَةٍ صَارِخَةٍ
أَخَافُهُ..وَأَهرُبُ كَأَننِي بِضَمِيرٍ مَيتٍ
أَو شِبهُ ضَمِيرٍ ذُو العَاشِرَة
أُحِبُكَ
كَأَنكَ الوَطَنُ القَابِعُ بِالحُرُوفِ الأَعجَمِيَة
المتَوَغلُ مِلأَ الحَضَارَاتِ الأَجنَبِيَة
كَأَنكَ أَنَا..كَأَنِي هُنَاكَ
أُحَملُ طَاقَة الحَيَاةَ منَ النصُوصِ الفَلسَفيَة
كَوَطَنِي الجَاثمُ باِلعُدوَانِ
كَسُوريَا كَالعِرَاقُ
كَكُوبِ شَايٍ فِي مَعبَرٍ يَقُودُ إِلَى هُنَاكَ
رَفَحُ الأُمنِيَاتِ المٌمطِرَةِ
وَقصَصُ الحُب المَنثُورَةِ
كَمَا اليَمَنُ أَو قطَارٌ يَقُودُنِي إِلَى لِيبيَا
"غَرِيبٌ هُوَ الوَاقِعُ ..غَرِيبٌ هُوَ الخَيَالُ"
تَقُولُ الآَثَارُ المِصرِيَة
فَيَصرُخُ في وَجهِي إلَهُ الشمسِ
وَيُقَبلُنِي إلَهُ المَطَرِ
تَتَهَافَتُ بِرُقعَتِي الأَسئِلَةُ
أُطَبطِبُ لِلَم شَتَاتَ رُوحِي بِكَ
فَأَقَعُ فَرِيسَةُ الهَوَى
كَأَنكَ الذئبُ البَشَرِي
وَأَنَا النعجَةُ الصغيِرَة
كَأَنكَ الحَاكِمُ المُلتَوي عَلَى الكُرسِي
|
صَرَخَتِ الكَنَائِسُ وَالمَسَاجِدُ وَالمَتَاحِفُ، وَالشَوَارعُ وَالمَدنُ وَدُورُ السكَنُ، وَبَكَيتُ لحَالِ آَلِ مَحَمدٍ المَرثِيَة، لآَلِ المَسِيح المَرثِيَة، مَاتَ الوَطَنُ وَعَاشَ تُجارُ القَضِيَة. |
الخَانِقُ لِلحُريَة
"مِن هُنَا عَبَرُوا"
مَاتَتِ المٌدُنُ وَظَل الحَائِطُ المَهزُومُ يَبكِي
وَظَلتِ العِبَارَةُ شَاهِدَةً عَيانُ
وَظَلَلتُ أَنَا ..فَظَل بِي سَبِيلُ الهِداَيَة
فَقَبَعتِ الحَضَارَةُ تُسَائلُ نَفسَهَا
مَاذَا فَعَلتُ؟ مَا جَريمَتِي؟
صَرَخَتِ الكَنَائِسُ وَالمَسَاجِدُ وَالمَتَاحِفُ
وَالشَوَارعُ وَالمَدنُ وَدُورُ السكَنُ
وَبَكَيتُ
لحَالِ آَلِ مَحَمدٍ المَرثِيَة
لآَلِ المَسِيح المَرثِيَة
مَاتَ الوَطَنُ وَعَاشَ تُجارُ القَضِيَة
أَغَارُ عَلَيكَ
مِن وَقعِ أَنفَاسِ الوَردِ المُعَطرَة
وَالأَنَاشِيدُ الوَطَنِيَةُ المُرَتلَة
مِن عَابِر سَبِيلٍ
وَخَوَاطِرِ خَوفٍ خَانِقَة
مِن لاَجِئٍ ضَاقَ بِهِ الوَطَنُ
تَرحَلُ مَعَهُ الهُويَة وَيَهجُرُه الأَمَلُ
هَارِبٌ مِن الرقعَةِ الجُغرَافِيَة
بَينَ كَفيهِ تَختَبِئُ الخَراَئطُ وَدُرُوس التاريخُ
بَينَ جَبينِه نُقَطُ العُرُوبَة
وَتَفَاصِيلُ أُمةٍ عَرَبيَةٍ..مَنسِيَة
قَهرُ طِفلٍ وَعَجزُ عَجُوزٍ
حِكَايَةُ وَطَنٍ بِلاَ مُوَاطِنِينَ
جَالَ المُوَاطِنِينَ فِي الأَرجَاءِ
وَظَل الوَطَنُ يَبكِي
وَظَل الحَاكِمُ يُصدِرُ الأَحكَامُ
وَبَاتتِ القَوَانِينُ تُنثَرُ عَلَى بَقَايَا المَنَازلِ وَالشوَارعِ
وكُلمَا أَتَى الَمَسَاءُ
أَكتُبُكَ فِي هَيئَة نَثرٍ أَو خَاطرَة
أَرنُو بِهَا مِن هَم الضجَرِ
وَأَنِينِ السحَرِ
وكُلمَا تَهَاطَلَ المَطَرُ
أَغتَسِلُ مِنكَ
كَأَنكَ الذنبُ
كَأَننِي التوبَة
كَأَنكَ الوَهمُ
كَأَني الحَقِيقَةُ
كَأَنكَ النشرَةُ
كَأَني الخَبَرُ
أَرحَلُ منكَ
كُلمَا رَن هَاتِفٌ مُنتَصَفُ الليلِ
الفَارغُ مِنكَ
وكَلمَا رَددتُ عَلَى مَسَامع الغُربَة "أَلُو"
وَقَابَلَنِي الصدَى
فُوجِئتُ بِبَقَايَا الحُب
فَلاَ حُب كَاملٌ فِي وَطَنٍ جَريِح
أَنَا سِندريِلا الوَجَع
فَتَاةُ النشَرَاتِ الإِخبَاريَة
وَالقَضَايَا السيَاسِيَة
|
أنَا سِندريِلا الوَجَع، فَتَاةُ النشَرَاتِ الإِخبَاريَة وَالقَضَايَا السيَاسِيَة، القَاطِنَةُ سِردَابَ رُوحَكَ بِدُونِ رُخصَةٍ.. |
أَملِكُ جَوَازًا مُستَعمَلاً..لاَ يمَلكُنِي
لَا يَقُودُنِي إِلا إلَيكَ
لَا حَق لِي فِي استِعمَالِ الفِيتُو
كَأَنني بلِاَ أَهَمِيَة
نُقطَةُ وَهمٍ فِي الحَربِ
أَيقُونَةُ سِلاَحٍ مُستَعمَلٍ
كَأَننِي الوَرَقَةُ البَيضَاءُ الإِضَافِيَة
غَيرُ صَالحَةٍ إِلا لِثَنَايَا خَربَشَةٍ صَبَاحِيَة
وَأَنتَ السنديَانُ
غَرِيمُ حَواءَ
وَالمبَارَيَاتُ الأَجنَبيَة
تُرسِلُ لِي كَلمَاتُكَ المُزخرَفَةُ
كَأَنهَا نَصُ الخِطَابَاتِ السيَاسِيَة
كَأَنكَ مُرَشحٌ لانتِخَابَاتٍ رئَاسِيَة
ثُم تَنسَانِي
وَتَرحَلُ إلَيهِن مَعَ وَقع المَسَاء
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.